كتب محمد خيال وأحمد عبدالحليم وأحمد عويس: استنفرت جماعة الإخوان المسلمين أعضاءها وأنصارها للنزول، غدا الثلاثاء، إلى ميدان عابدين والمشاركة فى مليونية «تأييد الإعلان الدستورى»، الذى أصدره الرئيس محمد مرسى الخميس الماضى، والذى أثار ردود فعل صاخبة فى الشارع السياسى. وطالبت الجماعة كل أعضائها بحشد معارفهم وأصدقائهم، للنزول، ليس فقط للدفاع عن قرارات الرئيس الأخيرة، بل لتوصيل رسالة إلى الرأى العام أن الجماعة قادرة على الحشد وستدافع عن قرارات الرئيس حتى النهاية.
وقال أيمن عبدالغنى، عضو الهيئة العليا بحزب الحرية والعدالة، إنه تم توجيه الدعوة لكل أعضاء جماعة الإخوان وحزبها فى جميع المحافظات للمشاركة فى مليونية الغد، دعما للشرعية المتمثلة فى الدكتور مرسى ومؤسسة الرئاسة، ضد من يريدون إفشالها وإسقاطها.
وقال عبدالغنى، ل «الشروق»: «حريصون للغاية على عدم وقوع أية احتكاكات بباقى التيارات والفصائل المعارضة لنا فى هذا اليوم، وأوصينا جميع الأعضاء ببلوغ أقصى درجات ضبط النفس»، مشددا على أن العنف ليس منهج الإخوان وحزبهم.
وأوضح عبدالغنى أن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان لم يتسببوا فى انقسام الشارع المصرى، واصفا ما يحدث ب«الاختلاف فى الرؤى والآراء»، الذى ظهر منذ بداية الثورة، وطوال الفترة الانتقالية التى ظهرت خلالها قوى وتيارات متعارضة، كل منها يتخذ من أحد الميادين الكبرى ساحة للتعبير عن رأيه، مثل العباسية ومصطفى محمود وعابدين.
فيما قال محمود عبدالمنعم شعبان، أمين الشباب فى الحرية والعدالة بمحافظة البحيرة، إن التكليفات الصادرة لأعضاء الحزب هى «الحشد بكثافة» فى ميدان عابدين، مع رفض أى أعذار لعدم التواجد فى الميدان، مشيرا إلى وجود تنسيق بين الجماعة والحزب، وأن أمانات الحزب ستتحرك منفصلة، فيما ستتحرك شعب الإخوان بعد التجمع فى نقاط محددة.
ونفى شعبان وجود تعليمات بالمبيت فى الميدان «حتى الآن»، مشيرا إلى أن حافلات نقل المتظاهرين ستبقى قريبا منهم، انتظارا للرجوع أو المبيت، حسب تطورات المشهد فى الميدان، خاصة أن فعاليات المليونية ستبدأ بعد صلاة المغرب، فيما ستتحرك كل منطقة أو أمانة، حسب قربها من القاهرة أو بعدها عنها.
وحول التخوف من حدوث احتكاكات أو اشتباكات بين المتظاهرين الرافضين لقرارات الرئيس، ووجودهم فى ميدان التحرير القريب من مكان تظاهر الإخوان، قال شعبان «تركنا التحرير بالكامل واخترنا عابدين، لاعتبارات منها، وجود مقر للرئيس هناك، كما لم يتظاهر أحد فى عابدين من قبل، وذهبنا إلى الاتحادية أمس، ونحرص على التواجد فى كل مكان، ولن نحتك بأحد، ونرجو ألا يحتك بنا أحد».
يأتى هذا، فيما وجه رشاد البيومى، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، دعوة لأبناء الأمة للالتقاء على قلب رجل واحد، ونسيان الخلافات الفكرية والسياسية.
وأضاف أن «العالم انقسم إلى قسمين فى موقفه تجاه مصر والثورة، فهناك قسم بارك للشعب المصرى ثورته وأيَّده بكل ما تعنيه الكلمة، ماديًّا ومعنويًّا وسياسيًّا، وقسم آخر هاله ما حققه الشعب من إنجاز فامتلأ قلبه حقدًا. فاندفع فى غير هوادة ودون وعى محاولاً أن ينال من الثورة فاختلق المشاكل وأثار النعرات والمطالبات الفئوية والطائفية».
وتساءل البيومى فى رسالة له أمس: «من أين تلك الملايين من الدولارات التى تنهال على بعض المأجورين فى مصر تحت ستار دعم الديمقراطية ودعم بعض المؤسسات المشبوهة».
ومن ناحيته، أكد الدكتور طارق الزمر، القيادى بحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية على استجابة أعضاء الجماعة وحزبها لدعوة جماعة الإخوان للتظاهر بميدان عابدين «إيمانا منهم بضرورة حماية وتأييد قرارات الدكتور مرسى». أما حزب النور السلفى فلم يحدد موقفه من النزول مع الإخوان فى المليونية، بحسب مصادر فى الحزب، مؤكدة أن هناك خلافا داخل الحزب بسبب رفض عدد كبير من قياداته تحصين قرارات الرئيس.