أدركت شركة "جوجل" النهم المتصاعد في بلدان الشرق الأوسط للتطبيقات الجديدة في التكنولوجيا، فعملت على توفيرها وتقديم المزيد من الدعم لنظام التشغيل"أندروييد" الخاص بالأجهزة اللوحية. واستفادت "جوجل" من ما تسميه "الجوع للتكنولوجيا" في بلدان الشرق الأوسط، عبر تقديم المزيد من أجهزتها والتطبيقات الداعمة لها.
وأطلقت الشركة التي تمتلك محرك البحث العملاق جهازها اللوحي "نيكسس 7"، ووطدت استخدام نظام التشغيل "أندروييد" في سلسلة من الأجهزة والهواتف الخلوية التابعة لعدة مصنعين، من بينهم المصنع الكوري الجنوبي "سامسونغ".
ويوجد حاليا 500 مليون مستخدم لنظام تشغيل جوجل "اندروييد" في جميع أنحاء العالم، يضاف له 1.3 مليون مستخدم يوميا.
ونقلت صحيفة "ذي ناشونال" التي تصدر باللغة الانجليزية في ابوظبي عن ريتشارد تيرنر، مدير "اندروييد" في الشرق الأوسط وأفريقيا قوله "أن المنطقة تعد سوقا ضخمة بحاجة لمن يرفدها بالمنتجات التكنولوجية، عبر البيع ومن ثم الدعم للتطبيقات الجديدة".
ونمت مبيعات نظام تشغيل"جوجل" للهواتف الذكية بنسبة 88 في المائة في العام 2012، واستولت على 31 في المائة من جميع شحنات الهواتف النقالة في منطقة الشرق الأوسط.
ويعزو تيرنر أسباب هذا النمو المتصاعد إلى توفير نظام التشغيل الخاص من "غوغل" مجانا مع الهواتف الذكية، الأمر الذي دفع أكثر من 70 في المائة من مستخدمي الهواتف الذكية إلى إنزاله خلال نهاية العام 2012، بينما ارتفع استخدام التطبيق إلى نسبة 52 في المائة في الربع الرابع من عام 2011.
واحتفالا بتجاوز هذه العتبة، قالت "جوجل" أن مطوري نظام "اندروييد" اقترحوا على مستخدمي هذا النظام مجموعة من التطبيقات بأسعار مخفضة.
وقال إريك شو أحد مسؤولي نظام أندروييد "بفضل مستخدمي أندروييد في العالم بأسره تجاوزنا العشرة مليارات تطبيق محمل عبر أندروييد ماركت".
وفضلت شركات "سامسونج" و "أج تي في" و"أل جي" و"سوني" و"موتورولا" تحميل نظام تشغيل "أندروييد" من "غوغل" على أجهزتها التي تمتلك سوقا كبيرة في بلدان الشرق الأوسط.
وعبر أشيش بنجابي المدير التنفيذي للعمليات في "جاكيس" للإلكترونيات عن قناعته بأن غالبية المستخدمين لم يشتروا نظام ""أندروييد" بل وجدوه على أجهزتهم الأمر الذي جعلهم يتفاعلون معه وتحديثه.
وتواجه "جوجل" تحديا في بلدان الشرق الأوسط عبر إقناع المستخدمين بالشراء مباشرة من متاجرها في الإمارات والسعودية بدلا من استخدام بطاقات الائتمان والشراء عبر الإنترنت. واعترف تيرنر بصعوبة هذا التحدي بسبب عدم توفير الدعم المحلي في البلدان للتسوق المباشر من متجر "غوغل".
وتمتلك "غوغل" بجمهور كبير في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا خلال العامين الماضيين.
وتم تحميل مائة ألف فيلم على "يوتيوب"خلال الثورة المصرية عام 2011، من داخل البلاد وخارجها.
وهناك 800 مليون مستخدم لموقع "يوتيوب" التابع لشركة "غوغل" في جميع أنحاء العالم، يتم تحميل 72 ساعة من الأفلام كل دقيقة عليه.
ويؤكد بوب إندرليه المحلل المتخصص في التكنولوجيات والمستشار لدى مجموعة "إندرليه غروب" أن "المنافسة المرتقبة ستكون تاريخية، فهذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها آبل منافسة على عدة صعد".
ويكشف المحلل أيضا أنها "المرة الأولى التي تشكل فيها غوغل منافسا مباشرا" لآبل.
وسبق أن وضع أريك شميدت، الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل" الحل أمام العالم العربي حول معضلة تدفق المعلومات بقوله "اكتبوا "!.
وأكد في مداخلته خلال مشاركته في قمة ابوظبي للإعلام بدورتها الأولى، أن المستقبل يتكيف مع الطبيعة التكنولوجية.
وقارن أريك شميدت بين ما عرفناه منذ سنوات قليلة مضت وصولاً إلى تصفح صفحات الإنترنت واستخدام خدماته من خلال الهواتف المحمولة التي تسجل "أرقاما مخيفة في الاستخدام في الشرق الأوسط" مشيراً إلى أن الاتجاه اليوم هو لإنتاج أجهزة كومبيوتر ذكية أكثر من التركيز على إنتاج أجهزة كومبيوتر شخصية.
ولفت إلى أنه في الإمارات أكثر من 100 في المائة من السكان يستخدمون الهاتف المحمول وفي شرق أوروبا يصل استخدامه إلى نسبة 130 في المائة، وقد تحول استخدامه من جهاز اتصال وحسب إلى جهاز أكثر شمولية.
وتساءل عن سبب الخوف من التغير والنقلة النوعية الثورية في الرقميات، معتبراً أن بالوسع اليوم التوجه بخصوصية أكبر عبر الإعلان إلى المستهلكين.
وأشاد والرئيس التنفيذي ل"جوجل" بقمة أبوظبي للإعلام ، واصفاً أياها ب "قمة السحر"، وقال إن أبوظبي تعد مثالا رائعًا للقيادة في المنطقة في عالم الإعلام والإنترنت، مؤكدا أن التغير الثوري الحاصل في عالم الإعلام والإعلان اليوم هو ما نعيشه اليوم، وهي ثورة حاصلة في الإعلام والتعليم والمعلومات، مشيراً إلى أكبر معدلات النمو في استخدام الإنترنت في العالم هي في الشرق الأوسط حيث ثلث السكان هم دون الرابعة عشرة من العمر وبعد أربع سنوات سيكونون جيل مستخدمي الإنترنت بامتياز.
وتجسد اهتمام الرئيس التنفيذي ل"غوغل" أريك شميدت بسوق الشرق الأوسط عبر لقائه مؤخرا الأمير السعودي الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة وبحثا آفاق تعاون مستقبلي حول مجالات إدارة التكنولوجيا.
