شهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر عاما صعبا، ألقت الأحداث السياسية والاقتصادية بظلال سلبية عليه، وإن لم يخل من بعض النجاحات، ولكنها لا ترتقى لسقف التوقعات من قطاع هام استطاع خلال عامى ما قبل ثورة 25 يناير أن يقدم نفسه كأحد أهم مصادر الخزانة العامة. خلال 2013 سعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للحفاظ على الاستثمارات القائمة وجذب أخرى جديدة، واطلاق استراتيجيتها التى تحتاج الى مساهمات كبيرة من القطاع الخاص، بينما تفتقد شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أى استراتيجية واضحة فيما يتعلق بنظرة الحكومة للقطاع من جهة، واهداف القطاع خلال السنوات المقبلة من جهة اخرى، سوى ما تسعى له الشركات من تقديم افضل الخدمات واحدثها بما يتناسب والمرحلة، لكن بدون توسعات حقيقية تخوفا من الاستثمارات فى وضع مضطرب. ابدت الاستثمارات فى القطاع تماسكا كبيرا باستثناء خروج بعض الشركات من عدد من الاستثمارات مثل شركات (الكول سنتر)، او تضييق وجودها فى مصر عن طريق غلق مكاتبها، وتجميد بعض الاتفاقات الخاصة بتوسعات واندماجات بعض شركات التكنولوجيا، إلا أنه فى المجمل استطاعت الاستثمارات الكبيرة فى قطاعى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان تواجه الاضطرابات السياسية وتغيير الحكومات، ونجحت الوزارة فى الابقاء على اغلبها ولكنها لم تنجح فى جذب استثمارات جديدة مؤثرة خلال العام بسبب الاحداث السياسية المتوترة. وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عاطف حلمى يتوقع أن يختلف الوضع فى العام المقبل، معلنا ان شركات عالمية أبدت استعدادها لضخ استثمارات جديدة تصل إلى 100 مليون دولار بالقطاع، خلال النصف الأول من العام المقبل 2014، وقال إن هذه الاستثمارات تتركز فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والحاسبات وتطبيقات الهاتف المحمول، مؤكدا ان استقبال القطاع لاستثمارات بهذا الحجم فى ظل الظروف الحالية يعتبر مؤشرا ايجابيا على الثقة العالمية فى قطاع الاتصالات المصرى، ومن بين الشركات التى تستعد لزيادة استثماراتها، «مايكروسوفت» و«أوراكل» فى مجال البرمجيات، وكذلك «أى بى إم» المتخصصة فى مجال الحاسبات. تأجيل خطة «البرودباند» شهد 2013 عدة تاجيلات لإطلاق المرحلة الاولى من الخطة القومية لنشر الإنترنت فائق السرعة (برودباند)، بسبب تأثر الاستثمارات، وكان آخر موعد محدد للبدء تم اقراره من قبل الثورة، هو شهر سبتمر الماضى، الا ان عام 2013 لم يشهد حتى اليوم جديدا مؤثرا فى تنفيذ الاستراتيجية، التى تقدر حجم استثماراتها بنحو 2.4 مليار دولار للمرحلة الأولى من التنفيذ ومدتها عامان، وتبلغ نسبة المساهمة الحكومية المتوقعة فيها نحو 20%، بحجم استثمارات يصل إلى 4 مليارات دولار، وستعمل على نشر الانترنت فائق السرعة فى جميع المحافظات بالجمهورية وتوصيله الى المدارس. «لم تستطع الوزارة الحصول على الاستثمارات المطلوبة لطرح مناقصة البردوباند فى ظل الاضطرابات التى شهدها العام» يقول أحد الخبراء، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات المطلوبة لتنفيذ المرحلة الاولى للمبادرة كبير ويتطلب تعاونا بين الحكومة والشركات الخاصة، والتى لديها تخوفات من بث استثمارات بهذا الحجم. الإفراج عن رخص جديدة مجموعة من الرخص الجديدة وافقت على تقديمها وزارة الاتصالات، فى سعيها لإنهاء عدد من الاجراءات المعلقة فى قطاع الاتصالات منذ أعوام، وشهد 2013 اطلاق عدد من الرخص المؤجلة والسماح بإجراءات توسعية فى خدمات الانترنت عبر الاقمار الصناعية، بإعطاء تراخيص لخمس شركات جديدة، كما تم طرح رخص خدمات التتبع الآلى للمركبات «AVL» وهى الخدمة التى تسمح باستخدام السيارات المجهزة بأنظمة تحديد المواقع (GPS) وبرمجيات الملاحة الأرضية (Navigation). كذلك تم تفعيل خدمات تحويل الأموال عبر شبكات المحمول، بعد تأجيله عدة مرات على مدى عامين بعد الثورة، بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة، وخلال العام ابرمت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عددا من اتفاقات التعاون والمبادرات فى مجال الحكومة الالكترونية، فى قطاعات مثل الصحة والنقل والتعليم، وما زال بجعبة وزارة الاتصالات عدد من الحلول التكنولوجية والمبادرات التى لم تفعل لميكنة الجهاز الحكومى وربطه آليا، ومن المتوقع تنفيذها العام القادم. وشهد القطاع خلال العام الحالى ترقبا طويلا لطرح رخصة المحمول الرابعة، تحت غطاء الرخصة المتكاملة للمحمول، وما سينتج عنها من تغييرات كبيرة فى هذه السوق التى وصلت هذا العام الى حجم تشبع تجاوز 107%، إلا أن التأجيل كان مصير هذه الرخصة حتى اليوم. أول تابلت مصرى نفذت وزارة الاتصالات مشروع إنتاج الحواسب اللوحية محليا، وقدمت للمرة الاولى بالتعاون شركة بنها لتصنيع الالكترونيات التابلت المصرى «اينار»، والذى تم توزيع 10 آلاف وحدة منه على طلاب المدارس، وتتجه الشركة الى طرحه فى السوق المحلية بنهاية العام، وهو مزود بمعالج بسرعة 1.6 جيجا هيرتز، وشاشة 9.7 بوصة، وذاكرة وصول عشوائى 1 جيجا بايت رام، وذاكرة تخزين 8 جيجابايت يُمكن زيادتها حتى 32 جيجابايت، ونظام تشغيل «أندرويد 4.0»، وكاميرا أمامية وأخرى خلفية بقدرة 2 ميجا بيكسل، ودعم شبكات الاتصالات WI-FI، وشبكات الجيل الثالث، ويزن 750 جراما. وبذلك شهد عام 2013 بداية المنافسة فى التصنيع المحلى للاجهزة اللوحية خاصة بعدما اعلنت ايضا الهيئة العربية للتصنيع انتاج تابلت باسم «بلوتو» بالتعاون مع شركة انتل، والذى سيتم طرحه ايضا خلال الشهر المقبل بحسب تأكيدات سابقه للمسئولين، بسعر 1777 جنيها، ويعمل بنظام تشغيل (اندرويد) وذاكرة تخزين 16 جيجا بايت ووزن 685 جراما، وشاشة بقياس 10 بوصات. «التابلت المصرى عبارة عن جهاز يجب العمل دائما على تطوير وتحديث برامجه لينعش النشاط الاقتصادى، خاصة فى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات» يقول طارق الحميلى، رئيس جمعية «اتصال»، مؤكدا أن أفضل الشرائح المستهدفة لطرح التابلت المصرى الطلاب خاصة بالمدارس الثانوية والاعدادية ثم طلاب الجامعات، مشيرا الى ان مصر تحتاج إلى ثورة تعليمية، بدأتها بطرح التابلت فى المدارس، الذى سيجعل هناك قناة اتصال وتفاعلا بين المعلم والطالب أكثر من الكتاب المدرسى التقليدى، مشددا على ضرورة التوسع فى مشروع الانتاج المحلى للتابلت. الجيل الثالث والجيل الرابع اتفق جميع خبراء الاتصالات أن 2013 لن يكون آخر عام لشبكات الجيل الثالث للمحمول، مؤكدين ضرورة نشر وتطوير والاستفادة من امكانيات الجيل الثالث قبل اعتماد تكنولوجيا الجيل الرابع للمحمول، وأن القطاع غير مستعد الآن لتقديم الجيل الرابع الذى يحتاج الى استثمارات كبيرة لتحديث شبكات المحمول والتوسع فى الحيز الترددى «اعتقد أنه علينا الانتظار بعض الوقت لمزيد من نشر وتطوير والاستفادة من خدمات الجيل الثالث، فخدمات الجيل الثالث لا تزال قصيرة العمر فى السوق المحلية وينتظرها مزيد من النمو مستقبلا، ونحن بحاجة الى وقت لاستعادة عوائد الاستثمار فى شبكات وخدمات هذه التقنية»، كما اكد عبد العزيز بسيونى خبير الاتصالات، وحسب توقعات وزارة الاتصالات فإن البدء فى الاعتماد على تكنولوجيات الجيل الرابع او الLTE سيكون فى بداية عام 2015. قطاع الاتصالات 2013 بالأرقام • بلغ إجمالى عدد مشتركى المحمول فى مصر حتى نهاية شهر يوليو الماضى 96.9 مليون مشترك بمعدل انتشار بلغ 107% • وصل عدد مشتركى الهاتف الثابت فى مصر بنهاية يوليو 1.5 مليون مشترك بمعدل انتشار بلغ 8.6%. • بلغ عدد عملاء سوق الإنترنت فائق السرعة «ADSL» 2.43 مليون مشترك بنهاية شهر يوليو الماضى، بينما وصل عدد المشتركين فى سوق الانترنت عبر USB Modem إلى نحو 3.34 مليون مشترك. • يمتلك 37.8% من الأسر المصرية كمبيوتر فى المنزل، بينما يستخدم 32.2% من هذه الأسر اجهزة الكمبيوتر للدخول إلى شبكة الإنترنت. • أنفق المصريون نحو 35 مليار جنيه فى 2013 على خدمات المحمول، التى تتضمن إجراء المكالمات، وشراء الأجهزة، والدخول إلى الإنترنت، لاسيما بعد انتشار الهواتف الذكية، حسب دراسة حديثة للجمعية العلمية المصرية لمهندسى الاتصالات. • أكدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن حجم رءوس الأموال المصدرة لقطاع الاتصالات، بنهاية منتصف العام الحالى بلغت700 مليون جنيه ما يوزاي100 مليون دولار، وقالت انه معدل مرتفع بنسبة 1.4٪. مقارنة بالعام الماضى. • يصل اجمالى عدد الشركات العاملة فى القطاع، الى 5428 شركة، بحسب آخر الاحصاءات وتمثل شركات تكنولوجيا المعلومات نحو 77.5% من إجمالى هذه الشركات، بينما تمثل شركات خدمات القيمة المضافة 14.9%، وشركات الاتصالات 7.5%، بحسب تقرير وزارة الاتصالات.