قصة نجاح بدأت ب "لمبة".. هي قصة شركة فيليبس الهولندية التي تشتهر في مصر بمنتجاتها في مجال الإضاءة والأجهزة المنزلية، ولكن قد لا يعلم الكثيرين أن فيليبس تعمل في مجال القطاع الطبي، ولديها العديد من الابتكارات والتقنيات الجديدة التي تساهم في تحسين حياة الإنسان للأفضل. وفي هذا الحوار نتعرف علي أحدث أنشطة الشركة في مصر في حديثنا مع محمد مصطفي، المسؤول عن متابعة أعمال فيليبس في قطاع الرعاية الصحية في جميع أنحاء مصر، والذي انضم لشركة فيليبس عام 1998 ليكون كبير المسئولين التجاريين بالشركة، وترقى بعد ذلك في عدد من المناصب المحلية والإقليمية، حتى توليه منصبه الحالي. وهو متخصص في الهندسة الطبية الحيوية حققت فيليبس شهرة في مصر بمنتجاتها في مجال الإضاءة والأجهزة المنزلية، فكيف بدأت شركة فيليبس بدخول القطاع الطبي في مصر؟ شركة فيليبس موجودة في مصر منذ عام 1930، أي أنها متواجدة في المجتمع المصري منذ 83 سنة، وخلال هذه الفترة كان اهتمام الشركة هو تقديم حلول مناسبة للسوق المصري، وهذا هو أساس سياسة فيليبس حيث أن رؤية شركة فيليبس في العالم تتلخص في تحسين حياة الإنسان من خلال ثلاثة قطاعات وهي القطاع الطبي والرعاية الصحية، وقطاع الإضاءة، وقطاع الأجهزة المنزلية. حقق القطاع الطبي في شركة فيليبس عام 2012 الجزء الأكبر من مبيعات الشركة عالمياً، حيث أن نسبة 44% من إجمالي قيمة مبيعات الشركة كانت من نصيب القطاع الطبي والرعاية الصحية، وهذه النسبة توضح الاهتمام الكبير من شركة فيليبس لقطاع الرعاية الصحية، لذلك رؤية شركة فيليبس هي تحسين حياة 3 مليار إنسان بحلول عام 2025. هل توجد متطلبات متخلفة لقطاع الرعاية الصحية في مصر عن باقي دول العالم؟ قطاع الرعاية الصحية في مصر لا يختلف نهائياً عن غيره في أي مكان في العالم، حيث تتوافر فيها مجموعة الاتجاهات الرئيسية التي تقود قطاع الرعايا الصحية في العالم، ففي السابق كان هناك انتشار للأمراض المعدية، ولكن بعد حملات التطعيم الخاصة بوزارة الصحة أصبحت مصر مثل الدول المتقدمة تعاني من مشاكل الأمراض الغير معدية، مثل مرض السكر والسرطان وأمراض القلب، كما زاد العمر المتوقع للإنسان في مصر ليصبح متوسط العمر في أعلي من 70 سنة، وهذا يعتبر أمر جيد لكنه يؤدي لدخول 10% من المصريين أصحاب الأعمار الأكثر من 60 سنة في منظومة الرعايا الصحية، لأنهم يحتاجوا رعاية أكثر من الأعمار الصغيرة، وهذا المعدل يزيد كل سنة مما يزيد من العبء علي المنظومة الصحية في مصر. ماهي استراتيجية شركة فيليبس لقطاع الرعاية الصحية في مصر؟ استراتيجية فيليبس في مصر والعالم هدفها مساعدة أي منظومة الصحية لمواجه تلك التحديات، وأصبح تقليل مدة بقاء أي مريض في المستشفى أحد أهم أهدافنا، لأن منظومة أي مستشفى مكلفة جداً سواء على المريض أو علي الدولة، لذلك ستجد أن الأجهزة وحلول فيليبس تساعد في أن يكون التدخل الجراحي بسيط جداً، فعلي سبيل المثال كان في الماضي أي شخص يصاب بأي مرض في القلب كأن يجري له عملية قلب مفتوح، ويقيم لفترة طويلة في المستشفى، لكننا لو استطعنا معالجة أمراض القلب بواسطة القسطرة على سبيل المثال، أو بواسطة أجهزة تغني عن إجراء عملية كاملة مما يساعد علي أن المريض يدخل ويخرج من المستشفى خلال يوم أو يومين وتكون التكلفة أقل. كما أن كم المعلومات الموجودة حالياً في منظومة الرعاية الصحية أصبح عالي جداً، لذلك مهمتنا في فيليبس أن نستغل هذه المعلومات في توفير حلول تساعد الطبيب في اتخاذ قرار سليم في أي مكان وفي أقل فترة زمنية، وعلى سبيل المثال إذا دخل مريض الطوارئ وهو مصاب بجلطة، ولم يتم اتخاذ قرار قبل 4 ساعات فقد يتعرض للإصابة بشلل، لذلك تعمل فيليبس على توفير حلول تقدم المعلومات اللازمة في أسرع وقت لأي طبيب لدعم اتخاذ أي قرار خاص بالمريض في أسرع وقت. ما الجديد الذي تقدمه فيليبس في مجال الرعاية الصحية المنزلية؟ ويعتبر نقل الرعاية الصحية من المستشفى إلى المنزل أحد التوجهات العالمية والتي نفذتها فيليبس في اليابان وأمريكا وأوروبا، لتوفير حلول تساعد في رعاية المريض في المنزل بدلاً من الإقامة لفترات طويلة في المستشفى، ويعمل فريق البحث والتطوير في فيليبس منذ فترة طويلة جداً على ابتكار تصميمات لأجهزة الرعاية الصحية في المنزل، ولدينا منتجات خاصة بهذا المجال عالمياً، ونهتم في الفترة الحالية على تقديم هذه الحلول بشكل أكبر في مصر، من خلال العمل علي زيادة وعي مقدم الرعاية الصحية بهذه الحلول، فعلي سبيل المثال يتوافر حالياً أجهزة تنفس صناعي سهلة الاستخدام في المنزل وحققت نقلة نوعية في حياة عدد كبير من المرضى. كما توجد حلول للأشخاص المصابين بأمراض النوم والذي يعانون من الأرق بسبب صعوبة التنفس أثناء النوم، وقد تؤدي هذه الأعراض إلى أمراض قلب لنسبة كبيرة حيث أن 80% من الأشخاص المصابين بأمراض النوم لا يعرفون أنهم مصابين بها، ولهذا وفرت فيليبس حلول متكاملة لأمراض النوم تبدأ مع المريض منذ مرحلة اكتشاف المرض حتى علاجه في منزله. كيف ساعدت فيليبس في مواجهة مرض السرطان من خلال حلولها وتقنياتها الجديدة؟ السرطان أحد أخطر الأمراض التي تتسبب في وفاة عدد كبير في مصر والعالم، وعندما فكرنا في كيفية مواجهة مرض السرطان كان من المهم تطوير أجهزة للاكتشاف المبكر، لأنه عامل مهم جداً لرفع نسبة الشفاء من هذا المرض، وطورنا أجهزة أخري تساعد على العلاج وأخري للمتابعة، وعلى جانب آخر قمنا بعمل برامج توعية بالاشتراك مع وزارة الصحة، وخاصة برامج فحص الثدي للسيدات، وذلك بسبب زيادة احتمالات إصابة السيدات التي تخطي عمرهم 45 عام بهذا المرض، وتم عمل فحص لأكثر من 75 ألف سيدة من خلال سيارات مجهزة بأجهزة الفحص وتقوم بإرسال بيانات الفحوصات لمركز للتشخيص ليقوم بفحصها خبراء من وزارة الصحة. كيف استغلت فيليبس التطور الكبير الحاصل في مجال الاتصالات لدعم الخدمات التي تقدمها في القطاع الصحي؟ داخل قطاع الرعاية الصحية في فيليبس يوجد ثلاثة قطاعات، الأول هو قطاع التصوير الطبي، والقطاع الثاني هو قطاع مراقبة الرعاية أو العمليات، والقطاع الثالث هو قطاع تكنولوجيا المعلومات داخل الرعاية الصحية، وهذا القطاع نهتم فيه بتطوير كل الحلول التي تعتمد على استخدام التقنيات الحديثة في عالم الاتصالات لمساعدة مقدمي الرعاية الصحية، ويعتبر التصوير الطبي أحد أهم هذه الحلول، فأجهزة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية تنتج عدد كبير جداً من الصور، وإذا اعتمد كل طبيب على الطريقة اليدوية ليشاهد كل هذا العدد من الصور لكل مريض فسيستغرق وقت كبير جداً، وهنا يأتي دور برامج معالجة الصور لتحويلها إلى صورة ثلاثية الأبعاد، لتسهل على الطبيب تشخيص المرض بشكل سريع، كما قمنا بتوفير حلول تساعد الطبيب في متابعة البيانات الصادرة من أجهزة الرعاية الصحية لكل مريض من خلال جهاز الآي باد الخاص به، ليتمكن من اتخاذ القرارات في الحالات التي يتابعها أثناء تواجده في أي مكان. واعتمادا على هذه التقنيات قامت فيليبس بعمل مبادرة في جميع أنحاء العالم، تحمل اسم "من الباب إلى القسطرة" وهدفها هو تقليل الوقت لدخول المريض إلى جهاز القسطرة، وتبدأ مرحلة تشخيص حالة المريض بمجرد دخوله عربة الإسعاف، وتجنباً لإهدار أي وقت يتم إرسال البيانات التشخيصية للمستشفى، ليتم اتخاذ قرار دخول المريض إلى القسطرة قبل وصوله للمستشفى. وهل يوجد إقبال من المؤسسات الطبية في مصر لامتلاك الأجهزة والتقنيات الحديثة مثل باقي دول العالم؟ مصر بها توجه مختلف عن باقي العالم وهو الاعتماد على القطاع الخاص، والإحصائيات تقول ان المريض المصري يصرف تقريباً 65% من دخله على الرعاية الصحية، لذلك المريض في مصر هو صاحب القرار في المنظومة العلاجية، كما أنه يتمتع بوعي عالي بالتكنولوجيا المتقدمة، وليس غريب أن تجد المريض يسأل عن نوعية أجهزة الأشعة المقطعية، قبل أن يتخذ قرار العلاج في أي مكان، وطالما هو الذي يقوم بدفع تكاليف علاجه فهو صاحب القرار الأول والأخير في اختيار مكان العلاج، لذلك أصبحت المنافسة في مصر علي امتلاك التكنولوجيا، لتقديم أفضل خدمة لكل مريض. هل يمكن أن تأثر الأحداث السياسية الحالية على تواجد الشركة في مصر؟ مكملين.. ومهما كانت الظروف سنستمر في مصر، وهذا قرار استراتيجي وليس قرار مؤقت، فنحن نتواجد في مصر منذ 83 سنة ونريد الاستمرار، ولكي نستمر في هذا التواجد لا يجب أن نفكر في الظروف، ففي أي ظرف يمكننا إيجاد فرصة لتقديم قيمة مضافة، وهذا ما قمنا به في الثلاثة أعوام الماضية، ثم كيف نترك مصر بعد تواجدنا فيها كل هذه المدة.