هل للقدرة البشرية حدود؟! سؤال عمره من عمر البشر ومن عمر الرياضة.. وفى تاريخ الألعاب إنجازات لأبطال توقف أمامها العالم، إلا أن الصراع الدائم بين الإنسان وبين الزمن والمسافة والوزن أسفر عن انتصارات باهرة حققها البشر فقد كان الأمريكى جونى ويسموللر أول إنسان يتخطى حاجز الدقيقة فى سباق المائة متر حرة فى دورة باريس الأوليمبية عام 1924. حيث سجل 59 ثانية، وقام بعد الدورة ببطولة سلسلة أفلام طرزان. وفى دورة طوكيو الأوليمبية عام 1964 كسر العداء الأمريكى بوب هايز حاجز العشر ثوان فى المائة متر عدوا بزمن قدره 9.9 ثانية، فقيل إنه دخل التاريخ. إلا أن العشرات من العدائين دخلوا بعده. وعندما سجل الأمريكى بوب بيمون 8.90 متر فى الوثب الطويل بالمكسيك عام 1968 اعتبر إنجازه رقما للقرن الحادى والعشرين، لكنه تحطم فى التسعينيات من القرن العشرين، بواسطة مواطنه مايك باول الذى سجل 8.95 متر فى بطولة العالم.. فى ساحة الرياضة هذه الأيام سؤال مهم يرتبط بصورة غير مباشرة بالقدرة البشرية.. فهل يسمح باستخدام التكنولوجيا بلا روابط أو حدود؟! سبب السؤال أن رياضة السباحة شهدت سقوط 108 أرقام عالمية فى عام 2008، وتحطيم 18 رقما عالميا منذ بداية العام الحالى، وذلك بفضل بدلات السباحة الجديدة (المايوهات) التى تقلل من مقاومة الماء، وكان آخر وأهم تلك الأرقام الإنجاز البشرى الرائع الذى سجله السباح الفرنسى ألاين برنارد فى سابق مائة متر حرة، حيث كان أول إنسان يكسر حاجز 47 ثانية، بتسجيله 46.94 ثانية فى بطولة فرنسا فى شهر إبريل الماضى، وقد رفض الاتحاد الدولى للسباحة الاعتراف بهذا الرقم بسبب بدلة السباحة التى ارتداها. وقرر الاتحاد الفرنسى للسباحة من جهته اللجوء إلى القضاء لاعتماد الرقم الخارق الذى سجله ألاين برنارد. بطولة العالم للسباحة تنطلق فى العاصمة الإيطالية روما فى مطلع أغسطس المقبل، والاتحاد الدولى للعبة وضع قيودا على استخدام بدلات السباحة الجديدة التى تساعد السباحين على الطفو ومقاومة الماء بصورة أفضل من البدلات السابقة.. حيث طورت الشركات المختلفة تلك البدلات فى العامين الأخيرين لتمنح السباح فرص أفضل لتحسين أرقامه. القضية مهمة.. وتحظى بنقاش واسع فى أوساط السباحة العالمية، وكذلك فى الأوساط الرياضية. فهل يسمح للإنسان بالمساعدة التكنولوجية كى يهزم الزمن فى منافسات السباحة وغيرها من الألعاب الرقمية. وهل تلك المساعدة العلمية تخفى وراءها القدرة البشرية؟! يشغل أهل الرياضة هناك مثل تلك القضايا.. ترى ماذا يشغل أهل السبهللة والصهللة والجلجلة؟!