لم يشفع له تاريخه المشرف لدى الشعب الفرنسي منعهم للخروج في مظاهرات مناوئة له عام 1968، شارل ديجول، الأب الروحي للفرنسيين ورئيس الجمهورية الفرنسية الخامسة، الذي قرر أن يجري استفتاء على سياسته الشخصية فكانت نتيجته مؤيدة له بنسبة ضئيلة لم تتعد النصف فقرر الرحيل والتنحي. شارل ديجول، الجنرال ورجل السياسة الفرنسي، ولد في مدينة ليل الفرنسية في 1890، وتخرج من المدرسة العسكرية من سلاح المشاة. ألف «ديجول» العديد من الكتب عن الاستراتيجية وحول التصور السياسي والعسكري، وتقلد منصب جنرال فرقة، ونائبًا لكاتب الدولة للدفاع والوطني في يناير 1940، وخدم تحت قيادة العقيد «فيليب بيتان». اشترك في الحرب العالمية الأولى، ووقع أسيرًا لدى الألمان عام 1916، وبعد الحرب عمل مدرسًا للتاريخ العسكري في كلية «سان سير» حتى 1927. «ديجول» قاد مقاومة بلاده في الحرب العالمية الثانية، وترأس حكومة فرنسا الحرة في لندن في 18 يناير 1940، كما شغل مركز مساعد رئيس الأركان العامة في كل من سوريا ولبنان. عُيّن قائدًا لسلاح المدرعات في منطقة «متز»، ثم اندلعت الحرب العالمية الثانية، واستولت ألمانيا على كل من بولندا والدانمارك وهولندا والنرويج. وفي سنة 1943 ترأس اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني والتي تغير اسمها في يوليو 1944 إلى الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية. «ديجول» عين كأول رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة، في 21 ديسمبر 1958، وبدأ مهام منصبه في 8 يناير 1959، وأعيد انتخابه في 19 ديسمبر 1965، وتولى زمام الحكومة الفرنسية لحقبتين متتاليتين. من أشهر نداءاته «أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب، وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره». تنحى عن منصبه بعد حصوله على نسبة قليلة في الاستفتاء الذي أجراه على سياسته الشخصية، في 28 إبريل 1969، وتوفي في 9 نوفمبر 1970. أطلق اسم الجنرال «ديجول» على الكثير من المنشآت والمؤسسات الحكومية والشوارع بفرنسا وتحديدًا في العاصمة باريس.