رغم مضي 46 عاما على حرب الخامس من يونيو، فإن أسئلة هذا الحدث الجلل مازالت حاضرة بقوة في الثقافة العربية.. ليس القصد أن نحول يوم الخامس من يونيو 1967 إلى نص للوجع نقيم فيه أبدا!.. لكن اللحظات المفصلية في تاريخ أي أمة تبقى للأبد ضمن نسيجها بصيغ وتعبيرات مختلفة باختلاف الأشخاص. الكثير من "أسئلة يونيو" لم تجد إجابات مصرية وعربية حتى اللحظة الراهنة وبعد 46 عاما على الهزيمة تبدو بعض الأسئلة أكثر تعقيدا وإثارة للجدل على "حائط المبكى العربي" الذي انتصب عاليا منذ ذاك اليوم المنكود والفصام النكد بين الأقوال والأفعال في الحياة العربية.
الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي..
أكد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، أننا نكتشف دائما في المآزق الوطنية الكبرى أن المثقفين يتكئون على "عكاز من قطن" سرعان ما لا يصمد أمام المهازل الوطنية الكبرى، تجسد هذا بصورة لا مثيل لها بعد النكسة مباشرة، موضحا أن الجميع وقعوا في هوة اليأس، واعتبروا أنهم المسئولون عن هذه الكارثة.
وأضاف في تصريح خاص، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أننا كنا نلتقي يوميا بعد نكسة 5 يونيو 1967، ونتناقش في أحوال البلد بسرية طبعا، في ظل النظام الناصري "البوليسي"، ونفرغ ما في جعبتنا من انتقادات ومؤاخذات ونعتبر أننا ناضلنا، وشاركنا ونعود إلى بيوتنا سعداء.
وأكد أن الوضع لم يختلف عن 1967 رغم أنهم في ثورة يناير شاركوا في الحلم، أما في النكسة فلم يأخذ أحد برأيهم، والنظام العسكري هو الذي قادهم إلى النكسة، وإلى هزيمة لم يرتكبوها ومع ذلك ظلوا يحملون وزرها.
«شيخ رسامي» الكاريكاتير أحمد طوغان..
يقول رسام الكاريكاتير الشهير أحمد طوغان مؤخرا في سياق ذكرياته وأوراقه الخاصة التي تنشرها جريدة الأهرام عن حرب الخامس من يونيو، "ما زلت على يقين من أنه سيأتي اليوم الذي يعرف فيه الناس ما حدث لنا في يونيو 1967 وكيف حدث ولماذا؟!".
ويواصل شيخ رسامي الكاريكاتير المصريين أحمد طوغان، تساؤلاته بعد 46 عاما على حرب 5 يونيو فيقول: "من هو المسؤول؟.. هل هو الحاكم أم هم الناس؟.. أم أن الاثنين معا شريكان فيما حدث لنا في يونيو 1967؟.. من الواجب أن نعرف ما حدث بالتفصيل وإلا فإننا نكون كالنعام ندفن رؤوسنا في الرمل ونعمي عيوننا عن رؤية الطريق؟".
الراحل نزار قباني ومن هنا حق للشاعر السوري الراحل نزار قباني أن يقول إن الإسرائيليين "ما دخلوا من حدودنا وإنما تسربوا كالنمل من عيوبنا".
«أبو غازي» وزير الثقافة الأسبق أكد الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، أن هزيمة 5 يونيو 1967، كانت هزيمة لأحلام الناس ومشروعهم الوهمي، موضحا أن المثقفين كان يعيشون في وهم الانتصار وحلم العروبة، لكنهم أفاقوا على هزيمة استفزت المبدعين وأخرجت منهم طاقات إبداعية ظلت موجودة حتى الآن.
وأوضح أبوغازي، أن الحالة الثقافية بعد نكسة 5 يونيو مختلفة تماما عن الوضع الثقافي الآن، بعد ثورة أزالت رأس النظام وفتحت آفاقا جديدة أمام المجتمع، منوها بأن الثورة لم تكتمل حتى الآن ولم تحقق أهدافها.
الأديبة الروائية سهام ذهني..
ترى الروائية سهام ذهني، أن من آثار هزيمة يونيو أنها جعلت جيلا من الأدباء عصفت بهم الهزيمة إلى درجة أن بعضهم واصل الإحباط حتى في عز ساعات الانتصار خلال أكتوبر 1973، بل إن البعض الآخر منهم قد استمر في حالة يمكن أن نطلق عليها تعبير أنهم قد احترفوا اليأس والغموض إلى درجة جعلت الكثير من القراء يهربون من القراءة.