دخول المدارس على الأبواب.. اعلنت حالة الطوارئ فى كل البيوت المصرية استعدادا للعام الدراسى الجديد.. بعد شهور من الخمول واللهو يبدأ الاطفال فى الاستعداد لوقت الجد.. وتستعد البيوت لاستعادة روتينها وحياتها المنتظمة من جديد.. ربما يكون من السهل اعداد الاطفال الذين سبق لهم دخول المدارس للعام الدراسى فهم اكثر استيعابا وعلى دراية بالنظام الذى يجب اتباعه اما الصعوبة الاكبر فتكمن فيمن يرتادون المدراس أو الحضانات للمرة الاولى لذا يجب ان نكون على اهبة الاستعداد لتأهيلهم لاستقبال العام الدراسى الجديد. الاستعداد الأول: يبدأ الاستعداد الاول للأطفال عند التقديم للمدارس أو للحضانات للمرة الاولى. عليكى قبل اصطحاب طفلك لاداء اختبار القبول بتمهيد الامر له.. كونى صريحة فى حوارك معه بكلمات بسيطة تحمل الطمأنينة والحب.. عن مدرسته الجديدة وكيف ستتيح له معرفة المزيد من الاصدقاء وقضاء وقت ممتع معهم.. وكيف انها تمهده لأن يكون كما الكبار.. اصطحبيه معك لزيارة المكان ليشاهد بنفسه الفصول والالعاب.. وقد تتاح لكى الفرصة ليتعرف على مدرسته حتى لا يفاجأ عند دخول المدرسة بشخصيات يراها للمرة الاولى. الحوار مع الطفل: لابد من اعداد الطفل نفسيا لتقبل فكرة الانفصال عنك كل صباح والذهاب وحده إلى المدرسة. بث الاحساس بالأمان فى نفس الطفل هى مهمتك الاولى.. لا تنقلى مخاوفك لطفلك فقد اثبتت الابحاث ان 80% من الاطفال يبكون عند الذهاب للمدرسة للمرة الاولى وهو امر طبيعى ولكن المخاوف تأتى من الآباء حيث يعانون خاصة الام من مخاوف الانفصال عن ابنائهن وتركهم بمفردهم لمواجهة المخاطر. لابد ان يشعر الطفل بثقتك فى قدراته وبث روح التحدى فى نفسه.. اصطحبيه معك لشراء مستلزمات المدرسة مثل الزى والادوات المدرسية.. ودعيه يشعر بمتعتك معه فى اعداد الحقيبة وتجهيز الكراريس والكتب.. دعيه يختار ادواته بنفسه حتى يشعر بالتميز.. حدثيه عن ذكرياتك فى المدرسة.. وزملاء الدراسة.. تصفحى معه الكتب الجديدة بما فيها من صور ورسومات مع ابداء اعجابك بها.. ولا تشعرى الطفل بأن بداية العام الدراسى تعنى زيادة الاعباء عليك حتى لا يكره هذه اللحظة. الاعتياد على الانفصال: ربما تعانى الامهات من آلام الانفصال عن الاولاد اكثر مما يعانيه الاولاد انفسهم. فوقتها مشغول به طول فترة الاجازة خاصة فى ساعات الصباح الاولى حيث تنفرد بأولادها وتكرس كل وقتها لهم ان لم تكن امرأة عاملة. فى ايام الدراسة ينشغل الابناء بأداء واجباتهم المدرسية وبحياتهم الخاصة التى تقتصر على المدرسة والنادى وزملاء الفصل وربما لا يجد الوقت الكافى للبقاء مع والديه واقتسام حياته معهما. لذلك ننصح الام بتثبيت ميعاد تناول طعام الغداء مع الحرص على ان تشاركهم هذه اللحظات الحميمة حتى وان غاب الاب بسبب ظروف العمل. اما ان لم تستطع القيام بذلك فيمكن ان يتناول الاولاد وجبة خفيفة عند العودة من المدرسة ثم تناول عشاء عائلى يتم فيه تبادل المعلومات والنصائح والحوار بين افراد الاسرة الواحدة. لا تنقلى له مخاوفك: لابد من الاستماع لمخاوف وقلق الاولاد فلا تسخرين من مخاوفه البسيطة أو من ملاحظاته عن زملائه ومدرسيه. كما يجب ان يشعر الطفل بافتقادك له اثناء ذهابه للمدرسة دون افراط فهو يؤدى العمل المطلوب منه كما يؤدى كل فرد من افراد الاسرة عمله. احرصى دائما على ان تكونى على صلة بالمدرسة كأن تذهبى لاصطحابه مثلا حتى يتسنى لك الكلام مع مدرسة الفصل عن احوال طفلك.. لا تغيبى ابدا عن اجتماع اولياء الامور ففى هذا الاجتماع يتاح لكى الاطلاع على شخصية طفلك التى ربما تختلف تماما عن شخصيته فى المنزل. عندما يعود طفلا مصابا بجرح لسقوطه فى المدرسة أو مثلا يبكى على صدرك لأن احد زملائه قد ضربه فلا تقلقى تفهمى موقفه وحاولى طمأنته.
تغيير عادات النوم والأكل: فى شهور الاجازة الطويلة يختفى الروتين تماما.. يأكل الاولاد فى اى وقت وبأى طريقة احيانا ما يتناولون الساندويتشات فى النادى أو على البلاج ويسهرون امام شاشات التليفزيون والعاب الكمبيوتر.. لذلك يجب الحرص على تنظيم مواعيده وطريقة اكله قبل بدء العام الدراسى بوقت كاف (حوالى اسبوعين). فكلا من التغذية والنوم يؤثرا سلبا وايجابا على حالة طفلك النفسية وقدرته على الاستيعاب. ابدئى فى زيادة عدد ساعات النوم تدريجيا لكل البيت حتى لا يشعر بأن دخول المدرسة هو نوع من العقاب له وحده ولكن يجب ان يدرك ان نظام الحياة يختلف لكل الاسرة عند الجد. احرصى على ان ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا بصورة تدريجية مع تنظيم مواعيد تناول الطعام ونوعيتها. المراجعة: من الصعب تغيير العادات بصورة مفاجئة من اللهو إلى الجد ولكن يمكن المرور به تدريجيا من حالات الخمول والاسترخاء إلى حالات النشاط الذهنى والدراسة.. بعض المدارس تقدم لتلاميذها ما يسمى بواجب الاجازة مما يتطلب منك تخصيص نصف ساعة يوميا لاداء تلك الواجبات ولكن كثير من المدارس لا تهتم بهذا الامر وتتركه للاباء. قبل بداية العام الدراسى باسبوعين ليس اكثر خصصى له ساعة يوميا لمراجعة بعض المواد الدراسية الاساسية كمراجعة قواعد اللغة مثلا وبعض العمليات الحسابية البسيطة من العام السابق لتنشيط ذاكرته وقدرته على الاستيعاب. وبذلك يكتسب مزيدا من الثقة عند وقوفه فى الفصل مع بداية العام الدراسى كما يمكنك تشجيعه على قراءة القصة المقررة ومناقشته فى بعض التفاصيل ليسهل عليه استيعابها. لابد ان تشاركيه فى عملية المراجعة حتى لا يشعر بعدم اهتمامك بالامر. إعداده رياضيا: مع بداية العام الدراسى يمكنك معرفة جدول مواعيده اليومية ومن هنا يسهل عليك تحديد ايام ممارسته لبعض التمارين الرياضية فى النادى.. اختارى الايام الخفيفة دراسيا أو عطلة نهاية الاسبوع مع ترك اختيار نوع الرياضة لرغبته الخاصة. حاولى التوفيق بين اداء الواجبات المدرسية وممارسة الرياضة بحيث ينتهى من واجباته بعد التمرين أو قبله ولا تحرميه منها بحجة تعارضها مع المذاكرة فالعقل السليم فى الجسم السليم ولكن احرصى على عدم ارهاق طفلك بالتمارين الصعبة مع الواجبات المنزلية الكبيرة فيجب ان تتركى له مساحة من الوقت ليعيشها على طريقته الخاصة. صحته الجسمانية: قبل بدء العام الدراسى احرصى على زيارة طبيب العيون والانف والاذن للتأكد من سلامة نظر الطفل وسمعه حتى لا يؤثر الامر على استيعابه الدراسى. كما يجب الحرص على عموده الفقرى ايضا من خلال اختيار حقيبته المدرسية التى تناسب حجمه وطوله.. احرصى على ان تكون الحقيبة خفيفة الوزن لا تزيد على 10% من حجم الطفل نفسه مع امكانية حملها على الظهر. وان يتناسب طولها مع طول الطفل بحيث لا تتعدى محيط الاليتين مع وجود حمالات عريضة متساوية الارتفاع حتى لا تسبب اى تشوهات فى عظامه. احرصى على اعطاء طفلك فرشاة اسنان ومعجون صغير فى المدرسة حتى يمكنه دعك اسنانه بعد تناول الطعام وخاصة الحلويات اثناء الفسحة. علمى طفلك ايضا ضرورة غسل اليدين قبل تناول الساندويتش المدرسى وبعده حتى لا يصاب بالامراض المعوية.