يشارك فى سباق دراما رمضان هذا العام أكثر من 40 عملا، وبات من الملاحظ أن أغلب الأعمال تعتمد على التشويق والغموض والأكشن، بهدف جذب المشاهد إلى متابعة العمل حتى نهايته لمعرفة حل لغز العمل، وهذا ما نراه على سبيل المثال فى «اسم مؤقت»، «نيران صديقة»، «الشك». محمد النقلى، مخرج مسلسل «الشك» يقول إن الواقع الذى نعيشه والأحداث فى الشارع فرضت نفسها على دراما رمضان هذا العام مما جعلها ذات وتيرة أسرع، مشيرا إلى أن الأعمال الدرامية هذا العام مقدمة بطريقة جيدة، وأن موضوعاتها متنوعة، وتقنيا جيدة، ومقدمة بأسلوب جديد أثرى دراما هذا العام. وأوضح النقلى أنه فى نفس الوقت الدراما الاجتماعية التى تمس الحياة ولها جمهورها لابد وأن تتواجد جنبا إلى جنب مع دراما التشويق والإثارة التى تغزو دراما هذا العام. المخرج طارق العريان يقول إن تواجد الأعمال التى تتسم بطابع الغموض والتشويق هذا العام، لا يمكن أن نرجعه إلى سبب بعينه، معتبرا أن هذا نوع من التجديد، فى ظل وجود أيضا دراما اجتماعية، وفى النهاية الجمهور هو من يحكم على نجاح أو فشل العمل. وأشار إلى أن نجاح مسلسل «أهل كايرو» شجع على وجود مثل هذا النوع فى السباق الرمضانى، وأوضح أن التجديد يأتى كنوع من التجديد وحتى لا تنحصر الأعمال الدرامية فى الإطار الاجتماعى حتى يدفع الملل عن متابعى الدراما. وأوضح العريان أن دراما هذا العام تحمل نوعا من التجديد فى أداء الممثلين بشكل عام، وأن معظم الممثلين ارتقوا بأدوارهم، كما أن التقنية الإخراجية جيدة، والكتابة ممتازة، كما أنه ملاحظ أن البطء أو (المط) ما زال موجودا ولكن بشكل أقل من الماضى، وبوجه العام الصورة جيدة والديكور ممتاز، أى أن دراما هذا العام فى مجملها جيدة. من جانبه قال الكاتب بشير الديك إن هناك عددا من الأعمال المشاركة فى دراما هذا العام تتسم بالنمطية والتقليدية، مثل «الزوجة الثانية»، «مزاج الخير»، حيث تدور فى شكل نمطى فى رسم الشخصيات والمشاهد والأجواء العامة. وأضاف الديك أن دراما هذا العام بها جرأة شديدة فى بعض الأعمال، مثل «نيران صديقة» وهو من الأعمال الذى قدم فريق العمل به مستوى عالٍيا جدا فى الصورة والشكل ورسم الشخصيات، كما يحتوى على جيل جديد يقدم مستوى قويا وغير تقليدى، والجو العام به أقرب للسينما وهو ما يتضح بشكل كبير فى الأداء والإخراج. كما أشاد الديك بمسلسل «اسم مؤقت» قائلا إنه يحمل جرأة شديدة فى التعامل مع القصة، كما أن السيناريو مكتوب بشكل جيد، وأنه رغم أنه لا يناسب الجو الرمضانى العائلى، إلا أنه يوجد به تكنيك قوى ومتميز فى الإخراج، وأن أداء الممثلين به من الحرفية ما يجعل العمل مميزا، وملخص العمل أنه مسلسل جيد بشكل سينمائى متأثر بأفلام الأمريكية»، أما عن مسلسل «آسيا» فأشار الديك إلى أنه عمل جيد بداية من اختيار الاسم مرورا بالسيناريو والإخراج والشخصية التى تجسدها منى زكى. ولفت بشير الديك إلى أن الدراما هذا العام تعتمد على الشباب الذى هو بطبعه متأثرا بالسينما الأمريكية ولديه نزعة أن يُقدم نفسه سينمائيا، مثل المخرج المبدع أحمد جلال، وتابع: أنه رغم جودة الأعمال إلا أنه باكتساب هؤلاء الشباب الخبرة الكافية سوف نرى أعمالهم أكثر قربا للجمهور. ورأى الديك أن مسلسل «اسم مؤقت» على سبيل المثال أحداثه متلاحقة ويطغى عليه الغموض بما لا يتناسب بشكل كبير مع الدراما الرمضانية المعتاد عليها الجمهور، وبرر ذلك كون الواقع الذى نعيشه هو ما أثر على الدراما وجعل وتيرتها أسرع. وأكد الكتاب بشير الديك أن تنوع مضامين الأعمال هذا العام جاء فى صالح الدراما لأنه يكسر النمط، وأكثر شىء يكسر الدراما هو التنميط على حساب الأداء الفنى، وان ذلك من الممكن أن ينقل الدراما فى الفترة المقبلة إلى الأفضل.