تراجعت حدة الهجمات التي يشنها مسلحون على النقاط الأمنية في شمال سيناء، وهدأت أصوات الانفجارات والأعيرة النارية، فيما بدأ الأهالي يعودون إلى حياتهم الطبيعية بشكل تدريجي، وتمثل ذلك في كثافة خروج المواطنين إلى الأسواق. وبالتزامن، مشطت دوريات الشرطة التابعة لمديرية أمن شمال سيناء شوارع العريش بعد أن اقتصر عملها طوال شهر رمضان عند المقرات الأمنية والأقسام، ولم ترصد عمليات أمس، سوى هجوم بالرصاص على قسم شرطة أول العريش وإدارة المرور المجاورة من مسافات بعيدة، دون حدوث إصابات، وفقًا لمصادر أمنية وأهلية. وقال مصدر أمني: إن قوات الأمن خططت لتأمين العريش خلال عيد الفطر المبارك، من خلال إحكام الرقابة على المداخل الرئيسية والفرعية للمدينة لمنع تسلل عناصر لارتكاب هجمات ضد المقرات الأمنية، مشيرًا إلى أن أجهزة أمن ستحرص على عدم الوجود عند التجمعات الأهلية خلال العيد، لتفويت فرصة مهاجمة أفراد الأمن خلال احتفالات الأهالي، مع استمرار تحليق المروحيات لتأمين المناطق ورصد أي تحركات مشبوهة لاستهداف المقرات الأمنية. وفي السياق أكد اللواء أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني، خلال لقائه عددًا من شباب الناشطين بالعريش، أمس، أن القوات المسلحة حريصة على عدم انتهاك حرمة المنازل وفي الوقت نفسه لن تسمح بانتهاكات للقانون، مشيرًا إلى أهمية دور أهالي سيناء في التصدي للهجمات الإرهابية، وحماية أمن مصر القومي. وأكد وصفي أن سلاح المهندسين يشارك في عمليات هدم الأنفاق الحدودية برفح، التي تمثل سببًا رئيسيًّا في قدوم عناصر إرهابية إلى سيناء من عدة دول. وأشار إلى أنه سيتم هدم أي منزل به نفق إلى غزة، لم يغلقه أهل المنزل، مؤكدًا أن القوات المسلحة مستمرة في شن هجماتها على البؤر الإرهابية بسيناء، وأنها تسمح بوجود عناصر إرهابية أو خارجة عن القانون في شبه جزيرة سيناء، موضحًا أن العمليات تتم بشكل ممنهج للحفاظ على أرواح الأهالي، مؤكدًا أن «أهالي سيناء خط أحمر غير مسموح المساس بأمنهم وسلامتهم». من جانبهم، أبدى الشباب تأييدهم لخطوات الجيش للقضاء على الإرهاب في شمال سيناء، والتضامن مع خطوات الأجهزة الأمنية للقبض على المشاركين في الهجمات. وطالب الشباب بمواصلة العمليات العسكرية للقضاء على البؤر الإجرامية والخارجين عن القانون، وإعادة هيبة الدولة مرة أخرى، وسيطرتها الكاملة على ربوع سيناء، كما طالبوا بإغلاق الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة، والقضاء على ظاهرة تهريب السلع والبضائع والمواد البترولية. ووافق قائد الجيش الثاني، في نهاية اللقاء على فتح مستشفى العريش للقوات المسلحة يومين أسبوعيًّا لعلاج أهالي سيناء. في شأن مختلف، أطلق مسلحون سراح مواطن قبطي في العريش، بعد أن دفعت أسرته 100 ألف جنيه فدية. وتجاوب المسلحون، الذين اختطفوا المواطن قبل 5 أيام، قرب محل سكنه بالعريش، طالبوا بربع مليون جنيه فدية لكنهم تجاوبوا مع وسطاء لتقليل قيمة المبلغ. يذكر أن مجموعة مسلحة قتلت تاجرًا قبطيًّا في مدينة الشيخ زويد، لعدم دفع فدية 250 ألف جنيه، ووجد التاجر مذبوحًا بمقابر المدينة، كما اغتيل راعي كنيسة بالعريش في 5 يوليو الماضي، في حادث ربطه مراقبون بعزل الرئيس محمد مرسي.