طلب أكثر من 16 ألف من سكان جنوب السودان اللجوء في مجمعات تابعة للأمم المتحدة، بعد اشتباكات بين فصيلين عسكريين متناحرين امتدت إلى شوارع العاصمة جوبا. وتركت الاشتباكات ومعارك الشوارع التي استمرت 3 أيام بين الفصيلين المختلفين عرقيًا جزءًا من العاصمة مدمرًا منذ أن اندلع القتال مساء يوم الأحد 15 ديسمبر، فيما وصفته الحكومة بمحاولة انقلاب. وقال أحد السكان إنه شاهد جثثا في الشوارع. مضيفًا: «كان هناك العديد من الجثث في كل مكان، كان ابن عمي بينهم. حتى إنه لم يدفن إلى الآن، وهناك العديد من أصدقائي الذين كنت معهم على مدى اليومين- الآن رحلوا جميعا». وعزل الرئيس سيلفا كير المنتمي لقبيلة الدينكا المهيمنة على جنوب السودان نائبه ريك مشار، وهو من قبيلة النوير بعد تزايد السخط الشعبي من فشل الحكومة في تحقيق تحسن ملموس، فيما يتعلق بالخدمات العامة والمطالب الأساسية الأخرى. ورفضت الحكومة التلميحات بأن الصراع له أبعاد عرقية قائلة إن كير التقى بقادة النوير لنفي معلومات مضللة بأنهم سيستهدفون، لكن أحد السكان قال: «إنهم يستهدفون قبيلة النوير على وجه الخصوص. حتى إنهم يوجهون إليك بعض الأسئلة، وإذا لم تجب باللغة التي يريدونها ستكون مستهدفا، ولا أعرف سببا لاستهداف قوات الحكومة لهذه القبيلة بعينها». قال دبلوماسيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية تلقت تقارير من مصادر محلية بجنوب السودان تفيد مقتل ما بين 400 و500 شخص، وجرح زهاء 800 آخرين في الاضطرابات الأخيرة في البلاد.