تشتهر واحة سيوة في مصر بمناظرها الطبيعية الخلابة، ومساكنها التقليدية المبنية بالطين المخلوط بالملح. ويقول المدافعون عن البيئة: "إن تراث سيوة المعماري مهدد بالانقراض مع اتجاه سكانها المتزايد إلى استخدام مواد البناء الحديثة بدلا من "الكرشاف" التقليدي، وهو مادة مكونة من الطين المخلوط بالملح الصخري".
جاء الدكتور منير نعمة الله، خبير البيئة المصري إلى واحة سيوة في الثمانينات، وأنشأ فيها فندقًا فريدًا من نوعه استخدم فيه الكرشاف التقليدي، وعروق الخشب المأخوذة من أشجار الزيتون أو من جذوع النخيل.
وقال نعمة الله:"من أهم الأمور التي أتت بنا هنا في سيوة هي المحافظة على التراث المعماري للواحة ..فالواحة لها طراز معماري خاص ولها طريقة بناء فريدة من نوعها في العالم... البناء هنا يتم بمادة اسمها الكرشاف اللي هو عبارة عن ملح متحجر مع الطينة.. وفي السنوات الأخيرة اهتم البعض بالمحافظة على التراث وعاشوا في بيوت مبنية بالكرشاف، لكن معظم الناس الآن تتجه نحو الخرسانة والأسمنت".
وتتميز المساكن المبنية بالكرشاف بسمك جدرانها، الذي يحفظ لها الدفء في الشتاء ويعزلها عن حر الصيف القائط.. لكن تلك المساكن يعيبها أن أقل نسمة هواء تسبب تطاير الرمال من الجدران.. كما يغوص الكثير من تلك المباني في الأرض، التي تتزايد فيها الرطوبة بسبب الإفراط في حفر الآبار.
وقال بناء عجوز من أهالي سيوة يدعى حمزة حميدة: "إن البنائين في الواحة يفضلون مواد البناء الحديثة لصعوبة إتقان البناء بالكرشاف"..وأضاف أن بناء مسكن من طابق واحد بالكرشاف يحتاج إلى ستة أشهر تزيد إلى سنة إذا كان المبنى من طابقين.
وقال حسن كيلاني: "إن من السهل الحصول على ترخيص من السلطات بهدم المباني القديمة التقليدية، التي استخدم فيها الكرشاف وبناء مبنى حديث مكانها".. وأضاف أن البناء بالمواد الحديثة أقل كلفة من البناء بالكرشاف.
ويقول المدافعون عن البيئة: "إن تدخل الحكومة مطلوب لإعادة استخدام أساليب ومواد البناء التقليدية في سيوة، وإلا سيصبح استخدامها مقصورًا على المنشآت السياحية في الواحة".