أعلن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، اليوم الاثنين، عن إطلاق تقرير الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية لعام 2012، مشيرا إلى حرية ممارسة الشعائر الدينية أو الإيمان أو عدم الإيمان أو تغيير الدين حق لجميع الناس منذ الولادة، ومعترف به في إطار القانون الدولي. وقال جون كيري في كلمته اليوم بهذه المناسبة، إن الحرية الدينية تمثل أولوية للرئيس باراك أوباما وله كوزير للخارجية، مشيرا إلى أنه يتأكد من أن الحرية الدينية تمثل جزءا من الانخراط الدبلوماسي العالمي للولايات المتحدة.
وقال الوزير: "التقرير عبارة عن نظرة موضوعية على الحرية الدينية في العالم.. وعند الضرورة فإنه يمس بعض أوثق أصدقائنا وحتى بعض الدول التي نسعى لإقامة علاقات وثيقة معها.. وذلك من أجل إحراز تقدم، رغم أننا نعرف أن ذلك قد يسبب شعورا بعدم الراحة".
وشدد كيري على أن الدول التي تهدد أو تقوض الحرية الدينية تهدد استقرارها.. ووصف ذلك بغير أخلاقي كما شدد على أنه يشكل هاجسا أمنيا للولايات المتحدة.
ونوه بأن التقرير، الذي قال إنه شارك في وضعه رجال دين ومنظمات دينية وصحفيون، يوضح الانتهاكات والعنف في دول ديكتاتورية وأيضا ديمقراطية، ويوثق استمرار حكومات في العالم في حبس وتعذيب وحتى قتل الناس نتيجة لمعتقداتهم الدينية.
وأوضح كيري، أن حكومات في الكثير من الأماكن تفشل في حماية الناس والأقليات من العنف، مشيرا إلى أن التقرير يحدد مشاكل عالمية في مجال التمييز والعنف ضد مجموعات دينية، بما في ذلك البهائيين والبوذيين والهندوس واليهود والمسيحيين والمسلمين والسيخ.
ونوه بأن أحد التوجهات المزعجة التي أبرزها التقرير هو تنامي معادة السامية، وفي هذا الصدد أعلن كيري عن تعيين أيراك فورمان مراقبا لتولي منصب مراقب معاداة السامية.
ونوه كيري أيضا باتجاه آخر مزعج يتمثل في استخدام القوانين بشكل متزايد بما يركز على الكفر والإلحاد، مشيرا إلى أن الغرض من هذه القوانين هو قمع الانشقاق السياسي، وأن مثل هذه القوانين تنتهك الحريات الأساسية للتعبير والدين معربا عن اعتقاده بأنه يجب أن يتم سحبها.
وشدد كيري على رغبة بلاده في أن يمارس الناس شعائرهم دون أن يخشوا على حياتهم.. مشيرا إلى أنه من أجل ذلك يسافر في أنحاء العالم ويضغط على القادة للقيام بعمل المزيد لحماية حرية الاعتقاد والترويج للتسامح الديني، وأضاف: "لهذا السبب، فإنني أحث جميع الدول، بما فيها المذكورة في هذا التقرير، كي تتخذ الإجراءات الآن لضمان سلامة هذه الحرية الأساسية".
ولفت كيري إلى أن هذا التقرير يوضح التحديات أمام الحرية الدينية وتقييد الحرية الإنسانية، مشيرا إلى أنه لم يكن من السهل على مدى التاريخ الإنساني أن يتشاطر الناس آراءهم ويعثروا على المعلومات ويتواصلوا مع الآخرين ويلقون الضوء على الانتهاكات التي تحدث.
وأوضح، أنه رغم أن هناك تحديات تواجه الحرية الدينية، إلا أنه متفائل لتحقيق هذه الحرية في العالم، لأن هناك الآن امكانيات أكبر للمحاسبة.