تختتم، غدا الأحد أعمال الدورة ال27 للمؤتمر العام لأدباء مصر بإصدار "عقد ثقافي جديد"، ينتصر لحرية التعبير والهوية المستقرة لمصر عبر تاريخها الطويل، ويعقب ذلك لقاء مع محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة. وكان المؤتمر قد افتتح الخميس الماضي في شرم الشيخ تحت عنوان "عقد ثقافي جديد"، بحضور وزير الثقافة الدكتور صابر عرب واللواء أحمد فوزي سكرتير عام محافظ جنوبسيناء نيابة عن المحافظ.
وكان رئيس المؤتمر الروائي صنع الله ابراهيم، استهل كلمته في الجلسة الافتتاحية بدعوة الحضور إلى الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء "محرقة بني سويف" وشهداء الأحداث المتتالية المرتبطة بثورة 25 يناير، وأثار حفيظة أحد الحضور عندما تطرق في كلمته إلى أهمية التصدي لما أسماه الفاشية العسكرية والفاشية الدينية التي تهدد حرية التعبير.
ومن جانبه، دعا عرب خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي أهدى دورته تلك إلى اسم المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري، المثقفين إلى عدم الخوف من سيطرة بعض التيارات على الثقافة المصرية وهويتها.
وأشار الى أن هذا المؤتمر يعد من الأنشطة الثقافية الحيوية التى يجب الاهتمام بها ورعايتها، وأن وزارة الثقافة لن تتخلى عنه لأنه ملمح مهم للثقافة المصرية، وهو ما يتعارض مع دعوة صنع الله إبراهيم خلال كلمته إلى العمل من أجل استقلال المؤتمر عن وزارة الثقافة.
وعبر عرب عن تقديره للأدباء وامتنانه لحضور المؤتمر، وأنه يعتبر نفسه واحدا من المثقفين الذين يعمل في خدمتهم عبر منصبه ومن ثم فإنه سيبادر بالاستقالة من هذا المنصب بمجرد أن يشعر أنه غير قادر على خدمتهم، وأوضح أن فكرة الثقافة والدولة ومؤسساتها والعمل الثقافى الموازى للرسمى يمكن أن نتناقش فيها، وشدد على أننا في حاجة إلى استرجاع روحنا الثقافية الشفافية النقية.
وأوضح رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الشاعر سعد عبد الرحمن أن هدف هذه الدورة للمؤتمر هو محاولة وضع أسس عقد ثقافى جديد، وأكد أن فكرة التنمية بمعزل عن الثقافة لن تحقق شيئا، لذلك يجب أن نتخلى عن العشوائية فى التخطيط.
كما أكد ضرورة أن تضاعف الدولة ميزانية الثقافة، مشيرا إلى أن نصيب المواطن المصرى من الثقافة على مدار العام لا يتجاوز 29 قرشا، وأن المواقع التابعة لقصور الثقافة تقل عن 600 موقع، في حين أن عدد مراكز الشباب يبلغ نحو 3500 مركز. وأكد صنع الله إبراهيم أن هناك توصية فى أغلب الدورات بضرورة كفالة حرية التعبير التى تحول دون حرية الفكر والتعبير وتنمية سيناء وفتح ابواب الكتاب لأدباء الأقاليم وضرورة انشاء رابطة مستقلة لأدباء مصر.
وقال إن استقلالنا الوطني في خطر وبالتالى فوحدتنا الوطنية مهددة بواسطة الفكر الذى يتعارض مع حرية التعبير وتراثنا وفرض دستور معيب علينا يسمح للفاشية العسكرية والدينية بأن تتحكم فى عقولنا، مشددا على أهداف الثورة لم تتحقق بعد.
وأضاف، أنه وقف فى صف المثقفين عبر تاريخ المؤتمر رغم ما يبدو عليه من الصبغة الرسمية وأن المؤتمر وقف ضد التطبيع مع العدو الإسرائيلي ودافع عن حرية الفكر والاعتقاد والرأى والإبداع، وأنه حقق عددا من الإنجازات على أرض الواقع، ودعا المثقفين إلى مواصلة العمل لمواجهة ما اعتبره فاشية السلطة سواء كانت عسكرية أو دينية.
وفى كلمته طالب أمين عام المؤتمر الشاعر محمود شرف وزير الثقافة بمنح المهمشين من الأدباء الحق فى حضور اجتماعات لجان المجلس الأعلى للثقافة والمؤتمرات والمهرجانات الدولية، وأن تكون هناك ميزانية خاصة لأدباء مصر بالأقاليم، وطالب بتحويل أمانة المؤتمر إلى كيان خاص بميزانية منفصلة حتى لا يقع تحت رحمة المحافظين برفضهم أو قبولهم انعقاده، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون للمثقفين والأدباء المصريين دورهم فى التنمية الحقيقية وإعطائهم الفرصة للمشاركة بفاعلية فى كافة المحافل والميادين الدولية.
قام وزير الثقافة ونائب المحافظ ورئيس الهيئة بتبادل الدروع وتسليم المكرمين شهادات التقدير والجوائز، حيث كرم المؤتمر 10 من المثقفين والباحثين فى هذه الدورة وهم الروائى صنع الله إبراهيم والشاعر محمود شرف والشاعر فاروق خلف وتسلمها عنه الشاعرة سلوى نجم.
ومن شعراء الصعيد تم تكريم الشاعر أشرف عتريس، والدكتور أمجد ريان واسم الشاعر أحمد زرزور والناقد ربيع مفتاح، ومن الأديبات تم تكريم الروائية الدكتورة هيام عبد الهادى، ومن الإعلاميين تم تكريم الشاعر سيد محمود، كما تم تكريم الشاعر حازم المرسى عن شعراء محافظة جنوبسيناء.
وتم تسليم جوائز المسابقة الأدبية لإقليم القناة وسيناء الثقافى، والتى فاز بها كل من الشاعر أشرف العنانى، والناقد أسامة عرابى والشاعر صلاح بدران، وأعقب ذلك لقاء وزير الثقافة مع المشاركين في المؤتمر وأداره الشاعر سعد عبد الرحمن حول قضايا وهموم الثقافة فى مصر وخصوصا خارج العاصمة.