«ما تنسيش تجيبى معاكى ماسك الطمى المغربى» و«اشترى بالمرة زيت زيتون من معرض سيوة»، هذه بعض من وصايا الصديقات التى قد نحملها معنا فى رحلة الذهاب إلى الساحل الشمالى لقضاء الإجازة الصيفية. وهذه الطلبات ضمن العديد من المنتجات التى تباع فى مدينة الحمام التى تقع فى الكيلو 63 بطريق الساحل الشمالى وتعد السوق الرئيسية والشعبية للمصطافين الذين يرتدون الشورت والكاب. وقد اعتادوا شراء احتياجاتهم من هذه السوق الموسمية ففى الحمام يمكنك أن تجد أنواعا من الأثاث والمفروشات من دواليب، وسراير، ومطابخ ومراتب وجميع مستلزمات المصيف، وتجد أيضا محالا لبيع السيراميك والرخام والأدوات الكهربائية وأدوات المطبخ بجانب محال لبيع الخضراوات واللحوم، والأسماك. المدينة عبارة عن شارع رئيسى كبير يمتد لمسافة 10 كيلو مترات مربعة بدءا من أسفلت طريق الساحل بعد أن تترك بوابات القرى السياحية والمنتجعات الفخمة لتنتقل إلى مشهد ومكان آخر مختلف تماما، حيث تصطف على جانبى الطريق وتحديدا فى الثلث الأول العديد من المعارض والدكاكين وفى آخره يسكن أهل الحمام من عرب البدو الذين يمتلكون هذه المحال ويعملون فيها فى موسم التصييف. ويستقبلك فى مدخل المدينة مجسم ضخم عبارة عن عدد من الصخور المتراصة بعضها فوق بعض يقف على قمتها غزال كرمز لحياة البدو هناك، وقد سميت المدينة بهذا الاسم وفقا لما ذكره مرضى عبدالواحد الذى يمتلك معرضا لأدوات التجميل نسبة إلى ما تردد عن وجود حمام لملكة فرعونية بالمنطقة. وقال آخر إن مركز الحمام يحتوى على محمية العميد التى تضم العديد من النباتات النادرة كما يقع بها أحد أهم الأماكن السياحية المهمة وهو معبد مارمينا الخاص بالاستشفاء وللأسف لا يعرفه الكثيرون ممن يترددون على المكان. يلفت الانتباه اختلاف مستوى هذه المعارض بعضها ذو مظهر متواضع فى الشكل والمعروضات، بينما البعض الآخر أكثر تنظيما وترتيبا إلى حد كبير خصوصا فى المحال التى تبيع أدوات التجميل، والشامبوهات، والكريمات والتى تشهد إقبالا كبيرا من السيدات والفتيات فى سنوات سابقة على عكس العام الحالى، فحركة البيع والشراء محدودة على غير العادة فسرها مرضى بالأزمة المالية التى أثرت على القوى الشرائية. وبسبب امتحانات الثانوية العامة متوقعا أن تستعيد السوق حيويتها بدءا من منتصف يوليو، مذكرا بأن موسم هذا العام «مضروب» بسبب قدوم شهر رمضان، وقال إن أغلب المحال ستغلق أبوابها منتصف أغسطس القادم بعد أن كانت تبدأ نشاطها أوائل شهر 6 وتستمر لنهاية شهر سبتمبر. مرضى يبيع أنواعا من الشامبوهات والكريمات والصابون المستورد وبعض أدوات المكياج ويعترف بأن بعضها مقلد فى بلد المنشأ، فهو يستورد من ليبيا والسعودية والإمارات ويؤكد قدرته على التفرقة بين الماركة الأصلية والمغشوشة، ويشير إلى نوع من معطرات الجسم الأمريكى استورده من الإمارات وتحايلت الشركة المنتجة لبيع المعطر بتغيير أحد حروف المنتج الشبيه بالأصلى. ويؤكد مرضى أحد أبناء مدينة الحمام أنه يعمل 24 ساعة يوميا وقت الموسم بينما يقتصر عمله هو وغيره من أبناء سكان الحمام على تجارة العقارات والسمسرة إلى جانب العمل فى المحاجر وصناعة الطوب وزراعة الزيتون والتين بقية شهور السنة. مُصيف مارينا «بضم الميم» لايأتى إلينا.. هذا ما يؤكده سالم ابراهيم صاحب محل شنط وأحذية فهو يفضل الشراء من السوق التجارية داخل مارينا حيث تباع منتجات أصلية، ومصطافو مارينا لا يفرق معهم السعر، مشيرا إلى أن أغلى سعر للشامبو على سبيل المثال فى المحل المجاور لايزيد على 35 جنيها وكذلك سعر أغلى كريم لن يزيد على 150 جنيها، يؤكد ذلك إبراهيم عنتر صاحب محل أثاث ويقول إن أهل مارينا يفضلون شراء أثاث الشاليهات والفلل من معارض شهيرة بالقاهرة والإسكندرية. مشيرا إلى أن زبائن مدينة الحمام من ساكنى قرى مراقيا حتى قرية اللوتس التى تقع قبل مارينا، ويؤكد إبراهيم أن أسعاره هى الأسعار نفسها التى يبيع بها بالإسكندرية، فسعر السرير 120 سم لا يزيد على 300 جنيه، ويقول إن أثاث المصايف يميل للبساطة لكنه «متين» فهو يصنع من الخشب السويدى المطلى بدهانات تمنع وصول الرطوبة إليه وفسر قلة الإقبال على الشراء بسبب افتتاح العديد من المعارض التى تعمل فى تجارة وبيع الأثاث بمدينة الحمام والتى وصل عددها إلى أكثر من عشرين معرضا بينما كانت تقتصر على معرضين فقط منذ ثمانى سنوات. ويوضح إبراهيم أنه يبدأ نشاطه قبل المحال الأخرى فى شهر مارس من كل عام حيث يقوم بتجهيز ودهانات الأثاث ويشير إلى أن كثيرا من المعارض تعمل فى غير موسم الصيف، فى الأعياد وفى يوم شم النسيم، حيث يقضى البعض إجازاتهم بالساحل الشمالى، يحرص كثير من الزبائن على شراء منتجات سيوة من زيتون. وزيت زيتون وأنواع مختلفة من البلح يقول معتوق نصرى إن هذه المنتجات سوف تشهد إقبالا هذا العام عن السابق لقرب دخول شهر رمضان فهم يشترون البلح السيوى، وزيت الزيتون الذى تصل فيه نسبة الحموضةالى 3% والذى يزيد سعره بنحو خمسة جنيهات للكيلو» 25 جنيها «عن نوع الزيت الآخر الذى به نسبة حموضة 1 % «عشرون جنيها للكيلو». وفى الجهة المقابلة سوف تقابلك السوق المغربية وتجد فيها أنواع الماسكات من الطمى المغربى الشهير واللوف وأنواع الحنة والعطارة ويجاورها مركز ابن سينا الذى يبيع أنواعا مختلفة من الأعشاب لعلاج الصداع وأوجاع الأسنان ودواء للديدان وبعض المقويات الجنسية، سامح نجاتى يقول: أسعار الحمام هى نفس أسعار القاهرة، ويضيف أنه جاء ليحصل على وجبة سمك جاهزة واضطر لدخول أحد المحال لشراء «صندل» لابنه. وتربط عبير محمود ترددها على الحمام لشراء احتياجاتها بتوافر الوقت وقضائها مدة أطول بالمصيف مشيرة إلى أن الوقت فى مصر لا يسمح لها بالتسوق وأكدت عدم حرصها على شراء كريمات أو أدوات تجميل من الحمام، وأنها تفضل شراء هذه المنتجات من مولات كبيرة ضمانا لجودتها.