دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، اليوم الأربعاء، العاطلين عن العمل في بلاده، إلى عدم اليأس، وذلك بعد ساعات من وفاة البائع المتجول عادل الخزري "27 عاما"، الذي أحرق نفسه، الثلاثاء، في قلب العاصمة تونس. وقال المرزوقي بعد أداء عناصر الحكومة التونسيةالجديدة اليمين أمامه في قصر قرطاج، "أتوجه إلى كل الشباب اليائس المحبط الذي نفذ صبره ولا يرى بارقة أمل في الأفق، إلى هذا الشباب أقول لا تيأسوا من رحمة الله ولا من تعاطف شعبكم ولا من حكومتكم هذه".
وأضاف: "إن احتفالنا اليوم بمراسم تعيين الحكومة الجديدة لا ينسينا فجيعتنا في فقدان أحد أبنائنا الأبرار هذا الفجر، بنفس الكيفية المؤلمة المرعبة التي توفى بها شهيد ثورتنا (محمد البوعزيزي) وربما لنفس الاسباب، نتيجة فقدانه الأمل وانسداد الأفق في عيونه كغيره من شبابنا الذين لا يرون من بصيص لحل مشاكلهم ومعاناتهم".
وتابع "أريد هنا أن أعبر عن عميق حزني والمي لهذه الفاجعة الأخيرة وأريد أن أقدم لعائلة الفقيد وأصدقائه كل عبارات التعزية والمواساة النابعة من صميم القلب".
ومضى يقول "إن هذا الانتحار الأخير هو صيحة غضب وصيحة استغاثة وصيحة للتسريع في التعاطي مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية، لكي يدرك الشباب والشعب أننا لا نراوح مكاننا ولا ندور في حلقة مفرغة وإنما بدأنا نمشي بخطى ثابتة على طريق يفتح باب الأمل الذي طال غلقه".
ولفت إلى أن الحكومة "ليس لها عصا سحرية لمعالجة مشاكل الفقر والبطالة التي تراكمت لأكثر من ثلاثة عقود من سياسة إجرامية بنيت على الفساد والتهميش والتضليل وإخفاء الحقائق، لكن لها إرادة فولاذية لمواجهة المشاكل والسير قدمًا في الطريق الصعب الذي سيخرجنا من الوضع الحالي إلى أفضل وضع ممكن، وذلك بتضافر جهودنا جميعا".
وقال مخاطبًا أعضاء الحكومة الجديدة "أهيب بكم جميعا لعدم نسيان هذه المأساة وكل التي سبقتها ليكون هاجسنا جميعا عودة الأمل إلى الشعب والشباب".
وتوفي عادل الخزري فجر الأربعاء بمستشفى الإصابات والحروق البليغة في ولاية بن عروس (جنوب العاصمة) متأثرًا بحروقه البليغة.
وكان الخزري يعمل في بيع السجائر وهو من منطقة سوق الجمعة من ولاية جندوبة (شمال غرب)، وصباح الثلاثاء أضرم الشاب في نفسه النار أمام مقر المسرح البلدي في قلب العاصمة تونس؛ احتجاجًا على تردي ظروفه المعيشية.
وسيوارى جثمان الخزري الثرى بعد ظهر الخميس بمسقط رأسه، حسب ما أبلغ شقيقه عصام فرانس برس.
وانطلقت شرارة الثورة التونسية عندما اضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه يوم 17 ديسمبر 2010 بمركز ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب)؛ احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الفاكهة والخضار التي كان يعيش منها.