محمد بصل وأحمد فتحى وحاتم جمال الدين: كشفت مصادر بقصر الرئاسة عن أن سبب تأخير إذاعة حوار الرئيس محمد مرسي مع الإعلامي عمرو الليثى، مساء أمس ، نحو 7 ساعات، ليبدأ في الواحدة و35 دقيقة صباحًا، بدلا من الثامنة مساء، هو استغراق عملية المونتاج الفني للحوار أكثر من 4 ساعات كاملة.
ومشاهدة الفريق الإعلامى للرئاسة له مرتين، بالإضافة إلى عدم توافق نظام التسجيل مع ماكينة البث الموجودة بقصر الاتحادية، والتي كانت ستستخدم لبث الحوار على القمر الصناعي نايل سات.
وأوضحت المصادر، أن أول داعٍ للتأخير كان بدء الحوار متأخرًا بنحو 45 دقيقة، حيث بدأ فى الثانية إلا ربعًا ظهرًا، واستمر 3 ساعات تقريبًا، رغم أن الاتفاق كان على ساعتين فقط، مما أدى لإنهاء التصوير فى الخامسة إلا ربعًا تقريبًا، لتبدأ فورًا عملية المونتاج على أجهزة قناة المحور التى اصطحبها معه الفريق الفنى المعاون للإعلامى عمرو الليثى، داخل قصر القبة، وبحضور أعضاء بالهيئة الإعلامية لمؤسسة الرئاسة برئاسة د. أيمن علي.
وأضافت المصادر، أن عملية المونتاج استغرقت في البداية نحو ساعتين ونصف، ثم شاهدت الهيئة الإعلامية الحوار بالكامل مرة أخرى، وتم إدخال تعديلات فنية للمرة الثانية، إلى أن أصبح الحوار جاهزًا بالكامل وتم رفعه على شريط فى تمام الساعة العاشرة إلا ربعًا، مما يؤكد أنه كان من المستحيل أصلا عرض البرنامج فى الثامنة مساء.
وأكدت المصادر أن المونتاج لم يتطرق لحذف أو إضافة أى جمل أو عبارات، مدللة على ذلك بأن المحتوى الذى أعلنته مؤسسة الرئاسة فى 5 وسائل إعلامية منها «الشروق» فى الساعة السادسة والنصف، لم يتأثر إطلاقا بالمونتاج، كما أن الرئيس غادر قصر القبة بالفعل فى السابعة والربع مساء.
أما مشكلة عدم توافق التسجيل فبدأت بأن الرئاسة أرسلت الشريط فى إحدى سياراتها إلى قصر الاتحادية، حيث توجد هناك وحدة بث فضائى، تمهيدًا لبثه على قناة «فيد» خاصة مؤقتة على النايل سات، لتحصل عليه كل القنوات الراغبة فى البث، وليس قناة المحور فقط، بموجب الاتفاق بين الرئاسة والليثى، إلا أن المهندسين المختصين اكتشفوا أن نظام التسجيل غير متوافق مع نظام البث.
استمرت المحاولات للبث من الاتحادية حتى الحادية عشرة والربع، ثم قررت الرئاسة محاولة البث من ماسبيرو، ووصلت سيارة الرئاسة بالشريط إلى ماسبيرو فى الثانية عشرة والربع، واستقبلهم رئيس الاتحاد، لكن المهندسين المختصين أخبروهم بأن عملية تحويل الشريط إلى نوعية الملفات المعمول بها فى ماسبيرو ستستغرق 5 ساعات، فكان القرار الأخير بالذهاب إلى مدينة الإنتاج الإعلامي والبث من وحدات قناة المحور، وقالت مصادر أخرى بمدينة الإنتاج "إن سيارة الرئاسة دخلت بالفعل من بوابة المدينة رقم 2 في تمام الواحدة صباحًا وهي تقل اثنين من أعضاء الهيئة الإعلامية للرئاسة، حيث توجهت إلى قناة المحور مباشرة، وهناك كانت مسألة البث سهلة للغاية بسبب توافق أنظمة التشغيل والتسجيل، واستمر مندوبو الرئاسة بالداخل حتى الرابعة والنصف صباحًا".
ونفت المصادر الرئاسية بشكل قاطع تدخل أى جهة أو جماعة فى تعديل أجزاء من حوار الرئيس محمد مرسي أمس ، وقالت إنه «لم يحدث اقتطاع من كلام رئيس الجمهورية أو مونتاج على المحتوى، وما حدث مجرد إخراج فنى بحضور عدد من مساعدي الرئيس».
وأشارت إلى أن الرئيس أبدى انزعاجا شديدا من تأخير بث الحوار لوقع متأخر من الليل، وظل يتابع مع فريق الرئاسة والفنيين الموقف أولا بأول.
وحول ما تردد عن أن بيع الحوار لعدة قنوات هو أحد أسباب تأخر البث، شددت المصادر على أن الرئاسة اشترطت فى البداية عدم تقاضى أى أموال من أى قناة ستستفيد من الحوار، وكذلك عدم وجود أى فواصل إعلانية، لعدم ملاءمة هذا الأمر برئيس الجمهورية، مشيرة إلى أنه لم يكن ممكنا أن يبث الحوار وعليه لوجو قناة خاصة، لذا كان اختيار البث على النايل سات بشكل مباشر من قصر الاتحادية حتى لا يتحكم أحد فى الحوار ببث مقتطفات منه.
وعن أسباب اختيار الإعلامى عمرو الليثى فقط لإجراء الحوار، أوضحت المصادر أن «اختيار الليثى أمر منطقى لأنه كان مستشارا سابقا للرئيس، وكان جزءا من مؤسسة الرئاسة فى وقت ما، وذلك حتى لا تكون هناك حساسيات بين الرئاسة وبين أى قنوات أو إعلاميين آخرين».
وقال الدكتور عادل اليماني، مستشار قناة المحور، فى تصريح لبرنامج «زى الشمس» على قناة سى. بى. سى، صباح اليوم، إن مستشارى الرئيس هم من طلبوا أن يكون الحوار مسجلا.
وعلمت «الشروق» أنه كان مقررًا أن يتم عرض الحوار بدون مونتاج إلا من بعض الأمور البسيطة المتعلقة بالفواصل المتعارف عليها، ولكن بعد التسجيل طلب المسئولون فى الرئاسة مشاهدة الشريط قبل عرضه.