تمثل إجازات الأعياد فترات ذروة للإقبال على الفنادق من المصريين، وتحدث انتعاشة للأماكن السياحية، تزيد أهميتها مع تراجع حركة السياحة الأجنبية، غير أن تكرار العمليات الإرهابية، وقربها من بعض الأماكن السياحية قد يؤثر على الإقبال خلال عيد الأضحى. «العين السخنة أكثر المناطق السياحية التى توجد بها نسبة إشغال كبيرة جدا فى عيد الأضحى»، تبعا لما ذكره إلهامى الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية. يقول الزيات: إن السبب فى هذا الإقبال يرجع إلى قرب العين السخنة من مدينة القاهرة، فضلا عن تفضيل الكثيرين عدم الذهاب إلى أماكن بعيدة كشرم الشيخ أو الغردقة، خوفا من تكرار الأحداث الإرهابية خاصة بعد الحادث الذى وقع فى مدينة الطور قبل إجازة العيد بأيام قليلة. وكانت سيارة مفخخة قد انفجرت قرب محيط مديرية أمن جنوبسيناء بمدينة الطور، وهو الحادث الذى أسفر عن وفاة أربعة أشخاص وعدد من المصابين، ويعد الحادث الأول الذى يقترب من محافظة جنوبسيناء بعد رحيل مرسى عن الحكم، الأمر الذى أدى إلى مخاوف العديد من العاملين فى قطاع السياحة، حيث إن الاعتماد فى الترويج لمصر الآن يركز على أن المناطق السياحية فى شرم الشيخ بجنوبسيناء، والغردقة وبالبحر الأحمر أماكن آمنة ولا توجد أى مخاطر من وجود السائحين فيها. وقد قام وزيرا السياحة والداخلية بزيارة إلى مدينة شرم الشيخ للتأكيد على أن هذه المدينة آمنة، ولا توجد مخاوف من وجود المواطنين أو السائحين فيها. الحجوزات تتزايد «رغم وقوع حادث الطور فى الفترة التى يقوم فيها المصريون بالحجز لقضاء إجازة العيد، فإننا تلقينا نسبة كبيرة من الحجوزات عقب وقوع الحادث»، تبعا لما ذكره عادل شكرى، الخبير السياحى، والذى يعمل بمدينة شرم الشيخ. يقول شكرى إن زيارة وزيرى الداخلية والسياحة أعطت انطباعا ايجابيا بأن مدينة شرم الشيخ بعيدة عن أحداث الإرهاب. وأشار الخبير السياحى إلى وجود اختلاف فى نسب الإشغال خلال إجازة العيد من فندق لآخر من بين ال192 فندقا التى تعمل فى مدينة شرم الشيخ، مؤكدا أن المؤشرات الأولية توضح أن نسب الإشغال خلال العيد ستتراوح بين 70 و75% بعد زيارات المصريين والعرب، وهى نسبة تقترب من نسب الإشغال فى فترة عيد الفطر الماضى. ويشير شكرى إلى أن العائق الوحيد أمام زيادة نسب الإشغال من المصريين سواء فى العيد أو فى باقى أيام السنة هو ارتفاع قيمة تذاكر الطيران، حيث يصل سعر التذكرة ذهابا وعودة من وإلى القاهرة ما يقرب من 1700 جنيه، وبالتالى فإن الأسرة المكونة من أربع أفراد ستتحمل نحو 8 آلاف جنيه فقط تكلفة انتقالات، وهى تكلفة باهظة جدا إذا ما قورنت بتكلفة الإقامة لهذا العدد طول فترة إجازة العيد. ورغم وجود إقبال خلال العيد يقول الخبير السياحى إن العروض التى أعلنت عنها الفنادق جاءت أقل من أسعار العروض التى قدمت فى موسم العيد لعام 2010، بنحو 30%، والذى يمثل عام الذروة قبل اندلاع أحداث ثورة يناير. إقبال الأجانب مازال متراجعا وتعانى المناطق السياحية من ضعف نسب الإشغال على الرغم من إعلان نحو 15 دولة أجنبية عن رفعها لحظر السفر لمواطنيها، منها بلجيكا، وألمانيا، وهولندا، والتشيك، بولندا والدنمارك، وبلغاريا وفرنسا وسويسرا. من جانب آخر، قال أحمد الدع، مسئول مكتب تنشيط السياحة بالغردقة إنه رغم رفع الحظر فإن حجم الإقبال من السياحة الأجنبية مازال متراجعا جدا مقارنة بحجم الإقبال فى مثل هذا التوقيت من العام، مما أدى إلى انخفاض نسب الإشغال فى الغردقة إلى نحو 26%. وكانت غرفة المنشآت الفندقية قد أعلنت قبل أيام عن قيام عدد من الفنادق فى القاهرةوجنوبسيناء والبحر الأحمر، ومن بينها فندق سميراميس إنتركنتننتال وفندق رمسيس هيلتون، تقديم أسعار خاصة مخفضة فى الفترة المقبلة، وذلك لتشجيع السياح العرب على قضاء عيد الأضحى بمصر إلى جانب تشجيع السياحة الداخلية. وأشار مسئول مكتب التنشيط إلى وجود إقبال كبير من المصريين على قضاء إجازة العيد فى الغردقة، حيث يوجد فنادق بلغت فيها نسب الحجز بنحو 100%، موضحا أن متوسط نسب الإشغال المتوقع فى العيد للغردقة لن تقل عن 60% فى المتوسط. عروض أسعار مغرية ورغم وجود إقبال على السفر إلى الغردقة قدمت الفنادق عروض أسعار أقل من العام الماضى بنحو 25%، استكمالا للعروض التى قدمتها فى مبادرة مصر فى قلوبنا والتى انتهت فى 21 من الشهر الماضى. وكانت وزارتا السياحة والطيران قد أعلنتا عن هذه المبادرة لمدة 4 أيام وثلاث ليالى، بحيث تكون تكلفة إقامة الفرد فى الليلة 150 جنيها، ليصل إجمالى تكلفة الإقامة للفرد فى فندق أربعة نجوم 450 جنيها فى الليالى الثلاثة، ثم يتم إضافة 50 جنيها مصروفات للشركة، فضلا عن تكلفة تذكرة الطيران ذهابا وعودة ب500 جنيه بعد دعم وزارة السياحة. ويختلف الأمر فى مدينة مرسى علم، حيث تتراجع فيها نسبة الإشغال، كما أن العيد لا توجد فيه حجوزات على المدينة. «نسب الإشغال فى العيد لن تتجاوز ال40% على أفضل التقديرات»، تبعا لما ذكره طارق شلبى، نائب رئيس مدينة مرسى علم. ويبرر شلبى عدم وجود إقبال بسبب تراجع الحالة الأمنية، التى قللت من رغبة المواطنين فى السفر إلى المدينة بالسيارة، حيث تستغرق الرحلة أكثر من 6 ساعات، فضلا عن صعوبة الذهاب بالطائرة مع ارتفاع تذكرة الذهاب والعودة والتى تصل إلى 1800 جنيه.