ثبت أن الأشخاص الأطول قامة لديهم نغمات صوتية أكثر انخفاضًا من ذوي القامة الأقصر، ويمكن تقدير طول الشخص بمجرد سماع صوته بدون الحاجة إلى رؤيته، كما تشير الأبحاث الأخيرة التي تؤكد أن نوعًا معينًا من الأصوات الذي يعرف ب"الصدى المزماري الفرعي" يصبح أكثر عمقًا مع زيادة طول الإنسان، ويساعدنا في تكوين صورة عقلية عمن نسمع أصواتهم، حتى بدون رؤيتهم، حيث إن الأشخاص طوال القامة لديهم عمومًا قنوات للهواء، بما في ذلك الرئتين، أكبر وأكثر عمقًا وهذه المساحة الزائدة تخلق أصواتًا أكثر عمقًا وانخفاضًا. وقد شملت الأبحاث في أمريكا أشخاصًا مختلفين في طول القامة، وتم تسجيل أصواتهم عند قراءتهم لنفس النص، وتطوع أشخاص للإجابة عن أسئلة الباحثين. ويقول "جون مورتون" من جامعة واشنطن في ميسوري: كل من الرجال و النساء استطاعوا التمييز بين أصوات الأطول والأقصر قامة من كلا الجنسين. وتفيد الأبحاث أيضًا أن الأصوات لا تميز قامة الشخص فقط، فقد أشارت أن الرجال ذوي الأصوات العميقة مفضلون أكثر لدى النساء، وخصوصًا عندما يكونوا في سن الخصوبة، حيث يُعتقد أن النساء تقوم لا شعوريًّا بالربط بين نغمة صوت الرجل وقدراته البدنية ونوعيته الجينية، وهذا يوضح أن الرجال ذوي نغمات الصوت الأجش لديهم عدد أكثر من الأطفال. أما الرجال فعلى العكس من ذلك يجدون المرأة ذات الصوت مرتفع النغمات أكثر جاذبية؛ لأنهم يعتقدون أن النساء من هذا النوع أكثر خضوعًا لهم وأكثر أنوثة وشبابًا وأصغر عمرًا. وربطت الدراسة أيضًا بين عمق الصوت والرغبة في القيادة، وهذا ما يفسر قيام الراحلة مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة بالعديد من التمرينات الصوتية لكي يبدو صوتها ملائمًا لصوت سيدة الدولة، ويذكر أيضًا في ذلك اضطرار رئيس حزب العمال البريطاني "إد ميليباند" إلى إنكار عملية جراحية قام بها لإزالة اللحمية حتى يجعل صوته أكثر جاذبية للجمهور.