سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء: سيناء معرضة لعمليات إرهابية جديدة إذا لم تضرب الدولة البؤر الإجرامية مختار قنديل: لا قيمة لعودة المخطوفين طالما أن الجناة طلقاء.. ورسالتى للجهاديين: الجهاد فى القدس وليس فى سيناء
على الرغم من عودة الجنود المصريين السبعة المخطوفين فى سيناء بعد أن تركهم الخاطفون فى الصحراء، فإن عملية الخطف أثارت تخوفات من تكرار تلك الأعمال الإرهابية، فى الوقت الذى تساءل فيه كثيرون عن خطط وزمن تطهير سيناء من الجماعات الإرهابية. وحذر خبراء عسكريون وأمنيون من تكرار العمليات الإرهابية بسيناء إذا لم يتم ضرب البؤر الإجرامية، وملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم واستمرار العملية الأمنية دون توقف حتى يتم استعادة سيادة الدولة المنقوصة بسيناء.
وطالب اللواء مختار قنديل، الخبير العسكرى والاستراتيجى، بسرعة القبض على مرتكبى حادثة اختطاف 7 من الجنود المصريين برفح، وإحالتهم للمحاكمة العسكرية لينالوا العقاب الملائم بإخلالهم بالأمن القومى لمصر طيلة الليالى الست الماضية، مؤكدًا فى الوقت ذاته أنه لا قيمة لعودة الجنود المخطوفين طالما أن خاطفيهم مازالوا طلقاء ويحملون الأسلحة، وبإمكانهم ممارسة تلك الأعمال الإرهابية مرة أخرى.
وحذر قنديل من الاسترخاء الأمنى الذى يلازم الجهات الأمنية فى مصر عقب عمليات تحرير الجنود المخطوفين أو وقوع أى هجوم إرهابى على مناطق الارتكاز الأمنى فى شمال سيناء، مستشهدا بما حدث عقب مقتل 16 جنديا من القوات المسلحة برفح فى أغسطس الماضى دون القبض على الجناة حتى الآن، مشيرا إلى أن التطهير الأمنى بسيناء يبدأ بمداهمة البؤر الجهادية المستوطنة هناك، وانتزاع السلاح من البدو والدوائر الجهادية المرتبطة بهم، حتى تحكم الدولة سيطرتها على سيناء مرة أخرى.
وتناول قنديل دور الجيش فى مرحلة ما بعد تحرير الجنود، معتبرا أن القوات المسلحة يداها مغلولة فى سيناء منذ حادث رفح الأخير، مرجعا ذلك إلى عدم ردع المسئولين عن الحادث الإجرامى بعد مرور عام على الواقعة وعدم الكشف عن المتورطين فيها.
ووجه قنديل رسالة إلى الجماعات الجهادية المحاربة للدولة ورموز الأمن بها من الجنود ومراكز الشرطة، قائلا: إذا أردتم الجهاد فشدوا الترحال إلى القدس لصد عدوان الصهاينة على إخوتنا فى فلسطين وليس لكم مكان فى سيناء فهى دولة مصرية وليست عدوا لأحد.
ووصف اللواء رفعت عبدالحميد، الخبير الأمنى، عملية تحرير الجنود المصريين السبعة المخطوفين بسيناء بأنها عملية منقوصة، معتبرا اختطاف الجنود جريمة إرهابية مارس خلالها الخاطفون تحدى سلطات الدولة والأجهزة الأمنية بها.
وأوضح عبدالحميد أننا لسنا أمام جريمة اختطاف بل جريمة إرهابية واحتجاز رهائن، عنوانها تحدى سلطات الدولة والأجهزة الأمنية بها، والتمركز فى بؤر إجرامية بصحراء سيناء، معتبرا أن العملية تمثل أقصى درجات الإجرام فى العالم، مشيرا إلى أن ما حدث أمس من تحرير الجنود المخطوفين علاج موقت لمرض مزمن، يتمثل فى جرائم الإرهاب.
وأشار عبدالحميد إلى أن العمليات الإرهابية لم تكن حديثة العهد بمصر، وهى معلومة لكل الجهات الأمنية منذ الثمانينيات فى محافظات الوجه القبلى، وقد انتقلت فى التسيعينيات إلى سيناء تحت ما يسمى بالتنظيمات الإرهابية ذات الطابع الدينى بعد أن اشتد عودها وترعرت فى عهد النظام الحالى مع ملاحظة التعاطف معهم.
وأضاف عبدالحميد أن العملية الأمنية التى أعلن عنها لتحرير الجنود والتى تمت بعد 7 أيام من ارتكاب الجريمة هى عملية منقوصة، محذرا من مساوئ وتكرار عمليات الخطف فى الأيام المقبلة إذا لم تضرب الأجهزة الأمنية بشدة على معاقل الجماعات الإرهابية بجميع توجهاتها بسيناء، مشددا على ضرورة استمرار العملية الأمنية وتمشيط منطقة سيناء والقبض على الخاطفين، بعدما أعلن وزير الداخلية عن معرفته للخاطفين ومعرفة الخلايا الإرهابية الموجودة بسيناء وتسليحها وأماكن وجودها.
وتوقع عبدالحميد أن تستمر عملية تطهير من الإرهابيين سيناء واستعادة السيطرة نحو خمس سنوات، مشيرا إلى أن محافظات الوجة القبلى احتاجت عشر سنوات لتطهيرها من الجماعات الإرهابية ذات الطابع الدينى.
وأوضح عبدالحميد أن كل عملية تتم بسيناء وتتدخل فيها القوات المسلحة وقوات الشرطة وجهاز المخابرات العامة والأمن الوطنى، عمليات باهظة التكاليف بدءا من العملية نسر 1 و2 إلى عملية تحرير الرهائن السبعة، وأن الشعب أولى بتلك التكاليف بعد استقرار الأمن.
وعلق عبدالحميد على كلمة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية فى الموتمر الصحفى الذى عقد أمس للاحتفال بعودة الجنود، قائلا: من العيب أن يلتمس الرئيس من المجرمين أن يسلموا أسلحتهم فى خطاب سابق، ويناقض نفسه فى كلمة أمس، بأن يعلن عن قوته وقوة الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن قوته لا تظهر فى تحرير الأسرى فقط بضبط الجناة والرءوس المدبرة والمخططة والممولة وجميع الجماعات الإرهابية.
أما اللواء محمد قدرى سعيد، مستشار الشئون العسكرية بمركز الأهرام للدرسات، فيرى أنه وبالرغم من الصورة الصغيرة التى رسمها مشهد اختطاف الجنود المصريين وظهور الدولة فى موقف لا تحسد عليه، فإن الحشد الإعلامى والشعبى كان له دور كبير فى الضغط على الجهات السيادية لإنهاء الأمر قبل أن يتأزم الوضع، لافتا إلى أن الدولة ستدخل مرحلة ترتيب الأوراق لاستعادة السيادة المنقوصة بسيناء.
واعتبر قدرى أنه لم يعد مسموحا بعد اليوم أن تتخاذل الأجهزة الأمنية فى فرض سيطرتها على المناطق الحدودية بسيناء، وأن العملية الحربية التى بدأتها القوات المسلحة لم تنته بعد، واصفا إياها ب«حرب أخرى» ضد الإرهابيين فى سيناء بعد تكرار حوادث الاختطاف واستهداف الجنود المصريين فى أكثر من منطقة، بخلاف المردود السلبى للظاهرة على السياحة الخارجية.
وتعليقًا على نشوة أجهزة الدولة والاحتفاء بعودة الجنود دون القبض على خاطفيهم، قال قدرى، تحرير الجنود لا يعتبر انتصارا، بل خطوة فى مشوار الألف ميل.