كشف مصدر مسؤول رفض ذكر اسمه، تفاصيل مثيرة عن وقائع التعذيب، التي تعرض لها نزلاء بمركز لعلاج الإدمان بمنطقة المقطم؛ حيث تبين أن المركز مرخص باسم "أحمد س" طبيب يعمل بأحد المستشفيات الحكومية اتفق معه المتهم الأول "محمد ج" على ترخيص المركز باسمه مقابل تقاضيه عمولة شهرية.
وأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره، وتم التحقيق مع أهالي الضحايا من النزلاء بمركز الإدمان، حيث قال م. م إن نجله "طالب جامعي" كان يعاني من إدمان "البرشام" منذ عامين، وتوجه به لأحد مراكز الإدمان بمدينة نصر لعلاجه، إلا أنه لم يكمل فترة علاجه وخرج من المركز وعاد إلى الإدمان مرة أخرى.
وأضاف، أنه في أحد الأيام دله شخص على مركز علاج الإدمان بالمقطم، وأخبره بأنه كان يعاني من الإدمان وشُفي تمامًا بعد دخوله، وأشار، أنه اتصل هاتفيا بشخص يدعى "ا. ح"، وهو صاحب المركز والمتهم المقبوض عليه، وأخبره بأنه يريد أن يعالج ابنه بالمركز، فرد عليه بأن يقابله في أحد الأماكن وعند مقابلته له أخبره بأن نجله لا يريد أن يعالج من الإدمان ولا يستطيع السيطرة عليه، فرد عليه صاحب المركز، أنه يمكن اقتياد ابنه للمركز، بأن يرسل له سيارة شرطة وأشخاصًا ينتحلون صفة رجال مباحث، ويقتحموا شقته على أنه متهم ومطلوب القبض عليه.
وبالفعل، في اليوم المتفق عليه حضرت سيارة وبها عدد من الأشخاص التابعين للمركز، واقتحموا غرفة نوم نجله وقيدوا يديه ورجليه واقتادوه إلى المركز، بعد الاتفاق على دفع 3 آلاف جنيه شهريًا مقابل علاجه.
وأضاف أن نجله ظل يعالج بالمركز لمدة 6 شهور يدفع له شهريا 3 آلاف جنيه، بالإضافة إلى مصاريفه، مؤكدًا أن صاحب المركز كان يرفض زيارته لابنه أكثر من مرة، وعندما كان يزور نجله يجلس في الطابق الأول، مؤكدا أنه في كل مرة يقابل ابنه في الزيارة يتوسل له بأن يخرجه من المركز لتعرضه للتعذيب بكل الوسائل، وأن الموظفين يجردونهم من ملابسهم، إلا أنه لم يصدق نجله وظن أنه يتعلل للخروج من المركز، خاصة أن ابنه تعود الكذب عليه طوال حياته.
وقال والد الشاب الذي كشفت وفاته أمر المركز في التحقيقات: "إن نجله كان يعاني من إدمان "الترامادول" منذ فترة، فتوجه به إلى ذلك المركز الأحد الماضي، ودفع مبلغ ألفي جنيه، تحت الحساب لصاحب المركز، وبعد مرور يومين تلقى اتصالا من صاحب المركز أخبره أن نجله انتحر بقطع شريان يده، فأسرع وأسرته إلى مكان المركز بالمقطم، وبفحص جسم نجله لم يجد أية إصابة في يده، فرد عليه صاحب المركز بأن نجله انتحر شنقا، ما أدى إلى قيام أسرته بتحطيم المركز والتعدي على صاحبه بالضرب، وهرع الموظفون إلى الشارع فلاحقهم أهالي المتوفى وألقوا القبض على صاحب المركز وعامل بوفيه، وتم تسليمهما للشرطة، وأثناء بحثهم في المركز وجدوا جهاز لاب توب به صور ومشاهد تعذيب للنزلاء، فأبلغوا قسم شرطة المقطم، وتم القبض على المتهمين وإحالتهم إلى نيابة حوادث جنوبالقاهرة، برئاسة المستشار إسماعيل حفيظ، الذي أمر بسرعة ضبط وإحضار المتهمين، وتشكيل لجنة من وزارة الصحة ونقابة الأطباء لفحص المركز.