يخطط بنك مصر ثانى اكبر البنوك المصرية لغلق محفظة التمويل الكبرى عند 52 مليار جنيه بنهاية العام المالى الحالى فى يونيو المقبل، متاح منها تمويل مستخدم حتى الآن يصل إلى 38 مليار جنيه، وفقا لمحمد عباس فايد، نائب رئيس مجلس إدارة بنك مصر. وقال فايد الذى أدار عمليات كبرى داخل السوق خلال السنوات السابقة، ان هناك جهودا تبذل لعدم توقف القطاع الاقتصادى المصرى من خلال تمويلات كبرى تمنح رغم الظروف السياسية التى اثرت على مجمل العمل فى مصر، واكد فايد ل«الشروق» انه على الرغم من المعاناة فى تدبير الاموال وادارتها فى الوقت الحالى، فإن عدد العمليات المنفذة جيد، كما ان هناك عمليات سداد منتظمة لأقساط مستحقة تساعد البنوك فى تدوير محافظها المالية.
واكد فايد ان هناك عمليات سداد اقساط لتمويلات سابقة وصلت إلى بنك مصر إلى نحو 4 مليارات جنيه، تساعد البنك فى منح تمويلات جديدة تساند السوق، وتزيد من محفظة التمويل بالبنك.
ويستهدف بنك مصر وفقا لفايد نموا بنحو 7% فى المحفظة الائتمانية خلال العام المالى، مؤكدا أن البنك رغم ما يحدث من تباطؤ اقتصادى وظروف صعبة للمنح، إلا أنه يعكف على عدة طلبات لتمويل وقدم تسهيلات مختلفة على مدى الفترة الماضية «التوقف يصيب البلد بالشلل ومصلحة الوطن مقدمة رغم وجود مخاطر كبرى». ورهن فايد تحقيق المستهدف على الاستقرار والتوافق الوطنى.
وقال نائب رئيس بنك مصر إن مصرفه استطاع تدبير تمويل بقيمة 1.5 مليار جنيه، ويتم تقديمه عبر عقود استصناع وإجارة ويشارك فى عملية الترتيب بنكا أبوظبى الإسلامى وعوده، لشركة النوران للتجارة المتعددة، حيث يقام مصنع النوران للسكر بمدينة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية ويساهم فيه كل من المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص التابعة لمجموعة البنك الإسلامى وصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى، وشركة السكر للصناعات التكاملية المصرية وصندوق الأوبك للتنمية الدولية ويتوقع بدء الإنتاج فى المشروع عام 2016.
«وجود تلك الاطراف الدولية، يؤكد وجود رغبة من قبل الجهات الاجنبية لدخول السوق المصرية، حيث مازالت هناك فرص قوية، تحتاج إلى استقرار ليتم الاستفادة منها»، قال فايد.
يأتى تمويل بنك مصر الجديد بعد ضخ نحو 500 مليون جنيه لمصانع وشركات السكر لتمويل المحصول الجديد منها جزء لمصنع النوبارية وآخر للدلتا للسكر، وقد تمكن بنك مصر ثانى اكبر البنوك المصرية الانتهاء من ترتيب وتمويل والمشاركة فى العديد من العمليات التمويلية بإجمالى مبلغ 997.19 مليار جنيه منذ مطلع العام المالى الحالى يونيو وحتى نوفمبر الماضى.
وتقدر استثمارات مشروع «النوران للسكر» ب2.5 مليار جنيه مصرى ومخطط له إنتاج حوالى 500 ألف طن سكر سنويا من البنجر والتكرير ويوفرالمشروع 3000 فرصة عمل.
وقال فايد إن مصرفه يدرس منح تمويل يقدر ما بين 100 إلى 150 مليون جنيه فى التمويل الاضافى البالغ 650 المقدم من البنوك المشاركة فى تمويل مجموعة عز فى المصنع الذى تسبب فى الازمة المعروفة بأزمة «رخص الحديد»، حيث وافقت البنوك على صرف الدفعات المتوقفة منه البالغة 900 مليون جنيه، مع حزمة تمويلية اضافية لشركة حديد عز للدرفلة.
وحول بيع حصة بنك مصر فى باريبا مصر، قال فايد إن الجهات المختصة ابلغت مصرفه قبل ايام بإتمام صفقة البيع إلى «دبى الوطنى» وسط تأكيدات إلى أن البنكين «بى إن باريبا وبنك الإمارات دبى الوطنى» يستعدان لإنهاء إجراءات نقل الملكية النهائية خلال الايام المقبلة عقب الانتهاء من جميع الإجراءات.
كانت مصادر قد أرجعت التأخير فى إتمام الصفقة رغم موافقة البنك المركزى منذ ما يزيد على شهر، إلى الإجراءات والموافقات المتعددة من الجهات المختلفة التى استغرقت وقتا كبيرا لإتمامها. وكان منها موافقة الرقابة المالية، فيما يتعلق بقية الأسهم.
وكان بنك الإمارات دبى الوطنى قد تقدم منذ بداية العام الحالى لشراء وحدة بنك بى إن بى باريبا فى مصر عقب إعلان الأخير رغبته فى بيع وحدته بالسوق المصرية لتعزيز قاعدته الرأسمالية والخروج من أنشطة غير رئيسية، وفقا لما صرَّحت به مصادر بنكية، وسط مشاكل تعانيها البنوك الأوروبية التى اتجهت إلى تقليص أنشطتها فى بعض الدول.
وأشار بنك الإمارات دبى الوطنى فى وقت سابق إلى أنه سيقوم بشراء 95.2% من حصة البنك الفرنسى، وسيعرض شراء النسبة الباقية والبالغة 4.8% من حاملى أسهم الأقلية بنفس السعر. وتمثل تلك الاسهم فى 4% لبنك مصر والباقى لصندوق لبنك القاهرة المملوك لبنك مصر،وقد وافق بنك مصر صاحب الحصة الأكبر من تلك الأسهم على البيع بنفس السعر المبيع به من قبل البنك الفرنسى تبعا لفايد.
وقال فايد ان بنك «مصر لبنان» المملوك لمصرفه حقق ارباح تقدر بنحو 6.5 مليون دولار «تحت المراجعة» عن العام المالى المنتهى فى ديسمبر الماضى، مؤكدا ان جمعية عمومية فى لبنان ومجلس ادارة للبنك تنعقد فى نهاية مايو الحالى لاعتماد الميزانية.
وارجع التراجع فى ربحية البنك «مصر لبنان» عن العام السابق بسب الظروف السياسية وتأثير ما يحدث فى سوريا على لبنان، حيث حقق البنك ارباحا تقدر بنحو 8 مليارات دولار مقارنة ب6.5 العام الحالى.
كان بنك مصر ثانى اكبر البنوك العاملة فى السوق وفقا لأرقام الميزانية الختامية للعام المنتهى فى يونيو الماضى، حقق فيها ما يزيد على 700 مليون جنيه ارباحا، مقارنة بما يزيد على 500 مليون على العام السابق عليه.
وأكد فايد الذى يدير مصرفه ربع الاقتصاد المصرى، أن إجمالى الأصول فى محفظة البنك تخطت 200 مليار جنيه، لكن ظروف السوق حرمت البنك من تعظيم المكاسب من تلك المحفظة «تباطؤ السوق يجعل تسويق تلك الأصول أمرا فى غاية الصعوبة إن لم يكن متوقفا تماما»، قال فايد، محذرا من استمرار عدم التوافق السياسى أكثر من ذلك وسط طلبات معيشة متزايدة وموارد قليلة.
وقال فايد إن مصرفه يولى أهمية كبيرة للتخلص من الديون المتعثرة، مؤكدا تغطية تلك الديون بالكامل من خلال عمل مخصصات تغطى تلك المديونيات «البنك تخلص من جزء كبير من المديونيات الكبرى من خلال تسويات أبرمت واخرى تحت التنفيذ، وهناك جزء كبير من تلك المديونيات سوف نعمل على التخلص منه الفترة المقبلة»، قال فايد.
واكد فايد أن محفظة الديون المتعثرة الآن تحت 10 مليارات جنيه، بعد ان كانت تتجاوز 45 مليار جنيه قبل سنوات معظمها آلت من بنك القاهرة إبان تجهيزه للبيع قبل 7 سنوات. وقال إن مصرفه يستهدف تسوية ديون بقيمة 1.5 مليار جنيه قبل شهر يوليو المقبل، مشيرا إلى انتظام عمليات السداد.
