أعرب الأمين العام للأمم المتحدة- بان كي مون، أمس الثلاثاء، عن خشيته من ضياع سوريا كدولة، وحذر الحكومة السورية والمعارضة المسلحة من عدم وجود حل عسكري للأزمة، مؤكداً أن الدولة السورية باتت في حاجة إلى استراحة نظيفة من الماضي -على حد قوله.
وقال الأمين العام -في كلمته التي ألقاها في جامعة ييل بولاية كونتيكت الأمريكية- إن "سوريا الآن يمكن أن تضيع إذا لم يتوحد المجتمع الدولي من أجل السلام، وإذا لم يتم الاستماع إلى مطالب الناس في التمكين والكرامة والانفتاح.
وأضاف "لقد طلبت مراراً وتكراراً من الرئيس السوري أن يستمع إلى صوت شعبه، ولكن النظام يبدو أنه لا يعرف طريقاً سوى استخدام القوة في وجه التظاهرات السلمية"، معرباً عن خيبة أمله لتجاهل النظام السوري وجماعات المعارضة المسلحة لهدنة وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى.
وقال بان كي مون، إن "المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية- الأخضر الإبراهيمي، يواصل القيام بمهمته الحيوية، وهناك مخاطر واضحة من انتشار الأزمة في المنطقة، موضحاً "نحن نرى الآن تداعيات امتدادها وتفاقم التوتر وتفجر العنف في الدول المجاورة لسوريا".
في سياق مختلف حول القضية الفلسطينية، حذر الأمين العام للمنظمة الأممية من "تزايد تكلفة استمرار الجمود الحالي، واستمرار الأنشطة الاستيطانية غير الشرعية، مؤكداً أن "حل الدولتين هو الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الصراع والاحتلال المستمر منذ نصف قرن تقريبا".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة -في كلمته أمام جامعة ييل بولاية كونتيكت الأمريكية- إن الأساس الذي يقوم عليه تطبيق السلام هو قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادئ "مدريد" المتضمنة الأرض مقابل السلام، وخارطة الطريق والاتفاقيات السابقة بين الطرفين، واتفاقية السلام العربية المطروحة عام 2002".
وحول طلب فلسطين -المزمع تقديمه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعزيز مستوي عضويتها بها- قال بان كي مون، إن "ميثاق الأممالمتحدة واضح في هذا الخصوص، ومثل هذه الأمور تبقي في يد الدول الأعضاء، وأعرف الإحباط الناجم من أن مبدأ حل الدولتين يبدو بعيداً، وبما أننا جميعاً منخرطون في هذه القضية، فإننا نعرف الأفعال ونعرف العواقب أيضاً، ولا أحد منا يريد الحاق الأذى بفرص تحقيق السلام، ولا يوجد بديل لمفاوضات ذات معني".
وتابع بان كي مون قائلا: "وكما حذرت مراراً من قبل، فبدون قيادة قوية من الطرفين ومن المجتمع الدولي، فإن مبدأ حل الدولتين، وانجازات السلطة الفلسطينية -الجديرة بالثناء في بناء المؤسسات- جميعها ستتعرض للخطر".
وحول الشراكة القوية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالأممالمتحدة، جدد بان كي مون تهنئته للرئيس- باراك أوباما؛ لفوزه بدورة ثانية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قائلاً: إنه يتطلع إلى تعزيز هذه الشراكة خلال السنوات الأربع المقبلة، ومشيراً إلى أن الأممالمتحدة وواشنطن تتشاركان العمل على تحقيق عدة أهداف منها إنهاء العنف في سوريا، وإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها.