سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكايات رءوس ووجوه أصابها الطوب وقطع الرخام فى مستشفى «التحرير» الميدانى تاجر ذهب فى خدمة المصابين.. وشباب «محمد محمود»: الاشتباگات لن تنتهى إلا برحيل مرسى
«لم تنته بعد فاتورة الدم التى قُدّر على المصريين دفعها لنيل حريتهم والخلاص من شبح الديكتاتورية التى باتت تلاحقهم، حتى مع حكام منتخبين بأصوات الشعب» كانت عبارة موجعة رددها أحد أطباء المستشفى الميدانى بميدان التحرير فى يوم جمعة الغضب والإنذار أمس الأول، معلقا على تدفق المصابين على المستشفى الذى يقع على ناصية شارع طلعت حرب. لا جدران واضحة للمستشفى إلا كردون هش من حبال الغسيل، يقف بجوارها شباب يحولون دون دخول غير الأطباء والمتطوعين، خوفا على المصابين.
داخل محيط المستشفى كان العم «سمير» يكنس الأرض حيث يزيح بمكنسته بقايا القطن وآثار الأقدام وعلب الأدوية الفارغة، «أنا تاجر ذهب فى الصاغة.. جيت هنا من بداية الاشتباكات.. لا تمر ساعة دون وقوع مصابين.. المستشفى إمكانياته ضعيفة لكن ليس للمصابين سواه».
صراخ الشباب الذى يحمل مصابا جديدا «وسعوا الطريق وسعوا الطريق»، قطع حديث الرجل الخمسينى، ذهب لمساعدتهم فى حمله وإنزاله على إحدى البطانيات المفروشة على أرض المستشفى لتلقى العلاج، ثم عاد ليستأنف حديثه فى مرارة بالغة: «إصابات الخرطوش والجروح القطعية والكدمات من الطوب هى الغالبة على كل من ينقل هنا للعلاج.. اللى بيحصل ده حرام الشباب لسه بيموت وحق الشهداء لسه مرجعش»، ولكنه أكد أن جهود المتطوعين والمتبرعين جعلت المستشفى جاهزا لاستقبال مئات المصابين «عندنا الشاش والقطن والخيوط والمطهرات والمحاليل كل حاجة موجودة وكمان مستشفى كنيسة قصر الدوبارة به كميات كبيرة».
هشام حمدى، جراح فى مستشفى الدمرداش أثناء انشغاله فى إسعاف أحد المصابين قال ل«الشروق» «أكثر الاصابات جروح وكدمات شديدة.. اللعنة على ذلك الطوب والرخام الذى يلقى على المتظاهرين ويسبب جروحا قطعية لا تقل غالبا عن 7 و8 غرز».
الثوار يفضلون المستشفى الميدانى على ضعف إمكانياته عن الذهاب إلى المستشفيات الحكومية التى تسلمهم للشرطة كما يقول طالب دبلوم التجارة رفض الإفصاح عن اسمه خوفا من الملاحقة الأمنية، مضيفا: «أصبت بطلقات خرطوش ونقلت مع 3 من زملائى لمستشفى المنيرة العام، وبعدها سلمنا المستشفى للشرطة.. أنا هربت منهم بأعجوبة لأن هناك طبيبا ساعدنى، وقال للشرطة إنى أصيبت فى خناقة فى الشارع وماليش علاقة بمحمد محمود».
محمد الذى عالجه أحد الأطباء الشباب المتطوعين فى المستشفى الميدانى خرج باكيا منه وقال أنا عايز أروح، لم يأت بصحبة أحد من عائلته بل انضم للمتظاهرين وحيدا، قائلا ل«الشروق»: «أنا مشيت مع الثورة وبيتنا فى أحمد حلمى وهروح زى ما جيت».
تزايد إلقاء القنابل المسيلة للدموع على مدخل شارع قصر العينى، بالتزامن مع خطاب الرئيس مرسى الذى ألقاه أمس الأول أمام مؤيديه فى قصر الاتحادية، جعل المتظاهرين ينظمون طريقا لتسهيل وصول الموتوسيكلات التى تحمل إصابات الاختناق والإغماءات للمستشفيات الميدانية.