قررت الفنانة دنيا سمير غانم بداية من أول يوم عرض لفيلمها الجديد «طير انت» الحصول على إجازة من التمثيل حتى تستريح بدنيا وذهنيا وأيضا لتستطيع تقييم تجاربها فى أفلام «الفرح»، «وطير انت»، و«عزبة آدم» ولتعرف نتيجة المجهود الذى بذلته فى هذه الأفلام الثلاثة، وهل شعر الجمهور بهذا الجهد أم لا؟ دنيا كشفت ل «الشروق» فى هذا الحوار سر سعادتها بالعمل مع أحمد مكى، وتعلقها به كمعجبة قبل أن تشاركه البطولة، كما تحدثت عن خططتها للفتره المقبلة وسر حصولها على الإجازة.. الشروق: فى البدايه ما الذى حمسك لفيلم «طير انت»؟ دنيا: حمسنى له أشياء كثيرة على رأسها أنه عرض على بعد انتهائى من تصوير فيلم «الفرح» ودخولى تصوير فيلم «عزبة آدم»، فجاء فى توقيت قدمت فيه نوعية أفلام جادة، وكان فرصه أن يعرض على فيلم كوميدى مختلف عن الأدوار التى قدمتها وعن الأفلام الموجودة أيضا فى هذا الموسم، كما أننى قدمت الكوميدى فقط فى فيلم «يانا ياخالتى» مع محمد هنيدى، وكنت مهتمة بتكرار التجربة.. وكان هذا قبل دخولى الفيلم، أما بعد موافقتى عليه وبدء التصوير فلم أشعر أنه مجرد فيلم كوميدى وأنى مجرد بنت موجودة فيه بجوار البطل، فالدور نفسه به مساحة درامية كبيرة جذبتنى جدا، فأنا أقدم أكثر من شخصية مختلفة فى الفيلم. إضافة إلى هذا فأنا سعيدة جدا بالعمل مع أحمد مكى لأنى أحبه ومتحمسة له جدا منذ أن بدأ التمثيل فى «تامر وشوقية»، وفيلمه الأول «دبور» الذى حقق نجاحا كبيرا، فهو له جمهور معين يحبه ويدخل له أعماله ليس كبار السن وإنما لطلاب المدارس والجامعات فهذه الفئة متعلقة به جدا. الشروق: وكيف حققت هذا التواجد الذى تتحدثين عنه؟ دنيا: حققته لأن شخصيتى تتغير معه طوال الفيلم 7 مرات وكل الأحداث مرتبطة بها لذلك أنا لست مهمشة بالفيلم، وأهمية دورى فى الفيلم لا تقل عن أهمية دور أحمد مكى لأنهما مرتبطان ببعضهما. الشروق: ما هو دورك فى الفيلم؟ دنيا: أقوم بدور «ليلى» وهى الفتاة التى يحبها أحمد مكى بالفيلم ويظل طوال أحداث الفيلم يتحول من شخصية لأخرى ليلفت انتباهها ويحوز على إعجابها ، فقصة الفيلم كلها تدور حول كيف يلفت أحمد مكى نظر ليلى إليه ويجعلها تحبه. الشروق: لكن الفيلم تدور أحداثه فى إطار خيالى يقترب من قصص «ألف ليلة وليلة»؟ دنيا: نعم هو فعلا فيلم خيالى يقدم الفانتازيا بشكل كوميدى لايت، لكن ليس كل أحداث الفيلم خيالية، فالقصص الموجودة بالفيلم واقعية جدا وموجود مثلها فى المجتمع. الشروق: يقدم مكى ثانى بطولاته السينمائية.. كيف كان العمل معه؟ دنيا: رغم أنى لم أكن صديقة له قبل هذا الفيلم إلا أننى عندما شاهدت فيلم «الحاسة السابعة» الذى أخرجه قبل أن يتجه للتمثيل أعجبنى تفكيره جدا، وشعرت أنه سيقدم لونا مختلفا وجديدا فى السينما، وشعرت أنه رجل يملك رؤية وفكر جديدين يريد توصيله للناس، فعندما جاءت لى فرصة العمل معه وجدته أفضل مما توقعت. واستمتعت بالعمل معه جدا ولم يكن مثل الأبطال الذين يهتمون بأنفسهم فقط ويرفضون أن تظهر الفتاة التى تشاركهم البطولة بشكل مميز، فهذا لم يحدث مع مكى إطلاقا ووجدته مختلفا تماما حتى فى تعامله معى، وكان يترك لى المساحة لأن أفعل ما أريد ولا يفرض على شيئا، فكنت أضيف فى مشاهدى جملا كثيرة وكان يتركنى بل ويساندنى ويقدم لى بعض «الإفيهات» التى أضافت لى كثيرا، وأجزم أن هذه هى المرة الأولى التى أرى فيها كوميديان يسمح بالظهور للبنت التى تشاركه البطولة. الشروق: ما هى رسالة الفيلم؟ دنيا: الفيلم يقدم رساله جميلة ومهمة جدا، ونحن نختصرها فى الأغنية الدعائية للفيلم التى كتب كلماتها أحمد مكى وتقول «دور بنفسك جوه نفسك متحولش تكون حد تانى إلا نفسك» ومعناها أن كل إنسان فى الدنيا لديه شىء جيد وجميل فى شخصيته فلا يحاول أن يكون مثل أى إنسان آخر لكى يعجب الناس، ولو كل إنسان وثق فى قدراته وبشخصيته التى منحها الله له سيكون مميزا جدا عن الآخرين، فهذه الرسالة رغم أنها بسيطه إلا أننى أرى أنها مهمة جدا وخطيرة لأنها من الممكن أن تبنى إنسان وتهدم آخر. الشروق: كيف ترى فيلم «طير انت» الكوميدى فى موسم الأفلام الجادة والدموية؟ دنيا: أعرف أن السينما أصبحت تتجه إلى الأفلام الجادة، وأن الأفلام الكوميدية والتى انتشرت بشدة الفترة الماضية أصبحت تقل.. لكن بوجه عام لا يوجد لون واحد للسينما ويجب أن يكون هناك تنوع طوال الوقت فى كل موسم لأن الناس مختلفة واحتياجاتها مختلفة. ووجود مواسم كاملة بنوعية واحدة من الأفلام ليس عيب الممثلين وإنما مشكلة المؤلفين والمنتجين لأنهم عندما يجدون نوعية من الأفلام تنجح يتمسكون بها ويفرطون فى تقديمها، وهذا خطأ من وجهة نظرى لأن الموسم السينمائى الواحد لابد أن يحتوى على كل الألوان وأنواع الأفلام، لذلك أعتبر أن وجود «طير انت» فى هذا الموسم أمر طبيعى ومطلوب. الشروق: كيف ترى المنافسة بينكم وبين فيلم «ألف مبروك» لأحمد حلمى خاصة أن موعد عرضكم الفيلمين واحد؟ دنيا: مواعيد العرض ليس لى أى علاقه بها لأنها مسأله إنتاجية بحتة، وبالنسبه للمنافسة فأنا ليس لى أى علاقة بها ولا بالإيرادات ولا أشغل نفسى بهذه الأشياء إطلاقا، فأنا يأتينى الدور أمثله ثم أقطع علاقتى بالفيلم تماما. الشروق: ألا تفكرين لفيلمك بعد انتهائك من تصويره؟ دنيا: لا أفكر له لأنه بالفعل لا يكون تحت تصرفى فى هذا الوقت، فأنا ممثلة فقط، ولا أتدخل فى أى شىء بعد انتهائى من التصوير، لأن بعد الانتهاء من التصوير المخرج والمنتج فقط هم من لهما الحق فى كل شىء، وليس للممثل أى علاقة بالفيلم. الشروق: فى الفرح تقدمى شخصية الفتاه المسترجلة وهنا تقدمى أكثر من شخصية فى دور واحد كيف ترى دنيا فى هذا الموسم؟ دنيا: أنا لا أحسب لنفسى لكى أراها، فأنا منذ أن بدأت العمل كممثلة لا أوافق إلا على الأفلام التى أحسها وأشعر بها، والحمد لله أننى فى هذا العام جاء لى ثلاثة أفلام مختلفة عما قدمته من قبل وعن بعضها أيضا. وهذا التنوع فى الأدوار التى تعرض على لم يحدث إلا بعد مشاركتى فى فيلم «كباريه»، فبعد هذا الفيلم أصبح صناع السينما ينظرون إلى بشكل مختلف وهذا أسعدنى جدا، ففيلم كباريه أعطانى فرصة أن يرانى المخرجون والمنتجون أصلح للأدوار المهمة لأنهم كانوا طوال الوقت ينظرون إلى كأنى طفلة صغيرة. وأنا بالفعل كنت صغيرة لأنى كنت فى هذا الوقت طالبة فى الجامعة، أما الآن فأنا انتهيت من دراستى ، ولم يعد أمامى إلا إن أركز فى عملى ومؤكد أن هذا صنع فارقا كبيرا فى أدائى. الشروق: هل حقق «الفرح» نفس نجاح «كباريه»؟ دنيا: هناك اختلاف بين آراء الناس فهناك من يقول أن «الفرح» أفضل وهناك من يقول أن «كباريه» هو الأفضل، والحمد لله أن الناس أعجبت بالفيلمين ، ورأيى كممثلة أنهما فيلمان مختلفان عن بعضهما تماما وليس هناك مقارنة بينهما لأن كل واحد منهما يتحدث عن قضية مختلفة عن الآخر. الشروق: ماذا عن فيلم «عزبة آدم»؟ دنيا: هو فيلم مختلف جدا عن كل الأفلام الموجودة، وما يميزه أنه يميل إلى الشكل الأسطورى، وهذا أكثر ما جذبنى إليه، كما أن دورى فيه مختلف أيضا فأقوم فيه بدور «مريم» وهى فتاة ليل وتعيش فى عزبة لم نذكر اسمها أو مكانها. الشروق: لكن ألم تخشى الانتقادات اللاذعة عند تقديمك دور فتاة الليل خاصة أن الجمهور هذه الأيام لا يرحم ولا يغفر والدليل ما حدث مع منى زكى فى فيلم «احكى شهرزاد»؟ دنيا: أنا لا أريد المقارنة مع أحد ولا أحب أن أتكلم عن أحد، كما أن مريم بالفيلم معروف عنها فقط أنها تعمل «فتاة ليل» بدون أى مشهد بالفيلم يظهرها وهى تفعل هذا فأنا لا أقدم فى الفيلم مشاهد مثيرة أو جريئة، لكن موضوع الفيلم ليس له أى علاقة بفتيات الليل ولا يتناول واقعهن إطلاقا ولن أتحدث أكثر من ذلك عن الفيلم لأنه ليس مسموحا لى. الشروق: كيف ترى خطواتك فى السينما؟ دنيا: أسير بخطوات ثابتة، وفى تقدم مستمر، لأنى الحمد لله حظى جيد فى السينما كما أنى فى نفس الوقت لا أوافق إلا على الأدوار التى أحسها فقط وتكون مختلفة، ولم أبحث يوما عن التواجد لمجرد التواجد. الشروق: ما الذى تسعين لتحقيقه الفترة المقبلة؟ دنيا: أنا قررت أن أحصل على إجازة من التمثيل لفترة لأنى عملت فى أكثر من ثلاثة أفلام متواصلة وكان لابد أن أحصل على فاصل ليس فقط لمجرد الاستجمام ولكن لأقيم ما قدمته من أعمال خلال الفترة الماضية ومن المكانة التى وصلت إليها عند الناس. فلا يصح أن أعمل كثيرا دون أن أعرف أين وصلت؟ ففى هذه الإجازة سأستطلع آراء الجمهور والنقاد وأعرف ماذا قالوا ويقولون عنى لأعرف نتيجة ما قدمت.. وهل آراء الناس ستكون مشجعة لكى أستمر فى تقديم الأعمال التى أعتبرها أنا جيدة أم أن أجلس فى البيت أفضل.. الشروق: هل هذا معناه أنك تتمنين مستوى معينا فى الأدوار التى تقدمينها؟ دنيا: أنا لا أخطط إطلاقا للمستقبل وأترك كل شىء لربنا، ولا أهتم إلا بالبحث عن السيناريو الأفضل من بين الأعمال التى تعرض علىّ. الشروق: على هذا ،من الممكن أن تطول هذه الإجازة؟ دنيا: ستطول حتى يأتينى السيناريو الجيد الذى يجذبنى ويعجبنى جدا، فهى إجازة لها هدفان الأول الراحة البدنية والنفسية، والثانى انتظار سيناريو يدفعنى خطوات للأمام.