رغم الأحداث الساخنة التى تمر بها المنطقة العربية وخاصة مصر وسوريا ولبنان، إلا أن الفضائيات المنتجة لبرامج اكتشاف المواهب بدأت فى الاستعداد لاستقبال المواهب أو الضحايا الجدد لها أو استقبلتهم بالفعل، تمهيدا لانطلاق ماراثون «وجع القلب وحرب الأعصاب» بين الشعوب العربية التى تنقسم الى أكثر من فريق لدعم المواهب حسب الجنسية التى تحملها. السبت الماضى جاء انطلاق الموسم الثالث من «Arabs Got Talent»، الذى يعرض على شاشتى MBC4 وMBC مصر وهو البرنامج الذى يفتش عن المواهب فى كل المجالات وليس الغناء فقط كما هو حال البرامج الاخرى حيث يتميّز عن الموسميْن السابقيْن بجانبين اثنين «أولا، نوعية المواهب التى تُعدّ أكثر تغيّرا وتنوعا، ففى الموسم الماضى شاهدنا الكثير من «الهيب هوب» وغيرها من الاستعراضات الراقصة، فيما ضمّ الموسم الأول العديد من المواهب الغنائية.. أما الموسم الثالث فيشتمل على مواهب جديدة كليا، لم نرها سابقا. فهناك الكثير من العروض الكوميديَّة هذا العام والذى يشهد انضمام الفنان أحمد حلمى بدلا من الإعلامى عمرو أديب إلى جانب نجوى كرم وعلى جابر وناصر القصبى. وبدا حلمى فى غاية الحماسة لانطلاق البرنامج، لافتا إلى أن الحلقات الأولى التى قامت خلالها اللجنة باستعراض المواهب، كانت «ناجحة بل وقوية جدا، إذ تميّزت بوجود العديد من المواهب الشاملة والقادمة من مختلف أنحاء العالم العربى»، وأضاف حلمى: حرصتُ على متابعة البرنامج فى موسميه الأول والثانى، ولكننى لم أتخيّل يوما وجودى ضمن لجنة التحكيم! ولا أخفى أنه عندما عَرضت عليَّ إدارة MBC الانضمام إلى البرنامج، تردّدتُ قليلا نظرا للمسئولية الكبيرة التى تقع على عاتق أعضاء اللجنة. وتابع حلمى: أذكر أننى عندما حضرت إلى الاستديو لتسجيل الحلقات الأولى، انتابنى مزيج من مشاعر متناقضة، فمن جهة شعرت بمتعة كبيرة وطاقة عالية، ومن ناحية أخرى أحسستُ بقلق ومسئولية كبيريْن، غير أننى، وفى كل الأحوال، ذُهلت فعلا بهذا الكم الكبير من المواهب العربيّة المتنوعة والاستثنائية. البرنامج الآخر الذى بدأ طريقه نحو الظهور هو «The Voice» الذى بدأ تصوير حلقات موسمه الثانى، ومن المنتظر أن يُعرض فى وقتٍ قريب على MBC1 وMBC مصر، مع احتفاظه بتوليفته الخاصة، من النجوم كاظم الساهر وعاصى الحلانى وشيرين عبد الوهاب وصابر الرباعى. البرنامج بدأ كالعادة بمرحلة «الصوت وبس»، وهى المرحلة الأولى التى يتنافس خلالها المشاركون من أصحاب المواهب الغنائية لإبراز مواهبهم وخاماتهم الصوتية تحت أسماع المدرّبين الأربعة، ولكن.. بعيدا عن أنظارهم كما بات معروفا لدى جمهور المشاهدين، حيث يستمع المدرّبون فى مرحلة «الصوت وبس» لغناء المشتركين دون رؤيتهم، فيما تُعتبر استدارة كرسى أحد المدربين نحو المشترك بمثابة إشارة القبول ضمن فريقه الذى يعمل على بنائه وتدعيمه بأفضل الأصوات المشاركة، والارتقاء بها نحو المراحل المتقدمة من البرنامج وصولا إلى المرحلة النهائية. أيضا ينطلق فى 26 من هذا الشهر، بعد غياب عامين بسبب الأحداث التى تعيشها مصر، برنامج «ستار أكاديمى» فى موسمه التاسع، والذى سيعرض بالتزامن على شاشات «المؤسسة اللبنانية للإرسال» و«سى بى سي» و«دبي». وبدأت المحطات بالفعل عرض الاعلان الترويجى للبرنامج وتظهر فيه مقدمته هيلدا خليفة وهى تطلق شعار العمل وهو «تركيبة النجاح عندنا» ذلك من قلب مختبر البرنامج الذى صنع المواهب الناجحة. ومن التغيرات التى يشهدها البرنامج تغيير رئيسة الاكاديمية، حيث وقع الاختيار على الممثلة والكاتبة كلوديا مرشليان لتتولى الإشراف على يوميات الطلاب وإرشادهم فى السلوكيات ومهمتها الأساسية والأهم هو التواجد خلال التقييم الأسبوعى والبرايمات المباشرة، ذلك بدلا من رئيسته السابقة رولا سعد. أما المدربون فقد انضم الملحن هشام بولس إلى فريق المدربين، وذلك اثر التحاق وديع أبى رعد بفريق «أراب آيدول» وأيضا سيتولى تدريب الطلاب موسيقيا خليل أبو عبيد ومارى محفوظ التى رافقت البرنامج بمواسمه السابقة، إضافة الى مدربة التمثيل الممثلة بيتى توتل التى أطلت سابقا فى البرنامج، وتستمر أليسار كركلا فى تدريبات الرقص، كما انضم مقدم البرامج وخبير الصورة الإعلامى ميلاد حدشيتى ليقدم إلى طلاب الأكاديمية جلسات خاصة ونصائح مهمة بخصوص Personal branding.. وانتقل الطلاب الذين وصلوا بيروت منذ أيام الى مبنى جديد، فى منطقة زوق مصبح وهو ملاصق لمبنى «إم بى سي»، وتم تجهيز الأكاديمية الجديدة بكل جديد وبكاميرات ترصد مغامرات الطلاب ونشاطاتهم اليومية وتحركاتهم، حيث ستنقل قناة خاصة على مدى 24 ساعة حياتهم الجديدة الى النجومية. وفى الطريق أيضا برامج أخرى مثل «آراب إيدول» أو محبوب العرب بنفس فريق العمل السابق راغب علامة ونانسى عجرم وأحلام وحسن الشافعى بعد نجاح تجربتهم خلال الموسمين الماضيين، وكان آخر موسم قد شهد حصول الفلسطينى محمد عساف على اللقب بعد منافسه مع المصرى احمد جمال. الغريب فى الأمر أن أغلب هذه البرامج لم تقدم نجما للساحة الغنائية رغم حالة المنافسة التى تشهدها المسابقات والتى تعطى انطباعا بأن الفائز قد وصل الى أعلى درجات الشهرة ولكن بمجرد انتهاء الحلقات لا يسمع عنه حتى إن الكثيرين أطلقوا على هذه البرامج «برامج وقع القلب» لأن البيوت العربية تدخل فى سباق طويل وسرعان ما ينتهى إلى لا شىء.
