فى مشهد مماثل لموقعة الجمل، التى نفذها أنصار الحزب الوطنى المنحل ورموز نظام المخلوع مبارك ضد معتصمى ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير، كرر أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى الموقعة ذاتها، فى الميدان نفسه، عبدالمنعم رياض. بدأت الأحداث فى السابعة مساء أمس الأول، عقب وصول مسيرة تضم المئات من مؤيدى مرسى من جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية، إلى مبنى ماسبيرو، وحاصروا عددا من أعضاء الحركات الاحتجاجية والقوى الثورية الذين كانوا يحتفلون بسقوط نظام الإخوان، أمام ماسبيرو، مطلقين عليهم وابلا من الخرطوش والحجارة التى أوقعت عشرات المصابين والجرحى، الذين نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفيات قصر العينى والمنيل والهلال، بخلاف الذين عولجوا من إصابات خفيفة داخل سيارات الإسعاف التى تمركزت فى ميدان عبدالمنعم رياض.
وعقب اندلاع الاشتباكات، شكل متظاهرو ميدان التحرير لجانا شعبية وأغلقوا مداخله بالمتاريس والحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة، بعدما تردد أن أعضاء الجماعة ينوون اقتحام الميدان، فيما توجه عدد من المتظاهرين إلى محيط ماسبيرو لإنقاذ أعضاء القوى الثورية المحاصرين أمام المبنى.
وبوصول متظاهرى التحرير إلى ميدان عبدالمنعم رياض تصاعدت حدة الاشتباكات ودارت معركة عنيفة مع أنصار مرسى، الذين استخدموا الرصاص الحى والخرطوش، إضافة إلى إشعال سيارتين أعلى كوبرى أكتوبر.
وقاد معركة الهجوم على المتظاهرين فى عبدالمنعم رياض وزير التموين السابق، باسم عودة، الذى ينتمى لجماعة الإخوان، فيما رد متظاهرو التحرير عليهم بإلقاء الحجارة والألعاب النارية.
واحتشد المئات أمام مداخل ميدان التحرير، من ناحية كوبرى قصر النيل وباب اللوق وشارع طلعت حرب والمتحف المصرى، وطالبت المنصة الرئيسية المتظاهرين بالاحتشاد لمنع اقتحام الميدان، ودعت إلى تسليح المعتصمين بالشوم والحجارة لصد هجمات الإخوان.
كما شكل معتصمو التحرير مستشفى ميدانيا بالحديقة التى تتوسط الميدان، لعلاج المصابين فى اشتباكات ماسبيرو وعبدالمنعم رياض، فيما تم تحويل الحالات الخطرة المصابة بطلقات إلى المستشفيات القريبة.
وحلقت مروحيات القوات المسلحة فى سماء التحرير وماسبيرو وعبدالمنعم رياض خلال الاشتباكات، بينما أمنت قوات الشرطة المتحف المصرى ومبنى ماسبيرو مع قوات وعناصر الجيش.
وفى التاسعة والنصف، انسحب مؤيدو مرسى من أمام ماسبيرو واتجهوا إلى أعلى كوبرى أكتوبر، عائدين إلى ميدان النهضة، بعد أن اشتبك معهم أهالى بولاق أبوالعلا فى معارك عنيفة، مشكلين لجانا شعبية، لضبط مؤيدى مرسى وتسليمهم لقوات الجيش والشرطة، مرددين هتافات من بينها «الجيش والشعب إيد واحدة».
وبعد ساعات متواصلة من الاشتباكات تدخلت قوات الشرطة، للفصل بين الطرفين فى محيط مبنى ماسبيرو وميدان عبدالمنعم رياض، وصعدت 4 مصفحات تابعة لقوات الأمن المركزى كوبرى 6 أكتوبر، من جهة حى الزمالك، وسط سماع دوى طلقات نارية حية.
كما تدخلت قوات الجيش فى الساعة العاشرة، وفور تدخلها أمطر مؤيدو مرسى قوات الأمن المركزى بوابل من طلقات الأسلحة الآلية، فيما ردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وأصيب عدد من ضباط وجنود قوات الأمن، من بينهم النقيب محمد عميرة، ضابط مباحث قسم شرطة قصر النيل، الذى أصيب بطلق خرطوش فى الوجه، كما أصيب الملازم أول أحمد محسن عبدالوهاب، نتيجة التراشق بالحجارة، إضافة إلى إصابة عدد من جنود الأمن بطلقات خرطوش فى جميع أنحاء الجسم.
وبمساندة متظاهرى التحرير لقوات الجيش والشرطة أجبر أعضاء الإخوان ومؤيدو مرسى على التراجع أعلى كوبرى أكتوبر، تجاه ميدان النهضة، لكن قبل هروبهم أصابوا متظاهرا بطلق نارى بالصدر، نقل على إثره إلى مستشفى الهلال.
وبعد الانسحاب التدريجى لأنصار مرسى، وعودة المتظاهرين لميدان التحرير لتأمينه، تمركزت مدرعات ومركبات القوات المسلحة حول مبنى الإذاعة والتليفزيون وفى محيط دار الأوبرا وكوبرى قصر النيل، لمنع وصول مؤيدى الرئيس المعزول إلى التحرير.
ودخل الآلاف من المتظاهرين بميدان التحرير فى حلقات نقاشية، حول هجوم الإخوان، وكيفية صدهم فى الأيام المقبلة، وتأمين مقر الاعتصام، وانتهت أغلب المناقشات إلى ضرورة عدم مغادرة الميدان، وتكثيف عمل اللجان الشعبية، وغلق التحرير من جميع الاتجاهات، خاصة من ناحية كوبرى قصر النيل وميدان عبدالمنعم رياض.
واحتفل المتظاهرون بصد هجوم الإخوان بإطلاق الألعاب النارية والشماريخ مطالبين الشرطة والجيش بتأمين الميدان.
وقال أعضاء اللجان الشعبية، المتواجدة أعلى كوبرى أكتوبر، أنهم ضبطوا عددا من أعضاء جماعة الإخوان، ينتمون لمحافظة البحيرة، مشيرين إلى أنهم أثناء تفتيشهم لميكروباص، عثروا على كميات من الشوم والحجارة والأسلحة البيضاء، وسلموهم لقوات الجيش والشرطة.