صدر قرار بضبط وإحضار الناشط السياسى أحمد ماهر منذ شهر تقريبا، وفقا لما ذكره لى المتحدث الإعلامى باسم حركة 6 ابريل، لكن أحدا لم يبلغ ماهر بشىء، بل غادر الرجل البلاد وعاد آمنا مطمئنا، ليفاجأ بإلقاء القبض عليه والتحقيق معه، والمثول أمام النيابة ثم القرار بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق، ليذهب بعدها إلى سجن شديد الحراسة بطرة، ثم تظاهر سريع لحركة 6 ابريل أمام منزل الرئيس فى منتصف الليل، دون أن نفهم لماذا حدث كل ذلك. فى الصباح، قالت مساعدة الرئيس الدكتورة باكينام الشرقاوى إن أحمد ماهر شخص جيد ولا يجوز الذى حدث معه وأن الساحة تتسع لكل الآراء، وكأنها لا تعبر عن مؤسسة رئاسة بل عن تيار سياسى يوافق ويعترض ويعلق على قرارات السلطة القضائية، ثم تصريح آخر للدكتور مراد محمد على المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة الحاكم قال فيه: «لا نقبل القبض على أحمد ماهر ونطالب بالإفراج عنه، قد نختلف مع بعض ممارسات حركة 6 ابريل (مثل التظاهر بالملابس الداخلية) ولكننا لا نقبل أن يتم القبض على أحمد ماهر كناشط سياسى ولا نعتقد أن اعتقاله من المطار يلائم التهم الموجهة إليه. نتمنى أن يتم الإفراج عن أحمد ماهر فورا وأن يتم مراعاة أن الرجل كانت له مواقف جيدة كثيرة».
فى ذات الصباح، نشرت وسائل الإعلام أنه تمت إحالة أحمد ماهر وأربعة آخرين إلى المحاكمة الجنائية بمحكمة الجنح (التهمة التحريض على التظاهر والتظاهر بالملابس الداخلية أمام منزل وزير الداخلية)، ثم خبر بقرار سيادة النائب العام بإخلاء سبيل أحمد ماهر، ثم بيان للنيابة العامة تنفى ما نشرته وسائل الإعلام عن قرار إحالته للمحاكمة الجنائية بمحكمة الجنح، وأن القضية مازالت فى مرحلة التحقيقات (لأنه بإحالة المتهم إلى أى محكمة تغل يد النيابة العامة أو أى سلطة تحقيق وتكون للمحكمة فقط الولاية الكاملة بشأن أى قرار يخص المتهم).
أما جماعة الإخوان المسلمين فقد لحقت بالقصة بعد قرار الإفراج بتصريح لمتحدثها الرسمى الأستاذ أحمد عارف مؤكدا أن القبض والإفراج عن أحمد ماهر «وضع كله مسيس»، مشيرا لبيان سابق لحزب الحرية والعدالة يعترض فيه على حبس أحمد ماهر (الوضع كله مسيس عن وضع كله قضاء).
ولأن الوضع كما ترون شديد الصعوبة عسير الفهم، فاكتشفت أن هذه التصريحات والبيانات التى خرجت عبر القيادات السياسية، لا تصلح كرسائل للسياسيين موالين أو خصوما، كما أنها لا تنفع المواطنين، فقط تصلح أن نضعها فى زجاجة ونلقيها فى البحر، كرسالة خاصة (فيما يعرف برسائل البحر) كما كان يفعل القدماء، فربما تصل إلى شاطئ بعيد فى زمن آخر، يبعد عنا عشرات السنين فتصل الرسالة ليد شخص لم يعش هذا الزمان وتفاصيله ووقائعه، فربما ساعتها يستطيع أن يفهم أو أن يكون لكل هذا الكلام أى معنى أو دلالة. فالذى يحدث فعلا من الصعب أن يصدقه عقل.