حالة من الحزن الشديد سيطرت على أهالى ضحايا حادث أسيوط، الذى نتج عن تصادم قطار بأتوبيس كان يقل ما يقرب من 60 تلميذا أمام قرية المندرة التابعة لمركز منفلوط، ما أسفر عن مقتل 50 منهم وإصابة 15 آخرين. «الشروق» انتقلت إلى موقع الحادث الأليم لمؤازرة أهالى الضحايا ونقل معاناتهم جراء الإهمال الذى تسبب فى ضياع أبنائهم.
حمادة أنور، هو والد الضحايا أدهم وأروى ونور وريم، أربعة أطفال فى عمر الزهور فقدهم هذا الوالد الذى قال ل«الشروق» عوضى على الله ولا يكفينى استقالة وزير النقل أو غيره من المسئولين، مؤكدا أنه لا فائدة فى الحياة بعد وفاة أبنائه الأربعة الذين كانوا فى المعهد الأزهرى متفوقين دراسيا ويحفظون القرآن الكريم، وأضاف وهو فى حالة حزن شديد أثناء تشييع جثث أبنائه الأربعة: حسبى الله ونعم الوكيل.
وفى نفس السياق قال أشرف هاشم، والد 3 ضحايا، أحمد ومحمد ومحمود، إن آخر رؤية لأبنائه حينما أعطاهم المصروف وقام كل واحد منهم بتقديم «قبلة له ولوالدتهم قائلين سلام يابا». وعلى الجانب الآخر ارتدت سيدات قرية المندرة والحواتكة الملابس السوداء وامتلأت الشوارع بالنساء والرجال والأطفال، حتى أن منزلا بالقرية لم يخل من الإصابة بالحادث.
من جانبه، أكد المهندس مصطفى قراعة، عضو مجلس الشعب السابق عن محافظة أسيوط، إن الصعيد مازال مهملا وإن الرئيس مرسى رغم وعوده المتكررة فى جولاته برصد تخلف الصعيد وتأخر قطار التنمية به وغياب الاهتمام الكامل به إلا أنه منذ توليه لم يوليه شيئا من الاهتمام.
وأضاف قراعة أن مشهد الأتوبيس الذى قتل فيه أطفال فى عمر الزهور سيكون سبة فى جبين مرسى إن لم يتحرك لنجدة الصعيد فالمشهد كارثى بحق، حيث ظل رجال الإسعاف أكثر من 3 ساعات يقومون بجمع أشلاء الجثث واصفا حالة أسر الضحايا بالانهيار، فمنهم من فقد 3 أبناء فى الحادث، ومنهم من فقد اثنين، وحسبهم الله فالمصيبة كبيرة. يأتى ذلك فيما أقدم عدد من أهالى القرية على إحراق جذوع النخيل ومحاولة إشعال النيران فى القطار الذى دهس أطفالهم، وذلك احتجاجا على عدم مجىء أى مسئول لإنقاذ الموقف بعد ساعات من وقوع الحادث، فيما صرحت النيابة بدفن جثث المتوفين.