لليوم الثانى على التوالى، واصلت بورسعيد الباسلة، أمس، عصيانها المدنى، واتسعت مشاركة العمال والموظفين، وأصحاب المتاجر والمحلات، فى الفعالية الاحتجاجية الأكبر، التى بدأت أمس الاثنين، ضد تعامل الحكومة مع المدينة فى الأحداث الأخيرة. وتمكن أعضاء ألتراس النادى المصرى من منع دخول اتوبيسات العمالة الوافدة من محافظات الإسماعيلية والدقهلية، وتقدر أعدادهم بنحو 9000 شخص، يعملون بالمنطقه العامة للاستثمار، حيث جلسوا على الأرض أمام مدرعات القوات المسلحة، التى تحمى أتوبيسات العاملين، وأجبروا الجميع على التراجع.
ويوجد بمنطقة الاستثمار ببورسعيد حوالى 100 مصنع، تضم 23000 عامل، وأفاد البعض بأن عمال مصنع «نيوستار»، تركوا العمل، وخرجوا لمشاركة المتظاهرين، كما أخرجت قوات الجيش عمال المصانع من أبناء بورسعيد، خوفا من أى مشكلات مع أعضاء ألتراس المصرى.
ونظم مجموعة كبيرة من عمال مصانع المنطقة العامة للاستثمار، خاصة من السيدات والفتيات، تظاهرة مرت بشارع محمد على، واتجهت إلى ميدان الشهداء، مرددين هتافات «الداخلية بلطجية» و«يسقط يسقط حكم المرشد».
وحاول مجموعة من العمال الفنيين بورش الترسانة البحرية بهيئة قناة السويس بمدينة بورفؤاد، تنظيم وقفة احتجاجية أسفل مبنى الإدارة، للمشاركة فى العصيان، إلا أن الحاكم العسكرى احتوى الموقف وسيطر عليه.
واستمر اعتصام أهالى ضحايا الأحداث الأخيرة، بساحة ميدان الشهداء، مطالبين بتقديم الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية اعتذارا رسميا، عن وصفه الشهداء بالبلطجية، مؤكدين أنهم يشعرون بالظلم والاضطهاد، ويرفضون أسلوب وممارسات العقاب الجماعى. وهدد أعضاء الجرين إيجلز باتخاذ إجراءات تصعيدية حاسمة فى الأيام القادمة.
من جهة أخرى انتظم موظفو ديوان عام محافظة بورسعيد، ومبنى مجمع المصالح، والعاملون بالأحياء فى العمل، بينما نظم مجموعة من الشباب وقفة احتجاجية أسفل مبنى المحافظة، ورددوا هتافات تطالب العاملين بالنزول للتضامن معهم، ومساندة الدعوة للعصيان المدنى.
وبينما استأنفت الهيئة العامة لميناء بورسعيد العمل، توقفت حركة خروج سيارات تريلات حاويات البضائع، من الدائرة الجمركية، لدواعٍ أمنية.
من جهته أكد محمد المصرى رئيس الغرفة التجارية بمحافظة بورسعيد أن العصيان المدنى أثر بالفعل على حركة التصدير والاستيراد، مشيرا إلى أن «عدم خروج الحاويات من ميناء بورسعيد، وتأخير خروجها، يفرض على أصحابها غرامات، سيتحملها المستهلك».
وقال ل«الشروق» إن «العصيان المدنى قضية حساسة وتحتاج إلى علاج سياسى تسعى من خلاله الحكومة لإرضاء أهل بورسعيد»، مطالبا الرئاسة ب«إيجاد حلول سريعة لما يعانيه شعب مصر، لأن تجاهل العصيان يساعده على الانتشار والتمدد».
وأصدرت حركة 6 إبريل بمحافظة بورسعيد بيانا، يؤكد أن «ما يحدث فى المدينة من استجابة للعصيان ما هو إلا نتيجة طبيعية لسوء إدارة الأزمة، ومصر كلها، ظلم السلطة للمدينة الباسلة لإرضاء الداخلية».
وفى السياق أعلنت القوى الثورية بالغربية، تضامنها مع عصيان بورسعيد، ودعت للاحشتاد عصر اليوم فى الميادين، للتضامن مع أهالى المدينة الباسلة ل«إسقاط حكم المرشد».