تبدأ اليوم الثلاثاء، ورشة إبداع تستمر لمدة أسبوع، والتي تأتي ضمن فعاليّات برنامج "ندوة 2012" الذي تنظمه "الجائزة العالمية للرواية العربية"، وهي المناسبة السنوية التي تحشد في مكان واحد المواهب الصاعدة من العالم الأدبي العربي، والذين سبق وأن أثاروا انتباه محكّمي الجائزة. ويتيح برنامج "ندوة" لتلك المواهب فرصة شحذ مهاراتهم الكتابية بإشراف الكتّاب المتمرسين الذين سبق أن اُدرجوا على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. وتحتل "الجائزة العالمية للرواية العربية" مركز الصدارة بين الجوائز المكرّسة للأدب العربي، والتي تدعمها وترعاها "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة"، وتقوم على إدارتها "مؤسسة جائزة البوكر" في المملكة المتحدة".
وتهدف الجائزة إلى الاحتفاء بأفضل ما تنتجه القرائح في فن الرواية العربية المعاصرة، إلى جانب تنمية جمهور عالمي قارئ للرواية العربية عن طريق الترجمة.
تُعقد الورشة – التي يرعاها الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي– في منتجع صحراوي يتمتع بالخصوصية وتتواصل على امتداد أيام ثمانية. ويتعين على كل من الكتّاب السبعة المشاركين أن ينتج عملا قصصيا خلال تلك الفترة. كما تشجعهم الندوة برعاية مرشديهم من كتّاب القائمة القصيرة للجائزة أن ينتقدوا أعمال بعضهم، إلى جانب مناقشة بعض من القضايا الأدبية الأوسع، كاستخدام العامية لكتابة الحوار، على سبيل المثال. وتقوم "الجائزة" في وقت لاحق بترجمة النتاج الأدبي للورشة إلى الإنكليزية، ونشره في طبعة ثنائية اللغة.
تتراوح أعمار المواهب المشاركة في ورشة هذا العام بين 30 إلى 43 عاما، وهم ثلاث إناث وأربعة ذكور ينتمون إلى سبعة بلدان عربية، هي: لبنان، سوريا، مصر، اليمن، فلسطين، العراق، الإمارات العربية المتحدة. ومن بين الكتّاب السبعة يقطن اثنان في الإمارات العربية المتحدة، هما: سارة الجروان، ووليد عودة. ويذكر أن سارة الجروان كانت أول امرأة إماراتية تكتب رواية، مسجلة بذلك حدثا تاريخيا حين نشرت في عام 1992 روايتها، "شجن بنت القدر الحزين"، والتي كانت كتبتها قبل سنوات في 1984.
سيقوم كل من الروائية والصحافية العراقية، إنعام كجه كجي، والروائي السوداني، أمير تاج السر، بالإشراف على المشاركين. وكانت إنعام كجه كجي قد صعدت إلى القائمة القصيرة عام 2009 بروايتها الثانية، "الحفيدة الأمريكية"، كما اضطلعت بالمساهمة في الإشراف على الورشة الافتتاحية لبرنامج "ندوة" في العام ذاته، والتي كان من ضمن المواهب المشاركة فيها الكاتبة المصرية، منصورة عزالدين، التي لم تلبث هي الأخرى أن صعدت إلى القائمة القصيرة في العام التالي، 2010 بروايتها "وراء الفردوس". أما أمير تاج السر فقد وصل إلى القائمة القصيرة في العام الماضي، 2011، بروايته "صائد اليرقات".
وكانت الورشة الافتتاحية لبرنامج "ندوة" انعقدت في عام 2009 وضمّت حينها ثمانية كتّاب وكاتبات، تم نشر ما كتبوه في الورشة مترجما إلى الإنكليزية في كتاب ثنائي اللغة صدر عن "دار الساقي" بعنوان "أصوات عربية جديدة: ندوة 1"، والذي طُرح في معرض الشارقة الدولي للكتاب في 27 أكتوبر 2010، ثم في لندن في يناير2011. وقد انعقدت ورشتان أخريان في أبوظبي منذ الورشة الافتتاحية، في أكتوبر2010 وأكتوبر 2011، كما صدر كتاب ثان بعنوان "أصوات عربية جديدة: ندوة 2" عن الدار العربية للعلوم ناشرون"، والذي طُرح في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في سنة 2012. ومما يُذكر أن ورش "ندوة" الثلاث السابقة قد عُقدت جميعا برعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثُل الحاكم في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي.