قال الدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، في بيان له باللغة الإنجليزية، مساء اليوم الأربعاء: إنه قد يكون آخر بيان يكتبه على صفحته وأن ما تشهده مصر انقلاب عسكري. وكتب الحداد، قائلًا: "أكتب هذه السطور وأنا أدرك تمامًا أن هذه قد تكون آخر ما أكتبه على هذه الصفحة، من أجل مصر والتاريخ، دعونا نسمي ما يحدث باسمه الحقيقي: انقلاب عسكري".
أضاف "الحداد": "في 25 يناير وقفت في ميدان التحرير.. ووقف أولادي في احتجاج في القاهرة والإسكندرية ونحن على استعداد للتضحية من أجل هذه الثورة.. عندما فعلنا ذلك، لم نكن ندعم ثورة النخب، ونحن لم ندعم الديمقراطية المشروطة.. وقفنا، ولا نزال، لفكرة بسيطة جدًّا: الحرية التي تسمح لنا بالاختيار من بين جميع الرؤى المختلفة لهذا البلد.. نحن بسرعة اكتشفنا أنه لا شيء تقريبًا من الجهات الفاعلة الأخرى على استعداد لتوسيع هذه الفكرة لتشملنا".
وأوضح: "لا بد أنكم سمعتم كثيرًا خلال ال30 شهرًا الماضية حول استبعاد الإخوان للآخرين.. لن أحاول إقناعكم خلاف ذلك اليوم.. ربما سيأتي اليوم الذي يسجل الأكاديميون فيه ذلك بشجاعة فيما بعد.. في هذا اليوم وهذا العصر لا يمكن لانقلاب عسكري أن ينجح في مواجهة قوة شعبية كبيرة دون إراقة دماء كبيرة".
وشدد مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية: "أدرك تمامًا من وسائل الإعلام المصرية التي حاولت بالفعل تأطير الإخوان عن كل عمل من أعمال العنف التي وقعت في مصر منذ يناير 2011.. مازال هناك ناس في مصر يعتقدون في حقهم في اتخاذ خيار ديمقراطي.. وقد تجمع مئات الآلاف منهم في دعم الديمقراطية والرئاسة.. وأنها لن تترك في مواجهة هذا الهجوم؛ لنقلْهَا: يجب أن يكون هناك عنف وسوف يأتي؛ إما من الجيش والشرطة، أو المرتزقة المستأجرة.. وفي كلتا الحالتين سوف يكون هناك سفك دماء كثيرة، وسوف يتردد صداها في جميع أنحاء العالم بصوت عالٍ وواضح: الديمقراطية ليست للمسلمين".
كما استكمل مساعد الرئيس حديثه، قائلًا: "الجمهور الذي يقرأ هذه الصفحة يتفهم أن العالم لا يزال يدفع ثمن الحروب في أفغانستان والعراق.. مصر ليست أفغانستان ولا العراق.. الليلة الماضية، أطلق البلطجية النار علي مليونية لدعم الرئيس في جامعة القاهرة، وتوفي 20 شخصًا وأصيب 200.. دعوني أكون واضحًا جدًّا، المحتجون يمثلون مجموعة واسعة من المصريين، وكثير منهم لديهم مشاكل حقيقية بسبب تدني شعبية الرئيس.
ثم أكد: "الآن دعوني أكون واضحًا بنفس القدر.. منذ يناير ومرة أخرى في الأسبوعين الماضيين دعا الرئيس مرارًا وتكرارًا للحوار الوطني على قدم المساواة مرارًا وتكرارًا، لكن المعارضة رفضت المشاركة فيها.. على نحو متزايد، صعد ما يسمى الليبراليون في مصر خطابًا يدعو الجيش ليكون وصيًّا على الرئيس والحكومة.. المعارضة دمرت كل خيار ينطوي على العودة إلى صناديق الاقتراع.
ولفت "الحداد": "يوم أمس، تلقي الرئيس مبادرة من تحالف الأحزاب المؤيدة للشرعية الدستورية، وناقش مع رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وثلاثتهم اتفقوا على أنها مبادرة تقدم مسارًا ممتازًا لمصر للخروج من المأزق الحالي، وتتضمن تغيير الحكومة والنائب العام، والاتفاق على التعديلات الدستورية وتشكيل لجنة للمصالحة".
وأوضح: "في ظل نظام ديمقراطي، لا يجوز أن يقدم الرئيس كل هذه التنازلات.. هناك عواقب بسيطة عن الوضع نراه في مصر: قد يخسر الرئيس في الانتخابات المقبلة أو يحصل على معاقبة حزبه في الانتخابات البرلمانية القادمة. أي شيء آخر هو حكم الغوغاء.
في العام الماضي كنا ننتقد من قبل الحكومات الأجنبية، ووسائل الإعلام الأجنبية وجماعات حقوقية بسبب عدم مواكبة الحقوق والحريات طموحات البعض أو تلتزم تمامًا مع النماذج المستخدمة في الثقافات الأخرى، صمت كل تلك الأصوات مع انقلاب عسكري وشيك هو النفاق، ولن يضيع النفاق على مساحة كبيرة من المصريين والعرب والمسلمين، بالتأكيد لا ديمقراطية بدون صندوق الاقتراع.