طالب المخرج اليهودى جاكوب بندر ببذل الجهود المشتركة لإعادة العلاقات «الودية» بين المسلمين واليهود، بينما شدد الباحث الأمريكى توم بلوك على ضرورة تجاوز الطرفين اليهود والمسلمين الرؤى الطائفية إلى الفهم العميق للرابطة «العائلية» الجميلة والعميقة التى تجمعهما بعيدا عن النزاعات السياسية حول الأرض المقدسة. وأكد الباحث الأمريكى آلان دوجلاس على أهمية عدم الانفعال العاطفى الذى رآه مؤديا للعنف بينما رآه أحد الأزهريين دعوة ل«البلادة» مطالبا بتصحيح البحث، ودافع الباحث بحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): «لا تغضب لا تغضب لا تغضب»! جاء ذلك فى فاعليات الملتقى الرابع لرابطة خريجى الأزهر الذى بدأ أمس الأول بالقاهرة، تحت عنوان «الأزهر والغرب.. ضوابط الحوار وحدوده»، وينهى أعماله مساء اليوم، ففى بحث بعنوان «بنى ميمون فى القاهرة.. 5 أجيال من التصوف اليهودى» أكد الدكتور توم بلوك الباحث الأمريكى أن موسى بن ميمون «المفكر اليهودى» عاش فى ظل الإسلام، وتأثر بالصوفية، وأشار إلى أن المفكرين اليهود منذ 3 قرون توجهوا إلى أبناء عمومتهم «المسلمين» ساعين إلى الإلهام الروحى، مشيرا إلى أن الآثار الإسلامية ساعدت فى ظهور التقاليد اليهودية. وقال إن قصة الإخوة اليهودية الإسلامية تبعث بصيصا من الأمل لفهم أفضل للعلاقة اليهودية الإسلامية، مشيرا إلى تاريخ بن ميمون وحياة 5 أجيال من سلالته فى القاهرة وتأثره بالصوفية، التى قادته إلى إعادة تفسير تعبيرات مجازية ومصطلحات عبرية، وصارت نقطة تحول مهمة فى الاعتقاد اليهودى. وأرجع توم بلوك الهدف من بحثه إلى إعادة إيضاح عمق التداخل بين الديانتين «الإبراهيميتين» وقال «يجب الاعتراف بالاحترام المتبادل الذى عايشه أبناء الديانتين، وأن يكون هذا الاحترام (مجددا) محور العلاقة بين الشعبين، وأضاف «يمكننا أن نبدأ فى فهم العلاقات المعاصرة بما هو أكثر من امتداد النزاعات السياسية حول الأرض المقدسة». وفى السياق ذاته وفى بحث دافع فيه المخرج اليهودى جاكوب بندر عن «ابن رشد» ورصد تحولاته الفكرية، طالب بندر بمواصلة الكفاح وبذل الجهود المشتركة لإعادة العلاقات الودية بين المسلمين واليهود. وعقب على كلام الباحثين اليهودى والأمريكى الشيخ تيسير التميمى قاضى قضاة فلسطين وقال «لقد أدانا المحرقة لأن الإسلام يدين أى اعتداء على النفس البشرية، ونؤمن بأن التوراة أنزلت على موسى عليه السلام، ولكن المشكلة فى مجموعة من اليهود الصهاينة». وأكد التميمى أن عودة الحقوق المغتصبة هى الحل لكل الإشكاليات وما يصفه البعض بالطائفية إنما هو دفاع مشروع عن الأراضى المغتصبة وعن المسجد الأقصى، وقال إن السلام مرتبط بحل القضية الفلسطينية. وأثار بحث ألقاه الباحث الأمريكى آلان دوجلاس فى جلسة مساء أمس الأول استياء عدد من المشاركين،حيث أكد أن الانفعال العاطفى يؤدى إلى العنف، وقال يجب تنظيم العواطف وتجنب المشاعر السيئة، ودعا إلى تكريس ثقافة «الذكاء الانفعالى» فى المناهج التعليمية. ورد الدكتور محمد أبوزيد أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر مطالبا بضرورة تصحيح البحث، لأنه «يحض على البلادة» بحسب وصف أبوزيد، إلا أن دوجلاس استشهد بحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): «لا تغضب لا تغضب لا تغضب»! ورسم الباحث البريطانى الدكتور جون اسبيزيتو ما سماه «طريق جديد للأمام، بهدف إعادة العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامى، طالب فيه بإيجاد شراكة مع الأغلبية المسلمة التى حدد نسبتها ب93% واستهداف المتطرفين سياسيا 7% الذين لم يمارسوا العنف واستبعاد الإرهابيين، ومعالجة الاتجاه السائد بأن الغرب خاصة الولاياتالمتحدة تستخدم معيارا مزدوجا. وأشار إلى ان تجاهل حماس أو تهميشها أو محاولة الإطاحة بها والاعتراف ب«عباس» أمر من شأنه تجاهل الحقائق على الأرض، مشيرة إلى ان حماس ليست مجرد منظمة عسكرية إرهابية أو مقاومة فى غزة بل هى حركة تتمتع بتأييد كبير فى الضفة الغربية، مؤكدا أنه يتحتم عليها والجماعات الأخرى بالإضافة للحكومة الإسرائيلية وقف العنف والإرهاب،ولكن مع عدم البدء بالاعتراف بإسرائيل.