نعى زعماء وقادة الغرب، رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا، الذي توفي مساء أمس الخميس، عن عمر 95 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، في الوقت الذي نكست فيه عواصم كبرى في العالم أعلامها حدادًا على «أيقونة النضال والحرية». ووصف رئيس وزراء الهند مانموهان سينج، الزعيم الأفريقي الراحل بأنه كان مصدر إلهام للهند في صراعاتها، وكتب سينج على حسابه على موقع التواصل تويتر مستشهدًا ببيت شعر: «هنا وهناك.. وبين الحين والحين، يخلق الله عملاقًا من بين الرجال»، مضيفًا: «كان الرئيس مانديلا من هؤلاء العمالقة من الرجال». وتابع سينج، «كانت رسالته إلهامًا عظيمًا وضمانة أخلاقية لصراعنا القائم على المبدأ ضد الفصل العنصري». وقرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تنكيس الأعلام في فرنسا حدادًا على الرئيس الجنوب أفريقي السابق، بحسب ما أعلن رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك إيرلوت. وقال إيرلوت، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الصين: إن «الإنسانية بأسرها في حالة حداد. إن فرنسا تشارك في هذا الحداد وهي تقف إلى جانب الجنوب أفريقيين الذين يبكون اليوم هذا الرجل الكبير». وأضاف أن «رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند، أراد أن يتقاسم كل الفرنسيين هذه الرسالة، هو الذي قرر تنكيس كل الإعلام في الجمهورية». ومن جانبه، أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتنكيس الأعلام حدادًا على «مانديلا»، ووصفه بأنه كان «واحدًا من أكثر البشر تأثيرًا وشجاعة على وجه الأرض»، وقال أوباما، وهو أول رئيس أمريكي أسود: إن «أول رئيس أسود في جنوب أفريقيا كان له تأثير هائل على مشواره السياسي، مشيرًا إلى أنه بدأ حياته السياسية في شبابه كمحتج على التمييز العنصري». وأضاف أوباما: «لا أستطيع أن أتخيل حياتي الخاصة دون النموذج الذي وضعه نيلسون مانديلا، وسأظل أبذل ما بوسعي لأتعلم منه طيلة حياتي». ونعى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، «مانديلا»، قائلا: إنه «كان يتمتع بشجاعة أخلاقية هائلة». وقال بوش، الذي تولى رئاسة الولاياتالمتحدة في الفترة من عام 1989 حتى 1993، وهي الأعوام التي شهدت إطلاق سراح مانديلا من السجن ونهاية نظام الفصل العنصري: «كرئيس، شاهدت في عجب أن نيلسون مانديلا كانت لديه قدرة فائقة على الصفح عن سجانيه بعد 26 عامًا من السجن الخاطئ». وأضاف بوش الأب، في بيان: «كان رجلا يتمتع بشجاعة أخلاقية هائلة، حيث غير مسار التاريخ في بلاده». وتابع: «نكن- باربرا وأنا - احترامًا كبيرًا للرئيس مانديلا، ونبعث بتعازينا إلى أسرته وأبناء وطنه». أما الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، قال في بيان له: «كان رجلا يتمتع بشجاعة أخلاقية هائلة؛ إذ غير مسار التاريخ في بلاده». فيما كتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، لدى تلقيه نبأ وفاة زعيم جنوب أفريقيا: في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، إنه «انطفأ نور عظيم في العالم»، وأضاف: «كان مانديلا بطلا لعصرنا»، وأمر بتنكيس العلم فوق مقر الحكومة. وقال الأمير البريطاني ويليام دوق كامبريدج: إن «مانديلا كان استثنائيًّا وملهمًا»، وكان ويليام يشاهد العرض الأوروبي الأول لفيلم عن حياة الرئيس الجنوب أفريقي الراحل في لندن عندما انتشر نبأ وفاته، مضيفًا: «لقد كان خبرًا حزينًا للغاية ومأساويًّا»، مقدمًا تعازيه الحارة لأسرة الزعيم الراحل. وبعث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بأحر التعازي إلى أسرة «نيلسون مانديلا» وشعب جنوب أفريقيا، قائلا: إن «مانديلا كان عملاقًا من أجل العدالة وإلهامًا بشريًّا واقعيًّا»، مضيفًا أن: «الكثيرين حول العالم تأثروا بكفاحه الذي اتسم بنكران الذات من أجل الكرامة الإنسانية والمساواة والحرية.. لقد لمس حياتنا بطرق شخصية عميقة». كما نعى قادة الاتحاد الأوروبي الرئيس الجنوب الأفريقي الأسبق نيسلون مانديلا، حيث وصفه رئيس التكتل هيرمان فان رومبوي بأنه «أحد الشخصيات السياسية العظيمة في عصرنا». وكتب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يقول: «لقد غير مانديلا مسار تاريخ شعبه وبلاده والقارة والعالم.. تعاطفي مع أسرته وشعب جنوب أفريقيا». وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز: «فقدت جنوب أفريقيا اليوم الأب، وفقد العالم بطلا». مضيفًا: «لقد كان مناضلا وزعيما ومصدرا للإلهام بالنسبة للكثير من الناس». وقالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف: إن «مانديلا واحد من أعظم شخصيات القرن العشرين وقاد بعزم وذكاء واحدة من أهم عمليات التحرير في التاريخ الإنساني المعاصر لإنهاء التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا» أما وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، فقالت على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «مانديلا علمنا جميعًا أن التسامح أقوى من الكراهية، أفضل طريقة لتكريمه هي الاقتداء به». وقال الرئيس الغاني جون دراماني ماهما على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، «أسدى مانديلا لأمته ولأفريقيا خدمات جليلة، فقدنا رمزًا للكفاح من أجل الحرية وابنًا لامعًا من أبناء قارتنا». ونشر الدالاي لاما، القائد الديني الأعلى للبوذيين التبتيين، في رسالة على موقعه على الإنترنت أنه «فقد برحيل نيلسون مانديلا صديقًا غاليًا»، وأشاد بشجاعة رئيس جنوب أفريقيا السابق ومبادئه ونزاهته. أما الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو، فقال: «كان نيلسون مانديلا رجلا عظيمًا، لم يحمل ضغينة في نفسه مع أنه سجن لفترة طويلة، لقد كان متصالحًا بدرجة كبيرة، ديمقراطي على الحقيقة، أجمع عليه الناس، وسيذكر دومًا في تاريخ السياسية الدولية». وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في بيان لها: «نحن في ألمانيا في حالة حداد مع شعب جنوب أفريقيا على نيلسون مانديلا، كل سنين السجن لم تستطع كسر إرادة نيلسون مانديلا أو تغييره». كما وصف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي رحيل مانديلا، «فقدت جنوب أفريقيا عملاقًا، ومثالا للتواضع والمساواة والعدالة والسلام والأمل للملايين». وقال الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، في برقية تعزية وجهها إلى الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما، جاء فيها: إن «مانديلا واحد من أكبر المحررين في التاريخ» و«رمز للديمقراطية الحقيقية». وقال الرئيس الكوبي راءول كاسترو، شقيق الرئيس السابق فيدل كاسترو الذي ارتبط بعلاقة قوية بمانديلا، قال «بعميق الأسى، أنقل تعازي القلبية لرحيل نيلسون مانديلا الذي يكن له الشعب الكوبي عميق الإجلال والاحترام». وعلق رئيس الوزراء السابق توني بلير، على وفاة مانديلا قائلا: إن «مانديلا كان دومًا محل احترام كبير حتى حين اختلفت معه» مضيفًا «لم يكن موافقًا مانديلا على التدخل في العراق وكوسوفو...لكن اتفقنا على الكثير من الأشياء»، واستطرد بلير قائلا: «كان ممتنًّا كثيرًا للدعم الذي قدمه له حزب العمال في وقت كان فيه المحافظون على الجانب الآخر». أما كوفي عنان فقال في بيان له على موقعه الرسمي، «لقد فقد العالم قائدًا عظيمًا، وفقدت صديقًا عزيزًا، لن أنسى أبدًا ابتسامته الواسعة وسلوكه اللطيف». وقال بيل كلينتون الرئيس الأمريكي السابق على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، «لن أنسى صديقي ماديبا». وكتب محمد علي كلاي بطل العالم السابق للوزن الثقيل في الملاكمة، معزيًا رحيل نيلسون مانديلا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلا: «جل ما نتذكره أنه كان رجلا لم تستطع تجاوزات العنصرية والاقتصادية وقضبان السجن الحديدية وعبء الكراهية والانتقام من أن تحد أو تقيد روحه وقلبه ونفسه». عبد الله غول، رئيس جمهورية تركيا، قال على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «قدم نيلسون مانديلا الثورة التي غيرت حياة شعبه». وقال بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، في برقية إلى الرئيس الحالي لجنوب أفريقيا جاكوب زوما، نقلته صحيفة "أيريش اندبندنت" الأيرلندية: «مانديلا سيظل مثالا يلهم الأجيال». واعتبر الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، خلال بيان صادر عن مكتبه اليوم الجمعة، أن «العالم خسر برحيل نيلسون مانديلا قائدًا عظيمًا، نجح في تغيير مسار التاريخ وفي بناء جسور السلام والحوار، فهو مدافع شغوف عن الديموقراطية ووسيط محترم وحائز جائزة نوبل للسلام، وقد بنى جسور السلام والحوار ودفع ثمنًا شخصيًّا كبيرًا خلال السنوات التي أمضاها في السجن وفي النضال من أجل شعبه». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو: إن مانديلا «أحد أبرز شخصيات عصرنا، كان أبًا لشعبه وصاحب رؤية ومحاربًا من أجل الحرية ورفض العنف».