كشفت أقوال الشهود في الجلسة السرية التي عقدت بمحكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، برئاسة المستشار خالد محجوب رئيس المحكمة، والخاصة بهروب المتهمين واقتحام السجون خلال أحداث ثورة يناير، عن تورط عناصر من جماعة الإخوان وحركة حماس في اقتحام السجون المصرية وتهريب السجناء الجنائيين لإبعاد شبهة تورطهم في عملية الاقتحام. وتنشر «الشروق» أقوال 4 من الضباط المسؤولين عن النشاط الإخواني بجهاز أمن الدولة المنحل، والتي أدلوا بها في جلسة سرية، استمرت لنحو 10 ساعات بغرفة المداولة بالمحكم، وناشدت هيئة المحكمة بعدم ذكر أسمائهم، حرصًا على مناصبهم الحالية وأمنهم الشخصي.
حيث قال المقدم م.ع.ن الضابط المسؤول عن متابعة منطقة سجن وادي النطرون بمباحث أمن الدولة، في شهادته أمام المحكمة، إنه مكلف بملاحظة واستلام مأمورية المعتقلين السياسين الذين يتم ترحيلهم إلى سجن وادي النطرون، مشيرًا إلى أن أبرز المعتقلين من جماعة الإخوان كانوا من قيادات المكتب الإداري للجماعة، منهم الدكتور حمدي حسن، ودار بيننا حوار أكد فيه أنهم سيشكلون الحكومة وسيقضون على الشرطة وجهاز أمن الدولة.
وأضاف الضابط، أنه بعد الاقتحام توجه لتفقد منطقة السجن، حيث أكد شهود العيان من سكان المنطقة أنهم شاهدوا بعض الأعراب يستقلون سيارات وأطلقوا وابلا من النيران على نقاط التأمين والحراسة الخاصة بمنطقة السجون حتى نفذت الذخيرة وانسحبت القوات، ثم بدأت سيارات الدفع الرباعي المثبت عليها الرشاشات ومدافع الجرينوف والرشاشات سريعة الطلقات في مهاجمة السجون، وأطلقت المجموعات المسلحة الأعيرة النارية على الحراس وكتائب التأمين حتى السادسة صباحا يوم 29 يناير.
وأشار إلى أن القوات اضطرت إلى الانسحاب لتعذر وصول تعزيزات إليها، ثم اصطحب قوة وتوجه إلى السجن وتأكد من هروب قيادات الإخوان بنفسه، وأفاد بأنه في الطريق وأثناء عودته شاهد السيد عياد القيادي بالجماعة والمسؤول عنها في مدينة السادات بصحبة بعض عناصر الجماعة بعد أن تمكن من تهريبهم، وأنه تأخر في الوصول إلى منطقه السجن خوفاً من مقابلة العناصر المتطرفة، لكنه طلب من رئيس وحدة مباحث السادات إمداده بأية معلومات عن احتراق السجن واقتحامه، فاتصل الأخير بالقيادي الإخواني إبراهيم مصطفى حجاج الذي أخبره أن الإخوان تمكنوا من إخماد الحريق وتحرير كل العناصر الإخوانية المعتقلة في السجن.
وقال الضابط، إن اقتحام السجون على مستوى الجمهورية تم من خلال اختراق بواباتها الرئيسية، وأن العنابر التي كان بها بدو سيناء والعنابر التي كان بها المتهمون المحكوم عليهم بعقوبة الإعدام من بدو سيناء تم تحطيمها وخلع أبوابها بالكامل، بطريقة تؤكد أن المقتحمين حاولوا إخراج المتهمين بسرعة.
وأكد أن العنابر التي ضمت العناصر الإخوانية والتكفيرية اقتحمت بالطريقة ذاتها، حيث بمعاينة سجن 2 صحراوي والذي كان يضم العناصر الإخوانية تبين أن اقتحامه كان لتهريبهم قبل غيرهم من السجناء ولم يهتم المهاجمون بتحرير بقية السجناء، إلا بعد أن تأكدوا من تحرير العناصر الإخوانية ووصولهم إلى خارج أسوار السجن لإبعاد شبهة اقتحام السجون لتهريب الإخوان فقط، وللتأكيد أن الشرطة هي التي فتحت السجون لإشاعة الفوضى في البلاد.
وأفاد الضابط بأن معلوماته عن القياديين بجماعة الإخوان السيد عياد وإبراهيم مصطفى حجاج، أنهما من مدينة السادات ومشاركان بشكل رئيس في واقعة اقتحام السجون وأن إبراهيم حجاج هو مرشح الجماعة في انتخابات مجلس الشعب عامي 2005 و 2010 على مقعد الفئات بدائرة السادات ومنوف وسرس الليان ويمتلك شركة للمقاولات والعديد من اللودرات التي يعتقد أنها استخدمت في اقتحام بوابات السجن وأسواره.
أما السيد عياد فهو صاحب شركة رحلات تضم العديد من الأتوبيسات التي يعتقد أنها أقلت المتهمين بعد هروبهم.
وأكد اللواء م.ح.ع بقطاع الأمن الوطني والذي كان يشغل منصب وكيل الإدراة العامة لمكافحة التنظيمات المتطرفة، أن معلومات وصلت للجهاز تفيد أن القائمين باقتحام السجون أثناء ثورة يناير عناصر خارجية من حركة حماس وحزب الله، بالتنسيق مع عناصر من بدو سيناء لتهريب العناصر الموالية لهم والمودعين بالسجون المصرية.
وأكد أنه تم مهاجمة 3 سجون هي أبو زعبل ووادي النطرون والمرج، وقال إنه علم بهروب العناصر الإخوانية من داخل السجن من خلال اتصال شخص يُدعى "محمد مرسي" بقناه الجزيرة وتوصلت التحريات إلى التنسيق بين مجموعات تابعة للإخوان عناصرها الموجودة بسجن وادي النطرون مع أفراد من حركة حماس تمكنت من التسلل إلى العنابر المودع بها عناصر الإخوان بعد نجاحهم في اقتحام السجون وكان بصحبتهم دليل من تنظيم الإخوان لإرشادهم عن أماكن تواجد العناصر والذي فر لهم اللودرات لتسهيل عملية الاقتحام، حيث كان يصعب على عناصر حماس اصطحاب هذه المعدات الثقيلة من داخل قطاع غزة، وأفاد بأن بعض الكوادر الإخوانية تمتلك الأموال والمعدات اللازمة لتنفيذ عملية مثل واقعة اقتحام السجون وأن القائمين بالاقتحام عناصر مدربة جيدا وذوي خبرة في اقتحام السجون لأنهم استدرجوا القوات حتى نفاذ ذخيرتهم.
وأضاف، أنه فور الاقتحام هرب المعتقلون والسجناء الجنائيون حتى يُخيل للجميع أن الشرطة هي المسؤولة، خاصة بعد خطاب مبارك الذي قال فيه إن الفوضى بديل عن استمرار النظام، مشيرًا إلى أن سبب تواجد عناصر حماس وحزب الله في مصر كان لتهريب العناصر المنتمية لحماس وحزب الله والتنظيم الإخواني والمودعين داخل السجون لقضائهم عقوبات قضائية محكوم بها عليهم أو لتنفيذ أوامر اعتقالات سياسية، وقال إن ما تضمنته مداخلة السجين الهارب محمد مرسي مع قناة الجزيرة كانت صحيحة، حيث تمكن من الهرب ومعه 34 قياديًا من الإخوان بينهم 7 من قيادات مكتب الإرشاد وهم عصام العريان ومحمد سعد الكتاتني ومحيى حامد ومحمود أبوزيد ومصطفى الغنيمي وسعد الحسيني ومعهم سيد نزيلي "مسؤول الإخوان بالجيزة والدكتور محمد عبد الرحمن" مسؤول الإخوان بالفيوم" وماجد الزمر" مسؤول شمال القاهرة" والدكتور محمد شعيشع " مسؤول كفر الشيخ" وحمدي حسن ومحمد إبراهيم وصبحي صالح وعلي عز الدين ثابت.
ونفى أن يكون الأهالي هم من فتحوا السجون لأنه طبقا للمعلومات الواردة إليه فإنه في 26 يناير بأن عناصر من جماعة الإخوان سيقودون مسيرات لإثارة المواطنين ضد النظام الحاكم فأصدرت القيادة قراراً باعتقالهم وبدأ التنفيذ فجر 27 يناير وتم احتجازهم داخل مقر الأمن بأكتوبر لتعذر تسليمهم للسجون نظراً للأحداث الجارية وقتها، ثم تم نقلهم إلى سجن وادي النطرون صباح يوم 28 يناير.
وفى شهادته أكد العميد ع.ح. م رئيس مباحث الأمن لمجموعة متابعة نشاط الإخوان بمباحث أمن الدولة، أن اختصاص عمله كان ينحصر في متابعة نشاط مجموعة من الإخوان وهي المجموعة التي تمكنت من الهروب خلال أحداث الثورة، مؤكدا أنه بعد اندلاع الأحداث وصلت إليه معلومات تفيد بحدوث حريق بسجن وادي النطرون وأن المجموعة المكلف بمتابعتها داخل السجن تمكنت من الهرب بعد اقتحام السجون.
وأضاف، أنه عقب علمه باقتحام السجن اتصل بالضابط المسؤول عن الجهاز بمدينة السادات ليتأكد من واقعه الاقتحام، فأكد له أنه اتصل بأحد كوادر الإخوان بمدينة السادات وأخبره أنه داخل محيط سجن وادي النطرون وتمكنوا من تحرير المجموعة الإخوانية.
فيما أكد النقيب م.ع.ع الضابط المسؤول عن جمع المعلومات بمباحث أمن الدولة، أنه عقب وصول معلومات باقتحام السجون أرسل مصادره لإجراء التحريات فوجد كسرا بالباب الخارجي لسجن 2 بوادي النطرون باستخدام لودرات، ورصدت التحريات أحد الكوادر الإخوانية يسير في الاتجاه المعاكس للسجن ويستقل سيارة ماركة "شاهين" وبصحبته بعض الأشخاص قبل واقعة الاقتحام بدقائق.
وأفاد بأن التحريات أثبتت وجود نحو 30 سيارة بها أشخاص وأطلقوا الأعيرة النارية على السجن وفروا هاربين، مؤكدا أن السجناء حرقوا المراتب لإجبار إدارة السجن على فتح العنابر وأن بعض العناصر الفلسطينية شاركت في اقتحام السجون وتمكنوا من تهريب المنتمين لحركة حماس، ووصلوا بهم إلى قطاع غزة في 7 ساعات، مشيرًا إلى أنه تلقى معلومات تفيد بالقبض على أحد الأشخاص المنتمين لكتائب عز الدين القسام ومعه 2 من البدو والذين تمكنوا من تفجير خط الغاز في شمال سيناء ومعلومات تؤكد أن أهالي العريش تمكنوا من ضبط سيارة داخلها 2 من البدو و2 فلسطينين بحوزتهم بندقيتان آليتان و4 قنابل يدوية مدون عليها 4 حروف تعني كلمة حماس.