عاد مؤخرا من تونس الفنان الكبير عمر خيرت بعد ان شارك فى فعاليات مهرجان قرطاج ال59، وتصادف ان يوم حفله هو نفس يوم فض اعتصامى رابعة العدوية، والنهضة، وهو الامر الذى وضعه فى مسئولية مضاعفة امام الجمهور التونسى الذى ملأ مسرح قرطاج وكذلك عموم الجماهير التونسية عن رد فعله عن هذا الاعتصام والمسئولية الثانية هو تقديم فنه الذى يمثل به مصر فى هذا المهرجان الذى شارك فيه قمم الغناء العربى ابرزهم ماجدة الرومى والشاب خالد. بالفعل كانت ليلة شديدة الصعوبة مرت على عمر والاوركسترا المصاحب له بقيادة المايسترو ناير ناجى. كيف عاش هذه الليلة؟ وكيف تعامل معه الجمهور التونسى؟ ورأيه فى الاحداث التى تمر بها مصر وقضايا اخرى كان معه هذا الحوار. • سألته فى البداية كيف كان المشهد فى تونس؟ الحفل كان اكثر من رائع، خاصة ان جمهور تونس معروف عنه تذوق الموسيقى والغناء. لذلك كنت سعيدا بهذا الاستقبال الرائع حيث توقف الحفل 14 مرة بسبب تصفيق الجمهور. وأجمل ما فى المشهد هو هتاف الجماهير التونسية لمصر وللفريق السيسى. وحضر الحفل السفير المصرى ايمن مشرفة. • الهتاف للسيسى هناك له مدلول؟ بالتأكيد لان النظام هناك يتبع الاخوان ايضا. وبالتالى فهى رسالة منهم إلى النظام بقيادة الغنوشى. • تونس ايضا بها مشاكل سياسية مثل التى سبقت 30 يونيه عندنا، ألم تتخوف من عمل حفل فى هذا التوقيت؟ لم يكن هناك أى خوف. كان لدى رغبة حقيقة فى المشاركة بالمهرجان وهى بالمناسبة لم يكن الحفل الوحيد. قدمت هناك حفلا اخر فى مسرح الجم وهو يبعد عن تونس العاصمة بنحو 200 كيلو. وشاركنا فى هذا الحفل الاوركسترا السيمفونى التونسى. • هل هذا معناه انك تعاملت مع الاوركسترا السيمفونى الخاص بهم؟ لا.. اندمج الاثنان الاوركسترا الاول هو المصاحب لى بقيادة ناير ناجى والاوركسترا التونسى. وهذا الحفل جعلنى استقر بتونس 8 اياما كاملة لأول مرة. حيث قمنا ببروفات مشتركة. • اقامة حفلك الاول فى قرطاج تزامن مع فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة؟ بصراحة ازدادت فرحتى بالحفل بعد ان علمت بنجاح الشرطة فى فض الاعتصام. والغريب ان التليفزيون التونسى كان حريصا على لقائى بعد الحفل وسألونى سؤالا خبيثا وهو لماذا لم تلغ الحفل؟، وكان ردى لماذا ألغيه انا سعيد بفض الاعتصام لأنه لم يكن سلميا. وبالمناسبة نفس السؤال وجهه لى بعض الصحفيين فى المؤتمر الصحفى ايضا الذى اعقب الحفل. وقلت نفس الاجابة. وكنت أتمنى ان اقول لهم «عقبالكم» ولكننى اثرت السلامة. انا تحدثت بصراحة رغم علمى ان النظام عندهم من الاخوان. لكننى اتحدث عن وطنى وبلدى وهو شأن يخصنا فقط. • ادارة المهرجان كيف كان تعاملها معك؟ هم يتعاملون بشكل احترافى جدا وهو الامر الذى يجعل الفنان سعيدا وهو يتعامل معهم. • وكيف تقرأ المشهد المصرى الآن؟ الحمد لله استطاع الشعب ان يستعيد البلد بعد عام انا شخصيا شعرت أنها ضاعت إلى الابد. لكن ما فعله الشعب والجيش والشرطة كان بمثابة سمفونية. 30 يونيه اعطتنا امل وهذا هو الاحساس العام. • البعض يفسر ان ما حدث بعد 20 يونيه من احداث فى الشارع هو مرحلة خروج المرض من الجسد؟ انا مع هذا الرأى تماما. السرطان مثلا بعد الشفاء منه يتطلب عمل جلسات علاج للقضاء عليه تماما وهو ما يحدث الآن تماما. • كان لك موقف خلال فترة وجود الوزير الإخوانى على رأس وزارة الثقافة؟ هذا امر طبيعى لان معنى وضع ايديهم على الثقافة ان مصر فى طريقها للنهاية. شعرت ان هناك خطة لتدمير الثقافة. وكان لزاما على ان اقف إلى جوار المثقفين. وأتصور ان حشد الفنانين كان حائط صد اول ضد اخونة الدولة. • هل تضررت كفنان خلال وجود الاخوان؟ بالعكس الحفلات زادت بشكل كبير وكنت اقوم بعمل ثلاث حفلات متتالية فى الاوبرا حتى نستطيع ان نلبى مطالب الناس؟ • بماذا تفسر زيادة اقبال الناس على الحفلات؟ الحالة التى كان عليها الشعب من زهق وقرف والشعب كان فى حاجة لمهدئات لمعالجة جروحه وهمومه. وهذا العلاج كان الموسيقى. والفن بطبعه رسالة، وانا كنت سعيدا باننى اعطى شحنة من الامل بالموسيقى للناس. • بصراحة هل توقعت ان يأتى انتصار ارادة الشعب سريعا؟ كنت اتمنى هذا، لكننى كنت متوقعا سيناريو اسوأ مما شاهدت. لكن الاندماج السريع الذى حدث بين الجيش والشعب والشرطة، والمسلمين والمسيحيين جاء سريعا لذلك كان من الصعب اختراقهم وبالتالى حدث هذا النجاح المبهر للثورة. وكل هذا اسقط خطة الاخوان فى اسقاط البلد فى حرب اهلية. • مؤخرا تعاقدت مع احدى الشركات لطرح ثلاثة ألبومات موسيقية كيف جاء الامر؟ كنت فى دبى وفى لقاء تليفزيونى سئلت لماذا لا تطرح اعمالك فى اسطوانات، قلت السبب ان الانتاج يمر بأزمة والشركات لا تتحمس لانتاج الالبومات الموسيقية. بعد اللقاء فوجئت باتصال من الشركة. وبالفعل حدث اتفاق على طرح ثلاثة ألبومات خلال ثلاث سنوات. • الاعمال بالتأكيد جاهزة؟ تستطيع ان تقول بنسبة 90%.كل ما هناك هو اعادة عمل «ميكس» لبعض الأغانى. أى اعادة تهيئتها للطرح فى اسطوانة. • ما هى اهم الاعمال؟ «الجماعة» و«أولاد العم» و«الجزيرة» و«الداعية» و«الخواجه عبدالقادر» وأغانى مثل فيها حاجة حلوة و«المصرى» و«انتباه». • معنى وجود الأغانى ان اصوات ريهام عبدالحكيم ولطيفة وامال ماهر ستكون معك؟ لا سوف أستعين بالكورال فى بعض الأحيان او صولو بيانو كبديل للصوت الذى يغنى. • أغنية انتباه التى تضمنها مسلسل الداعية حققت انتشارا، هل له علاقة بحالة البلد؟ اكيد. كلنا كنا متأثرين بما يحدث. ولانها تعالج ما كان يحدث فى الشارع تم طرحها قبل عرض الالبوم. • الاغنية تضمنت هتافا فى نهايتها، هل هى فكرتك؟ فى الحقيقة تمت اضافة الهتاف من الشركة المنتجة والاخ مدحت العدل بعد استئذانى. وانا وافقت وكان له تأثير جيد. • تترات هذا العام كانت تعانى من تراجع فى المستوى؟ ربما تكون الظروف التى سبقت العرض كانت سببا. • لكن البعض يرى ان دخول ملحنى سوق الكاسيت إلى عالم الدراما كان له تأثير واغلبه يجهل مناطق كثيرة فى الدراما مثل البيئة التى تدور فيها الاحداث ومتطلبات الدراما الاخرى؟ ربما يكون هذا سببا. لان الموسيقى التصويرية تحتاج إلى مواصفات خاصة. وانا شخصيا اعمل فى الدراما باسلوب السينما أى اننى اضع الموسيقى على المشهد وهذا يعانى ان المسلسل يساوى عندى 30 فيلما. وانا اشترط على المنتج هذا الامر لانه يحتاج إلى مجهود ووقت ونفقات. • لهذا السبب انت تدخل عملا واحدا فى العام؟ هذا صحيح والعام الوحيد الذى كسرت فيه القاعدة كان رمضان قبل الماضى لأن مسلسل عادل امام «ناجى عطاالله» تم تأجيله من العام الذى سبقه ثم دخلت مسلسل «الخواجة عبدالقادر» لذلك تعرضت لإجهاد. • الثورات المصرية الاخيرة لم يواكبها ثورة فى الموسيقى؟ اولا اذا كنت تريد ان تواكب الثورة بالموسيقى فهذا امر صعب. اذا كنت تريد عملا جادا يعيش لسنوات وتستدعيه كلما جاءت ذكرى الحدث مثلما فعلت انا عندما قدمت بانوراما اكتوبر. الفنان يجب ان يتمهل حتى يستسيغ الامر ويقدمه بالشكل الذى يليق بالحدث. لذلك عاشت اغانى ام كلثوم التى غنتها للثورة ولمصر. • هل ستشارك فى حفلات دعم مصر؟ طبعا هذا الامر لا يوجد فيه نقاش. الاوبرا تحدثت معى وانا فى انتظار تحديد الموعد. كلنا نعمل من اجل مصر.