علمت "الشروق"، أن اللقاءات التي ضمت قيادات من جبهة الإنقاذ الوطني، وأقطاب مجلس شورى العلماء السلفي، اليوم الجمعة، تلبية لمبادرة "لم الشمل" التي أطلقها الشيخ محمد حسان، انتهت إلى نتائج إيجابية.
ووصف عضو مجلس شورى العلماء، الشيخ جمال المراكبي، اللقاء ب"الودي والطيب"، مؤكداً أنه تمحور حول التشاور مع قيادات الجبهة، ومعرفة وجهة نظرهم في العديد من القضايا السياسية التي تشهدها مصر، فضلاً عن محاولة فض الاشتباك بينها، ومؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة.
وقال المراكبي في تصريحات خاصة ل "الشروق": "اللقاء جاء عقب اجتماع أعضاء بمجلس شورى العلماء مع رئيس حزب الوفد سيد البدوي، الذى عرض ترتيب لقاء موسع يجمع الطرفين، جبهة الإنقاذ ومجلس شورى العلماء". وأوضح: "الجهة عرضت خلال اللقاء، الذى استمر أكثر من ثلاث ساعات، خطة عملها تجاه مؤسسة الرئاسة والحكومة، ولم يتطرق لقضايا سياسية بعينها مثل الانتخابات المقبلة"، مؤكداً أن قيادات التيار السلفي التي رتبت اللقاء تأخذ على عاتقها تقريب وجهات النظر، بين الجبهة ومؤسسة الرئاسة، من أجل حل الأزمة الحالية، والتحضير للقاء بينهم.
وأشار إلى، أن "الإنقاذ الوطني" ترغب في لقاء آخر موسع يضم 10 شخصيات من الجبهة وأخرى من الحرية والعدالة، إضافة إلى 20 شخصية عامة.
وأطلع المركبي "الشروق" على بعض تفاصيل اللقاء، وقال: "القيادات السلفية نقلت إلى قيادات الجبهة، قلقها من رفض الحوار الوطني، ووضع شروط مسبقة صعبة التنفيذ"، وكان رد أعضاء الجبهة: "الرئاسة والحكومة تتعامل باستعلاء ولم تأخذ خطوات جادة في هذا الصدد". وكشف مصدر من الوسطاء الذين دعوا للمبادرة، قبل إعلان حسان عنها، أن الجبهة كانت حريصة بحسب قيادي كبير بها لنفي تهمة "الإلحاد" التي يتم اتهامهم بها من التيارات الدينية، مشيراً إلي أنه بعد اللقاء لن يستطيع أحد أن يرمينا بتهمة الإلحاد، أمام عوام الناس لأن رموزا وقامات السلفية، وفي مقدمتهم حسان ويعقوب، لن تلتقي ملحدين وتنسق معهم".
وأوضح، أن هذا اللقاء سبقه لقاءات أخرى شارك فيها أطراف سلفية وقيادات من الجبهة، من بينها لقاء شارك فيه، عماد عبد الغفور وكيل مؤسسي حزب الوطن، وحمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، وناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية.
ولفت المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلي أن اللقاءات المتكررة ركزت على أداء الإخوان في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير، وتابع: "عقب اللقاءات أكدت الرموز السلفية أنه كان هناك أمور كثيرة تم فهمها بشكل خاطئ قبل أن تتضح خلال اللقاء". واللقاء الذي تم بمنزل الشيخ محمد حسين يعقوب بمدينة 6 أكتوبر، حضره الشيخ محمد حسان، والشيخ جمال المراكبي والدكتور سعيد عبد العظيم أعضاء مجلس شورى العلماء السلفي، إضافة إلى الشيخ محمد حسين يعقوب، وحضر من قيادات جبهة الإنقاذ حمدين صباحى المرشح الرئاسي السابق، وعمرو موسى رئيس حزب المؤتمر، ومحمد سامى رئيس حزب الكرامة، والدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد.
وعن طبيعة مشاركة الجبهة فى الذكرى الثانية للثورة، قال المراكبي: "إن الحاضرين اتفقوا على أن الداعين إلى العنف هم شباب متحمس لا علاقة لهم بجبهة الإنقاذ"، مشيرا إلى الثقة فى مرور يوم 25 يناير، بأمان وسلام وفى أجواء احتفالية.
وعن تطبيق الشريعة، أكد المراكبي أن قيادات جبهة الإنقاذ أكدت عدم رفضها للشريعة الإسلامية، عقب الإفصاح من الرموز السلفية بالقلق من التواجد في المعسكر الرافض لتطبيق الشريعة، ولكنهم وعدوا بتوضيح ذلك في خطابهم خلال الفترة القادمة.
وقالت مصادر من جبهة الإنقاذ، إن اللقاء تناول الوضع السياسي الراهن، والموقف من النظام الحاكم، ومن قضية الدستور، ومن الانتخابات النيابية المقبلة، مؤكدا عدم مناقشة التحالف الانتخابي مع جبهة الإنقاذ والسلفيين، فضلا عن الاتفاق على تواصل التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك.