كانت الساعة تشير للسادسة مساء السبت الماضى عندما بدأ القراء يتوافدون على مكتبة الشروق بالزمالك ليحجزوا اماكنهم فى ندوة توقيع كتاب «الفيل الأزرق» للكاتب أحمد مراد بالرغم من كون الندوة ستبدأ فى السابعة الا ان البعض اكد انه حضر مبكرا ليجد مقعدا فى ظل الزحام المعتاد فى حفلات توقيع مراد. وبالفعل بدأت الندوة فى تمام السابعة مساء وحضره المهندس ابراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، وبدأ مراد حديثه عن عالم الرواية مؤكدا أنه قد قرأ كثيرا فى عالم السحر والمواجهة بين الانس والجن وعالم الطبقات الإيمانية.
وأوضح مراد أن أبيات الزجل التى وضعها فى روايته تنتمى للتراث الصعيدى التى يغنونها فى افراحهم ومناسباتهم اما القصص التى وردت داخلها من التراث فهى موجودة بالفعل فى كتاب المؤرخ عبدالرحمن الجبرتى ربما يكون قد غير فى بعض القصص مثل قصة المأمون.
فى الوقت نفسه نفى مراد نيته تقديم جزء ثان من هذه الرواية وخصوصا انها مفتوحة النهاية لكنه اكد انه جعلها هكذا كى يترك خيالا اكبر للقارئ.
وحول تحويل الاعمال الأدبية لافلام وخصوصا هذه الرواية أشار أحمد مراد إلى أنه ومنذ بدأت السينما وهذه هى القاعدة ولكن غابت فى الثمانينيات والتسعينيات عندما بدأ الكتاب فى الكتابة لأنفسهم فقط دون التوجه للقارئ.
وخصوصا ان من سيشاهدون الافلام عددهم اكبر بكثير ممن يقرأون فقط وهو يرى ان تجربة فيرتيجو مثلا كانت ناجحة وتؤرخ للفترة ما بعد انتخابات عام 2005 وكانت هناك عروض انتاجية للرواية لكن عرض الشروق للإنتاج الفنى كان الأفضل فيما بينها وخصوصا ان العروض الاخرى كانت اقرب للسينما قليلة التكلفة وكان يجب ان يتم تحويل الرواية لأن بعض الاعمال التى كانت قد خرجت للنور قد اقتبست الكثير من احداث الرواية.
وحول المسلسل كانت هناك رؤية للسيناريست محمد ناير والمخرج عثمان ابولبن.. وأكد مراد ان فيرتيجو قد تمت ترجمتها للانجليزية والفرنسية والايطالية والنرويجية.
وهى جاءته من تراكمات فترة عمله كمصور برئاسة الجمهورية وفكرة كتابته الرواية كانت قد ظهرت فى عمله وقتها وشجعه عليها السيناريست خالد دياب.
مراد أكد ان الرئيس المخلوع حسنى مبارك لم يقرأ فيرتيجو هو أو عائلته وخصوصا انه لا يوجد من يؤمن ان الرواية قد تغير من الواقع وقرار كتابته لرواية فيرتيجو كان قرارا جلب له السعادة برغم خطورته وقتها على حياة اسرته وعائلته.
وحول كتابته رواية عن الثورة اشار احمد مراد انه من الصعب ان تكتب عن مياه ما زالت تغلى، ونجيب محفوظ مثلا توقف تماما عن الكتابة منذ ثورة 1952 وحتى عام 1957 ليرى تأثير ما حدث ويستوعبه.
وأحمد كمال بطل الرواية انتقل من الجبن الكامل للثورة الداخلية وطه بطل «تراب الماس» هو تفصيلة جديدة للجيل نفسه.
وحول ظروف نشر «الفيل الازرق» اكد مراد انه عندما كتبها وارسلها للمهندس ابراهيم المعلم فى ألمانيا وبالفعل اتصل به المعلم وقال له ان الراوية قد اجهدته واغلق الهاتف وبعد عدة ساعات هاتفه مرة اخرى وأخبره انها قد اعجبته.
وهنا تدخل المهندس إبراهيم المعلم فى الحوار قائلا إن اكثر ما يميز احمد مراد انه وبرغم نجاحه مع القراء فهو لم يصب بالغرور او التعالى ولم يغيره هذا النجاح ابدا.
وحول تحويل القصص لمسلسلات أو افلام اكد المعلم أنهم لم يخترعوها بل هى إثراء للحياة الثقافية.. وطالب المعلم القراء ألا يخافوا من تحويل الادب لدراما وألا يقلقوا على مؤلفهم.
واضاف مراد بعدها: أن زوجته هى اول من يقرأ له وان والده الذى يصور الندوة هو اول من التقط له صورا ولا يزال يصوره منذ 35 عاما.
وحول مصادر معلومات الكاتب أكد مراد أنها مشاهداته التى تظل داخل عقله وهو شخصيا يحاول البحث دائما عن الشىد غير المتوقع. وقد استمر حفل التوقيع حتى الحادية عشرة والنصف.