"لن نورد أي قصب للمصانع حتى يسمعوا شكوانا ومطالبنا" هكذا عبر مزارعو القصب بمحافظة قنا عن رفضهم لسياسة الحكومة الحالية قبل أيام قليلة من بداية الحصاد، مهددين بعدم توريد محصولهم الذي يعد الصعيد أكبر منتجيه إلا حينما يزيد سعر طن القصب إلى 400 جنيه بدلا من 335 جنيها وتوفير الأسمدة والسولار. وقال اللواء مختار فكار، نقيب مزارعي قصب السكر ل«الشروق»، إن نقابة مزارعي القصب عقدت اجتماعا طارئا أمس وقررت التصعيد بعدم توريد محصول القصب لمصانع السكر هذا العام، إذا لم تتم الاستجابة لمطالب المزارعين برفع قيمة التوريد وتحديد سعر للناولون وهي الجرارات التي تنقل المحصول من الأرض إلى مصانع السكر.
وتعتبر محافظة قنا من أكبر المحافظات المنتجة لقصب السكر وبها 3 مصانع كبرى هي دشنا ونجع حمادي وقوص؛ نظرا لأهمية هذه الزراعة التىي تعد من المحاصيل الاستراتيجية وتأتي أهميتها بعد محصول القمح.
«الشروق» التقت بعدد من مزارعي القصب، فقال هاني منصور إن أبرز المشكلات التي يعاني منها المزارعون حاليا هي عدم توافر السولار والسماد، حيث يصل سعر صفيحة السولار في السوق السوداء إلى 50 جنيها وغير متوفرة وهو ما يزيد من تكاليف سعر النقل من المزرعة إلى أقرب مصنع سكر، أما السماد فيباع بداخل الجمعيات الزراعية بسعر 75 جنيها للجوال بينما يصل سعره في السوق السوداء إلى 170 جنيها.
وكشف أحمد علي إسماعيل، أحد المزارعين، عن انقطاع مياه الري عن ترعة الكلابية لأكثر من 20 يوما وهو ما يهدد ما يزيد عن 500 فدان مزروعة بغرس القصب الجديد بناحية ترعة الكلابية بمنطقة قنا بالتلف، خاصة وأنها محملة على محصول القمح، لافتا إلى دخول السدة الشتوية وهي مناوبة ااقطاع المياه.
العشرات من مزارعي القصب أرسلوا الكثير من الشكاوى الخاصة بانقطاع المياه عن ترعة الكلابية إلا أن شكواهم لم يرد عليها وهو ما جعل مزارعي المنطقة يصابون بحالة من الغضب نتيجة لقرب موعد الانقطاع الرسمي للمياه عن الترعة في نهاية شهر يناير من كل عام.
وأشار خيري سعيد، مزارع، إلى أن المئات من مزارعي القصب أصبحوا مهددين بالحبس بسبب القروض التي اقترضوها من بنك التنمية والائتمان الزراعي، وتعثرهم عن السداد فزراعة القصب لم تدر عليهم الكثير نتيجة التكاليف التي تصرف على كل فدان وتزيد عن 5 آلاف جنيه سنويا من سماد ومياه وعمالة.