سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بقعة الزيت تواصل تحركها شمالا في نهر النيل.. والقابضة للمياه توقف الضخ لمحطات قنا الصحة: جميع عينات إدفو سليمة.. والري: بدأنا إجراءات قانونية ضد المتسبب عن التلوث
رغم إعلان وزير الري والموارد المائية، محمد بهاء الدين، عن الانتهاء من تفتيت بقعة التسرب الزيتي بنهر النيل، أمس الأول، مؤكدا تسربها من شركة "لب الورق" بأدفو، فأن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، استمرار البقعة الزيتية في التحرك بمحاذاة ضفتي النيل، في الطريق من الأقصر إلى قنا. وقال المتحدث باسم الشركة، محيي الصرفي، "قررت الشركة وقف ضخ مياه الشرب إلى المناطق القريبة من البقعة، والتي تتحرك في اتجاه الشمال، نتيجة قوة التيار"، مؤكدا "إيقاف محطتي شرب طيبة وأرمنت عن العمل لمدة ساعتين، وهي الفترة التي استغرقها مرور البقعة بالقرب مأخذ هذه المحطات على النيل، كما ستوقف الشركة ضخ المياه لمحطة خزام، المسؤولة عن تغذية مركز قوص، نظرا لقرب البقعة منها".
وأوضح الصرفي، أن وزير المرافق عبد القوي خليفة ، ورئيس الشركة اللواء سيد نصر، شكلا غرفة عمليات بالتنسيق مع وزارات الصحة والبترول والبيئة والري، للقضاء على البقعة، مضيفا أن "المعامل تقوم بتحليل عينات من المحطات المطلة على النيل كل نصف ساعة، مع مراجعة النتائج بالتعاون مع وزارة الصحة، ولا يتم اتخاذ قرار بإعادة تشغيل المحطات المتوقفة، إلا بعد مراجعة نتائج شركة المياه ووزارة الصحة".
وأكد الصرفي أن "الشركة كانت أول جهة تكتشف وجود بقعة الزيت، لأنها تقوم بتحليل مآخذ المياه كل ساعتين، وبناء عليه يتم اتخاذ قرار وقف المحطات أو تشغيلها"، مضيفا أنه سيتم الإعلان عن بدء تشغيل 6 محطات لمياه الشرب، توقفت خلال اليومين الماضيين، بسبب بقعة الزيت، بعد مراجعة وزارة الصحة في القرار.
ووفقا للصرفي، توفر الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، فناطيس مياه بالمجان للمناطق التي تم وقف ضخ المياه عنها، عن طريق توفير كميات من المياه النقية المخزنة في المحطات، مع توفير سيارات لنقل المياه للمواطنين، والاستعانة بشبكات قريبة، بشرط أن تكون بعيدة البقعة، مؤكدا إعلان الشركة لحالة الطوارئ في محطات المياه بمحافظتي سوهاج وأسيوط.
وأعلنت وزارة الصحة أن نتائج جميع عينات مياه الشرب، التي تم سحبها من مدينة البصيلية، وعدد القرى المجاورة لها في مركز إدفو، جاءت سلبية، ومطابقة للمواصفات، مشددة على أنه لا قلق من تناول هذه المياه، بحسب تصريحات لرئيس قطاع الطب الوقائي في وزارة الصحة، عمرو قنديل، الذي أكد ل"الشروق"، أنه تم جمع عينات من أماكن متفرقة، لتحليلها في المعمل الإقليمي التابع للوزارة، وجميعها جاءت جيدة.
وأوضح قنديل، أن الوزارة ستستمر في سحب عينات من المياه بصورة دورية، كإجراء احترازي، للتأكد من سلامة المياه، مع إخطار شركة مياه الشرب لإعادة ضخ مياه الشرب مرة أخرى للقرى التابعة، فور التأكد من أن نتائج فحص العينات سليمة.
ومن جهة أخرى، قالت مصادر في وزارة الري، إن "تسرب بقعة الزيت تسببت في تلوث مساحة كبيرة من نهر النيل، على مدار اليومين الماضيين، وكادت أن تصل لمحطات مياه الشرب في مدينة إدفو، وهي المشكلة التي تتكرر في العطلات، بسبب انخفاض معدلات المرور اليومي للتفتيش، واستغلال المصانع للعطلات في إلقاء مخلفات في النيل".
وأضافت المصادر أن وزير الري أصدر تعليماته لقطاع حماية النيل في الوزارة، بالتعامل مع البقعة، وإبلاغ وزارة المرافق لإغلاق مآخذ محطات المياه المغذية، حتى تم التخلص من البقعة، ولم يعثر لها على أي آثر على امتداد مجرى النيل، حتى مدينة إسنا.
كان وزير الري أعلن في وقت سابق، عن اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مصنع " لب الورق " بأدفو، الذي اتهمه بالتسبب في تسرب بقعة الزيت إلى نهر النيل، مؤكدا أنه سيتم البدء في تحقيقات حول أوضاع المصانع على النيل، لضمان عدم تسببها في أي تلوث، أو تغير لنوعية المياه.
فيما نفى رئيس مجلس إدارة شركة "مصر-إدفو لصناعة ورق الطباعة والكتابة"، المهندس عبد الرحمن أحمد، الاتهام الموجه لمصنع لب الورق، بالتسبب في تسريب بقعة الزيت، مؤكدا أن سبب توجيه الاتهام إلى المصنع هو أنه الوحيد الذي كان يعمل طوال فترة إجازة عيد الأضحى.
ومع وصول البقعة الزيتية إلى محافظة الأقصر، أمس، قام كل من وزير البيئة، مصطفى حسين، ومحافظ الأقصر، عزت سعد، ومحافظ قنا، عادل لبيب، ومدير أمن الأقصر، اللواء أحمد ضيف صقر، بجولة نيلية في المسافة ما بين محافظتي قناوالأقصر، لمتابعة عمليات معالجة ما تبقى من البقعة الزيتية.
وقال سعد في تصريحات صحفية، أن أجهزة المحافظة بالتعاون مع فرق فنية متخصصة فى مجال مقاومة التلوث البترولي، تقوم حاليا بتفتيت وشفط ومعالجة آثار بقعة الزيت المتسربة وسط النيل، وتطهير مجرى النيل من آثارها، مضيفا أن الحشائش المنتشرة على طول مجرى النهر، من أسوان للأقصر، ساعدت في تفتيت بقعة الزيت التى كانت تمتد بطول 5 كيلومترات، قبل أن يتراجع عرضها إلى ثلاثة أمتار فقط.
ووفقا لسعد، "اقتصرت آثار البقعة على قطع المياه لمدة من ساعة واحدة إلى 4 ساعات، عن مدن وقرى مركزي أسنا وأرمنت، خلال مرور بقعة الزيت بهما، فيما لم تتأثر عملية ضخ مياه الشرب بمدينة الأقصر بمرور بقعة الزيت، على حد قوله.
ومن جهته، أعلن لبيب وقف العمل في 3 محطات مياه شرب بقرى مركز قوص، هى خزام والعيايشة وجراجوس، بعد وصول بقعتي زيت بالقرب منهم، مضيفا أن عددا من الشركات المتخصصة، تكثف جهودها لنشر مصائد الخيش في محيط مآخذ مياه محطات الشرب، والعمل على تفتيت هاتين البقعتين.
