«قناة الجزيرة فقدت مهنيتها بعد ثورات الربيع العربى وأصبحت تغازل الحكام الإسلاميين الجدد» هكذا خلصت مجلة «دير شبيجل» الألمانية فى معرض تقرير لها أمس حول تغطية فضائية «الجزيرة» القطرية ما بعد الربيع العربى. وأشارت المجلة إلى أنه وبعد أن حظيت قناة الجزيرة باحترام قاعدة شعبية عريضة بالوطن العربى باعتبارها صوت الاستقلال، يهجرها الآن العديد من كبار صحفيها فى أماكن عدة كباريس وبيروت والقاهرة ولندن وموسكو برغم حياة الرفاهية التى كانوا ينعمون بها، متهمين القناة بتنفيذ أجندة سياسية واضحة تخدم مصالح مموليها «أمير قطر حمد بن خليفة الثانى».
ونقلت عن أحد مراسلى الجزيرة المستقيلين أكثم سليمان: «لم يعد صحفيو الجزيرة يعملون باستقلال بعد أن أصبحت منبرا سياسيا تاركة فى ذلك حياديتها ومهنيتها بعد الربيع العربى وخصوصا فى تعاملها مع الحكام الجدد «الإسلاميين» الذين تخطب ودهم دون خجل فى كثير من الأحيان».
ويتابع سليمان للمجلة: تتعامل الجزيرة الآن مع معارضى الرئيس محمد مرسى المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين على نهج القنوات الرسمية فى عهد نظام مبارك، فالمديرون التنفيذيون للقناة شددوا على الصحفيين العاملين ضرورة إبراز تحركات وسياسات الرئيس مرسى كعين الحكمة»، مضيفا: «فى مصر أصبحنا مذيعى القصر الرئاسى لمرسى».
المجلة تتابع: استثمرت الجزيرة 500 مليون دولار «375مليون يورو» بالولايات المتحدةالامريكية لمنافسة الشبكة الأكثر انتشارا فى العالم «سى إن إن» فى عقر دارها، غير أن عدم حياديتها التى تنتهجها الآن يصيبها بالفشل، وخصوصا بعد ان زادت موجة الانتقادات الموجهة إليها بابتعادها عن المهنية والحيادية.
المجلة تبدى استعجابها مما خطه الرسامون على أسوار الجزيرة فى العاصمة القطرية الدوحة من مقولات لكبار المفكرين أمثال بوب ديلان والمهاتما غاندى والتى تتحدث عن حرية الرأى ونصرة الشعوب الضعيفة، فى حين يسعى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة الممول الرئيسى للقناة بنهجه الاستبدادى إلى وضع الصحفيين غير المرغوب فيهم خلف القضبان فى حالة عدم إظهار ولائهم وتنفيذ سياسته فى عملهم.