هو أحد فرسان ماسبيرو الجدد، يحمل فى يديه أسلحة التطوير ودرعه أفكاره التى يراهن عليها.. إنه الإعلامى طارق أبوالسعود الذى يجمع بين حسنيين مختلفين فى نفس الوقت، فهو مدير محطة راديو مصر التابعة لقطاع الأخبار ورئيس باقة راديو النيل التابعة لقطاع الإذاعة، ورغم ثقل المسئولية فإن طموح طارق وآماله لا حدود لها. فى البداية كيف تعمل تحت رئاسة قيادتين مختلفتين فى نفس الوقت.. أم أنك تعزف منفردا؟ بالطبع لا أعزف منفردا، ولكن ما حدث أنه بعد النجاح الذى حققناه فى «راديو مصر» أرادت القيادات الإعلامية فى مبنى ماسبيرو استثمار هذا النجاح، الذى تحقق فى هذه الفترة الوجيزة، وعليه تم إسناد مشروع راديو النيل لنا لنحقق فيه نفس النجاح. أنت تؤكد أن تجربة راديو مصر نجحت من أين لك بهذا اليقين؟ من خلال ردود الأفعال التى نتلقاها يوميا سواء عبر المكالمات الهاتفية ومن حجم المشتركين فى جروب راديو مصر على موقع الفيس بوك، ويكفى أن لكل برنامج من برامج المحطة له «جروب» على ال«فيس بوك» مشترك فيه أعداد كبيرة جدا إلى جانب أننى بصدد عمل بحث عن محطة راديو مصر فى مركز دعم واتخاذ القرارات بالمجالس المتخصصة. هل تعتقد أن وضعك لأغانٍ شبابية فى محطة إخبارية فكرة مناسبة؟ الأخبار بطبيعتها مادة ثقيلة ولن يحتمل المستمع هذه المادة لفترات طويلة، ومن هنا حرصت أن أغلفها بالسكر وأجعلها مادة مقبولة ومستساغة، وهذا لم يؤثر على مساحة المادة الإخبارية. ولكن مساحة الأغانى أكبر من المادة الإخبارية لدرجة دفعتنا للاعتقاد أننا نستمع إلى محطة نجوم إف إم التى كنت أحد مؤسسيها.. فما تعليقك؟ من أحسن التعليقات التى أعجتنى على موقع ال«فيس بوك» أن أحد الشباب قال: «إحنا بقالنا سنين مش بنسمع نشرة أخبار فى الراديو لحد ما جاءت راديو مصر»، وهذا الكلام حقيقى لأن الجمهور كان منقطعا عن سماع الأخبار من الراديو بعد نجاح «نجوم إف إم» فى تجميع الناس من حولها، فأصبحت الأغانى هى المادة الوحيدة التى يقبل عليها الجمهور وابتعد أتوماتيكيا عن الأخبار. ونحن الآن نعّود الجمهور على أن يستمع للأخبار من الإذاعة خاصة أننا نقضى معظم يومنا خارج المنزل، وعليه نختار الوسيلة التى تجذبه للمادة الإخبارية حتى لو أحطناها بمجموعة من الأغانى. يرى العاملون بقطاع الإذاعة أنك حصلت على امتيازات كبيرة منها منحك موجة قوية واستوديو مجهزا بأحدث الأجهزة الحديثة، وذلك على حسابهم فما تعليقك؟ كانت هناك رغبة قوية فى التطوير يتحمس لها كل من أنس الفقى وزير الإعلام والمناوى رئيس قطاع الأخبار اللذين وفرا لى جميع الإمكانات، التى تجعلنا نعمل بشكل محترف، منها استوديو ديجيتال من الألف للياء ليعد أول ستوديو ديجيتال فى مبنى ماسبيرو كله،وللعلم فهذا التطوير لن يقتصر على راديو مصر فما أعلمه أن وزير الإعلام رصد مبلغا كبيرا لتحويل كل ستوديوهات الإذاعة إلى ستوديوهات ديجيتال. ونحن جميعا نعمل تحت مظلة واحدة. كيف هذا وأنت غير متقيد بلوائح الإذاعة وأقرب مثال أنك تذيع الأغانى دون الالتزام بعرضها على لجان الاستماع بالإذاعة لإجازتها أو منعها؟ ليس لى شأن بهذا الموضوع فقد نجحت فى عمل اتفاقيات مع شركات الأغانى، منها روتانا وعالم الفن وجودنيوز، التى تمنحنى أحدث إنتاجها، كما حدث مع أغانى عمرو دياب الجديدة، التى منحتنى شركة روتانا الحق فى إذاعة بعض الأغانى الحديثة مع الالتزام بإذاعة اسم الشركة المنتجة، وأعتقد أن هذا من حقهم، وهى خطوة كبيرة أن أذيع أحدث الإنتاج متفوقا عن أى جهة إعلامية أخرى، وهذا الأمر من شأنه جذب الجمهور لنا. هل يتكرر الأمر مع باقة راديو النيل التابعة للإذاعة؟ الأمر ذاته سيحدث فأنا بصدد الاجتماع مع المسئولين فى روتانا للحصول على أكبر قدر ممكن من إنتاجهم الغنائى، فباقة راديو النيل تضم 5 محطات إذاعية، منها محطتان للأغانى، واحدة للأغانى القديمة والأخرى للأغانى الحديثة، ولابد أن نواكب العصر لأن هذه هى محطات تجارية فى الأساس، ولابد أن نجذب المعلنين إليهما، والأمر نفسه سيحدث مع المحطات الأخرى سواء الكوميديا أو الدراما أو الموسيقى، فإذا كنا سنعتمد على الأرشيف، ولكننا سنتجه إلى الإنتاج والاشترك فى الإنتاج وشراء الأعمال إذا تطلب الأمر. على ذكرك للإعلانات هل سيكون لها مكان على محطة راديو مصر؟ نعم، هذا سيحدث مع بداية شهر رمضان المقبل فلقد تعاقدت شركة صوت القاهرة على شراء الدقائق الإعلانية على محطة «راديو مصر» بمبلغ يقدر ب30 مليون جنيه سنويا. هل صحيح أنك وضعت ملامح الخريطة البرامجية لشهر رمضان؟ نعم هذا صحيح فنحن الآن فى مرحلة التنفيذ فلقد وضعنا مجموعة أفكار برامج جديدة منها «لنا مراسل» و«السامر» و«عادة وبزيادة» و«كلام وسط البلد» و«من بره ماسبيرو». ألست متحررا كثيرا من اللغة العربية الفصحى؟ هذا الأمر مقصود، فالنشرات الإخبارية لا يمكن التحرر فيها من اللغة العربية، ولكن ما دون ذلك، فلابد أن نتحرر حتى لا ينفر الجمهور منا. هل تنافس محطة راديو مصر كلا من مونت كارلو ولندن؟ نعم ننافسهما وأكبر مثال على ذلك أنهما نقلا عنا بعض الأخبار فى زيارة أوباما الرئيس الأمريكى لمصر مع العلم أن اهتمامنا ليس محليا فحسب وإذا كان هو الغالب لكننا نهتم بالأخبار العربية والإقليمية. هل سيتم منحك موجات جديدة واستوديوهات جديده لباقة راديو النيل أم أنك ستعمل وفقا للمتاح؟ أنا معى موجتان، الأولى الخاصة بإذاعة الأغانى والثانية لإذاعة البرنامج الموسيقى، وسيتم منحى 3 موجات للإذاعات المتبقية، التى ستنطلق مع بداية العام الجديد، أما من حيث الاستوديوهات فسوف يتم منحى استوديوهات ديجيتال مثلما هو الحال فى «راديو مصر»، فأنا أنوى دخول مجال المنافسة بقوة، وأحاول جاهدا مع زملائى إعادة الريادة للإذاعة المصرية.