كعادته فعلها الأهلي، وبهدفين في مرمى أورلاندو بطل جنوب إفريقيا، أضاف المارد الأحمر بطولة جديدة إلى سجل بطولاته، معيدًا الفرحة لقلوب المصريين، حيث اكتست القاهرة باللون الأحمر، بعد لحظات عاصفة قبل المباراة كادت أن تفسدها لولا يقظة قوات الأمن. ومنذ الصباح الباكر، توافدت جماهير الأهلي على استاد المقاولون العرب، استعدادًا للمباراة، وتحركات الجماهير الحمراء في محيط الملعب على الحافلات والعربات الكبيرة. وقبل المباراة بخمس ساعات، بدأت أمواج الألتراس ومشجعي المارد الأحمر تدخل إلى ملعب المقاولون العرب، بينما كانت عملية الدخول قد شهدت تأمينًا كبيرًا من جانب الشرطة لتجنب دخول أية أدوات تساعد على إثارة الشغب. وعند الواحدة والنصف بعد الظهر، كادت مجموعة من مشجعي القلعة الحمراء أن تسبب في إفساد الأجواء الاحتفالية المنطلقة قبل المباراة، حيث اضطرت قوات الأمن التي تتولى عملية تنظيم عملية دخول المشجعين، لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق عدد كبير من جماهير ألتراس أهلاوي التي حاولت اقتحام الملعب، بدون تذاكر للمباراة. وكانت الشرطة فرضت طوقا أمنيا على بوابات الدخول، لضمان أن يكون كل مشجع يحمل تذكرة للمباراة بالعدد المسموح به. ولكن الأمن فوجئ بعدد كبير من غير حاملي التذاكر يحاولون اقتحام الملعب، الأمر الذي دفعهم للتعامل مع تلك الحالة من الشغب بإطلاق قنابل الغاز وطلقات الخرطوش بعد تزايد حالات الشغب في محيط الاستاد. وفي ظل سيطرة الأجواء الأمنية على ساعات ما قبل المباراة، شهد محيط الاستاد، ظهور عدد من خبراء المفرقعات لتمشيط المكان بالكامل قبل انطلاق المباراة، وقبل وصول حافلات الفريقين، وكذلك تواجد أعداد كبيرة من الكلاب البوليسية لزيادة التأمين . ومع دقات الثانية والنصف عصرًا، أغلق الأمن بوابات استاد المقاولون العرب في مواجهة ما يقرب من 10 آلاف مشجع من جماهير ألتراس أهلاوي "من غير حاملي التذاكر"، بعد أن استعانت القوات بمدرعات الشرطة للوقوف ضد أي محاولة للدخول عنوة، وسط ترديد الجماهير هتافات: "يمين شمال .. هندخل تالتة شمال"، رغم أن مدرجات الدرجة الثالثة "يسار" التي اعتاد الألتراس على التواجد فيها قد امتلأت عن آخرها قبل أكثر من ساعة. وفي مشهد غاب عن الأندية المصرية منذ شهور طويلة، تلونت مدرجات المقاولون العرب باللون الأحمر، واكتملت مدرجات الثانية يمين والثالثة شمال في الاستاد عند الثالثة عصرًا، وبعد غلق البوابات يعود الأمن ليفتح البوابة الرئيسية لملعب "المقاولون العرب" للسماح للجماهير بالدخول إلى ملعب المباراة. ومع دقات السادسة مساء، ساد الهدوء شوارع وميادين القاهرة وتجمع الملايين من عشاق المارد الأحمر أمام شاشات التلفزيون وبالمقاهي منتظرين البطولة الثامنة لدوري أبطال إفريقيا.. وبالفعل يفعلها نجما الأهلي محمد أبو تريكة وأحمد عبد الظاهر ويحصد الأهلي له البطولة الإفريقية الثانية له على التوالي والثامنة في تاريخه، ويتأهل لبطولة كأس العالم للأندية بالمغرب ديسمبر المقبل. وعقب المباراة خرجت احتفالات الأهلاوية إلى الشوارع، وسيطرت أضواء الألعاب النارية على سماء القاهرة والمحافظات، احتفالا بالبطولة الجديدة.