لا صوت يعلو على صوت «الشرعية» وما يسمى «الحرب على الإسلام» وعودة الدكتور محمد مرسى إلى الحكم قريبا.. هنا فى اعتصام رابعة العدوية الاستعدادات على قدم وساق ل«جمعة الفرقان»، حالة من الارتباك والقلق تسيطر على معظم المعتصمين بعد خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، الذى طالب فيه الشعب بالنزول لتفويضه لمواجهة الإرهاب. «الشروق» قضت 24 ساعة فى اعتصام رابعة منذ صلاة فجر أمس الأول وحتى الساعات الأولى من يوم أمس، ترصد المعتصمين وتحركاتهم وطريقة عيشهم، وتصادف ذلك مع طلب الجيش تفويض الشعب لمواجهة الإرهاب. وبدأت معايشة «الشروق» للاعتصام من صلاة الفجر، عقب العودة من المسيرات الليلة التى يتم ترتيبها وفق نظام محدد سلفا، ثم صلاة الظهر، والعصر، والإعداد للإفطار، وحتى خروج المسيرات عقب أداء صلاة العشاء والتراويح.. ويغلب على الاعتصام القادمين من الأقاليم. وشهد الميدان تشديدات أمنية من قبل المعتصمين الذين كثفوا من أعداد اللجان الشعبية استعداد لمليوينة «الفرقان»، التى دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين بحشد المزيد من أبناء المحافظات للانضمام إلى اعتصام رابعة. وبدأت حالة من الارتباك والقلق تسيطر على معظم المعتصمين عقب خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وبدأت اللجان فى انتشار موسع وتزايد الأعداد المشاركة مزودين بالشوم خلف تلال من الرمال على معظم المداخل. وقائع القبض ورصدت «الشروق» على مدار يوم كامل، واقعة القبض على شخص والاعتداء عليه، حيث تحركت اللجنة الشعبية التابعة للمركز الإعلامى فى شكل سلسلة، وبين يدى أعضائها شخص موثق بالحبال وأثار الاعتداء تكاد تخفى معالم وجهه، وسط وصلة من السباب، بحجة أنه سرق تليفونات من المسجد، وتم اقتياده إلى أحد الموجودين بالقرب من المنصة وطالبوه بتسليمه لأمن المنصة للتصرف معه، ثم منع كافة الموجودين من الانتظار بالخارج وطالبوهم بالانصراف. وقال حسين عبدالقادر، المسئول عن المنصة الرئيسية، ومسئول الاتصال السياسى بجماعة الإخوان المسلمين، إن الادعاءات بتعذيب المواطنين أسفل المنصة أو فى غرفة المسجد غير حقيقية ولا تمت للواقع بصلة، متسائلا «كيف نعذب مواطنين ونحن عانينا كثيرا من التعذيب فى سجون أمن الدولة؟»، واتهم الشرطة بإلصاق التهم بالمعتصمين لتشوية سلمية الاعتصام. وأوضح عبدالقادر أن المعتصمين عندما يجدوا بعض الأشخاص بحوزتهم أسلحة بيضاء أو يسرقون الهواتف والأمتعة الخاصة بهم، يضربوهم كرد فعل طبيعى، وليس وفق آلية منهجية، ثم يسلموهم إلى المنصة والتى بدورها تقوم بتسليمهم إلى اللجان المكلفة بالتأمين لإخراجهم خارج الميدان. الرحلة من الأقاليم إلى رابعة يقول أحد المسئولين عن حشد الإخوان من الأقاليم إن قيادات الاعتصام تطلب من مسئول المحافظة حشد الأعضاء، ويقوم هو بدوره بالتنسيق مع القيادات الأدنى، حتى يصل إلى مسئول القرية، ليتصل هو بالأفراد ويشرح لهم كيفية التحرك حسب ما هو متفق عليه مع القيادة العليا، ويتحركون فى مجموعات كبيرة حتى يصلوا إلى مقر الاعتصام. وأوضح أن عمليه الاعتصام تحدد لأيام معينة بالتناوب بين الأعضاء، حيث يرجع المعتصمون إلى منازلهم فى نفس الوقت يصل الفوج أو المجموعة القادمة من الأقاليم إلى مقر الاعتصام. وأوضح أن الجماعة طلبت حشد المزيد من أنصارها والمتعاطفين معها اليوم الجمعة لمواجهة المظاهرات التى دعا إليها الفريق السيسى. معتصمات.. بين المساجد والمدارس فى الوقت الذى افترش فيه رجال الجماعة وحلفاؤها شوارع رابعة العدوية ومداخل العقارات والحدائق التى تحيط بالاعتصام، احتمت الأخوات المعتصمات بمسجد رابعة العدوية، فضلا عن استخدامهن لمدارس مدينة نصر التى فتحت أبوابها للمعتصمات، ولم تنفذ قرار وزير التربية والتعليم بإخلاء المدارس من المعتصمين. ويتولى شباب الجماعة تأمين وحراسة مدارس حى شرق القاهرة، الواقعة داخل محيط الاعتصام، لمنع دخول الغرباء إلى الفصول التى يخلد بها المعتصمات ليلا بعد تناولهن وجبة السحور من جهة، وخوفا من الكشف عن مواقع «تخزين السلاح» واحتجاز المشتبه فيهم من جهة آخرى، حسبما قال أحد الأهالى. سكان رابعة وحاولت «الشروق» خلال جولتها بالاعتصام استيضاح جوانب المشكلة التى فجرها سكان مدينة نصر فى بيانات الإستغاثة التى أصدروها لتضررهم من المعتصمين الإخوان، حيث افترش المعتصمون أمام أبواب العقارات المطلة على الاعتصام بشكل لافت للنظر، ولم يلتفتوا لتكرار شكاوى السكان من عدم قدرتهم على الصعود إلى منازلهم فى أوقات متفاوتة طيلة اليوم. بينما يسعى عدد من المعتصمين فى احتواء غضب سكان المنطقة، حيث يظهروا مرونة فى التعامل مع الأهالى وإخلاء الطريق لهم دون تفتيش أو اختراق للخصوصية. المدارس والجراجات.. سلخانات اللجان الشعبية وكشف «أ.ر»، صاحب شركة مُطلة على مجمع مدارس مدينة نصر داخل الاعتصام، عن استخدام الإخوان لإحدى المدارس وجراجات العمارات الكبيرة، ومنها «جراج طيبة»، فى تعذيب المحتجزين المقبوض عليهم من قبل اللجان الشعبية بعد عرضهم على المنصة الرئيسية. وحكى وقائع القبض على شخص ادعت اللجان أنه ينتحل صفة الطبيب وبحوزته أدوية مغشوشة، إلا أن الأهالى تدخلوا لتخليصه من بين أيديهم، وتبين أنه شخص عادى، وما قاله الإخوان عنه كذب. أثبت ياريس.. الأكل هنا كويس وتحت مظلة «مقر تجميع إفطار الميدان» وقف طارق راشد يستعد لاستقبال الصائمين لتوزيع الوجبات على المعتصمين قبل أذان المغرب، بقوله «اثبت ياريس..الأكل هنا كويس» فى إشارة منه إلى صمود أنصار الرئيس معزول مرسى. ويوضح راشد أن بعض المعتصمين بالميدان يعتمدون اعتمادا كليا على وجبات الإفطار والسحور التى يوفرها لهم مسئولى الاعتصام، حيث تجهز «خيمة التجميع» آلاف الوجبات للمعتصمين من خارج القاهرة، عن طريق إحضار الوجبات الجاهزة من المطاعم، التى تتعاون مع الاعتصام، أو عن طريق تطوع طباخى الإخوان فى تحضير الوجبات من الخضراوات واللحوم.