توفي باسم محسن عصر اليوم متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في مظاهرات الجمعة الماضية.. فمن هو باسم محسن؟ ما هي قصته؟ إنه ذلك الشاب ابن الخامسة والعشرين عامًا، والذي جاءت وفاته قبل أيام من استكمال الثورة لعامها الثالث، ليؤكد ثورية محافظة السويس، والتي كانت انتفاضتها الأقوى والأجمل بين غيرها من محافظات الثورة، فبالسويس سقط أول شهدائها، وإليها دخلت أولى دبابات القوات المسلحة خلال ثورة 25 يناير، وعليها فُرضت أولى حالات حظر التجوال مساء 28 يناير 2011. كان «باسم» واحدًا من ملايين الشبان الذين شاركوا في ثورة يناير، لكنه لم يكن مثل الآلاف الذين استفادوا منها، كان واحدًا من أولئك المجهولين، الذين ناضلوا في صمت، ليموت في سكون. استمر «باسم» في نضاله من أجل الثورة التي انحاز إليها، وشارك في تظاهرات محمد محمود، ليفقد إحدى عينيه دفاعًا عن مصابي الثورة المُعتدى عليهم صباح 19 نوفمبر 2011، ليعود بعينه المتبقية إلى مدينة السويس مرة أخرى. وخلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي خرج «باسم» ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين فتم اعتقاله لمدة قاربت الثلاثة أشهر قبل أن يتم الإفراج عنه. لقي باسم محسن ربه عصر اليوم الأحد، بعد قيام قوات الأمن بإصابته بعدد من الطلقات النارية، كانت لرأسه النصيب في إحداها، وذلك خلال تظاهرات الجمعة الماضية بمحافظته السويس؛ للمطالبة بوقف انتهاكات وزارة الداخلية، والإفراج عن المعتقلين، انتقل بعدها إلى مستشفى قصر العيني؛ لمحاولة إنقاذه من إصاباته المتعددة. توفي «باسم» اليوم بعد أن أتمّ رسالته، وبعد أن تبرّع بعينه للوطن، وبدمه للحلم، وبروحه للقضية. وكان من أبلغ ما عبر عن وفاة «باسم» ما قاله أحد المهتمين، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «في عصر الجنون، لسه الموت عاقل، بيختار أفضل من فينا».