محاكمة مرسي هي السبب بس الحكومة فين .. تلك الكلمة التي ترددت على ألسنة العديد من المواطنين في شوارع القاهرة، بعد أن اصطدموا بواقع الشلل المروري التام في مختلف الاتجاهات والميادين والطرق الرئيسية التي تربط العاصمة ببعضها، والتي أثرت بطبيعة الحال على تعطيل أعمال الموظفين سواء في المصالح الحكومية والقطاع الخاص، وأدت إلى نشوب المشادات الكلامية بين سائقي السيارات. الربط بين محاكمة الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، صباح يوم الاثنين، في مقر معهد أمناء الشرطة بمنطقة طرة وبين الأزمة المرورية الحادة التي اصابت شوارع القاهرة، ربما يُعد سببًا منطقيًا وفقًا لرؤية آلاف المواطنين في الشارع المصري، حيث انطلقت الأجهزة الأمنية ورجال المرور في استعداداتهم، مساء يوم الجمعة الماضي، لتأمين المحاكمة وتحسبًا للتظاهرات التي من المتوقع أن تشهدها البلاد من قبل أنصار مرسي من خلال إقامة الكردونات الأمنية في الشوارع والطرق الرئيسية، ووضع الأسلاك الشائكة ولا أحد يدري متى سوف ينتهي هذا المشهد. على أرض الواقع .. استمر إغلاق ميدان النهضة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد من قبل قوات الأمن في الشارع المؤدي إلى الساحة الكائنة أمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة بالحواجز المعدنية والأسلاك الشائكة، فيما تمركزت تشكيلات من قوات الأمن المركزي وبضعة مدرعات بمحيط الميدان، كما توقفت الحياة في ميدان الجيزة وأعلى الكوبري المؤدي إلى شارع مراد، بعد أن تكدست السيارات في الشوارع المؤدية إليه سواء كان شارع الهرم أو فيصل. على الجانب الآخر والأهم، شهد محيط مقر معهد أمناء الشرطة بمنطقة طرة المقرر إقامة محاكمة الرئيس المعزول بداخله صباح الاثنين استعدادات أمنية مكثفة، ورفع درجة الاستعداد القصوى من قبل تشكيلات من قوات الأمن المركزي، وإغلاق المنطقة برمتها أمام المارة والمتواجدين، ومن ناحية أخرى يدرس جهاز تشغيل مترو الأنفاق غلق محطة طرة البلد بالخط الأول لمترو الأنفاق، الاثنين القادم، أثناء محاكمة المعزول وتحسبًا لأعمال تخريبية داخل المحطة، وتجمع المئات من أنصار المعزول ومنع الركاب من دخول المحطة وتزويدها بالكلاب البوليسية. وبالذهاب إلى ميدان التحرير، فقد شهد مساء يوم السبت، بدء قوات الجيش الانتشار على مداخل ميدان التحرير، وذلك بعد فض أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وقفتهم أمام مقر دار القضاء العالي، تحسبًا لتجمعهم مرة أخرى واتجاههم للتحرير. وانتشرت القوات بمداخل التحرير بواقع مدرعة على كل شارع، لمنع تقدم أي تظاهرات، فيما سمحت القوات بدخول السيارات للميدان، وهو ما يجعل الحركة المرورية منتظمة أعلى كوبرى قصر النيل وبطريق الكورنيش وبميدان عبد المنعم رياض وسيمون بوليفار. وزارة الداخلية يذكر أن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، اليوم الأحد، من المقرر أن يجتمع بقيادات المرور على مستوى العاصمة القاهرة، وعلى رأسهم اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للمرور، واللواء حسن البرديسي، مدير مرور القاهرة، ونائبه العقيد سيد عثمان، للاطلاع بنفسه على خطة المرور بالقاهرة والمحافظات، لتأمين مداخل ومخارج العاصمة أثناء انعقاد أولى جلسات الرئيس السابق محمد مرسى، غدًا الاثنين. كما يشرف الوزير على الطرق المسموح للسيارات المرور بها أثناء المحاكمة خوفًا من اندلاع أي أعمال شغب أو إعاقات مرورية بشأنها تعطيل سير المحاكمة، حيث من المقرر أن يتم عمل تحويلات مرورية كثيرة بجنوب العاصمة القاهرة لاسيما منطقة المعادى لمحاكمة المتهمين بمعهد أمناء الشرطة خوفًا من التكدس والزحام الشديد.