كشفت تقارير مخابراتية مبدئية أمريكية، أن أحد المتورطين في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، في 11 سبتمبر الماضي، والتي راح ضحيتها السفير الأمريكي لدى ليبيا، بجانب ثلاثة دبلوماسين آخرين؛ احتجاجًا على الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام، مواطن مصري، كان أُفرج عنه بعد ثورة 25 يناير الماضي، قام بتدريب منفذي الهجوم في معسكرات بصحراء ليبيا. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن: "المواطن المصري محمد جمال أبو أحمد، الذي له علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة أنشأ معسكرات تدريب في صحراء ليبيا؛ لتكون فرعًا للتنظيم هناك، الخطر الذي أسفرت عنه ثورات الربيع العربي، ولا سيما بعد إطلاق سراح تلك العناصر من السجون المصرية بعد الثورة".
وقال مسؤولون غربيون للصحيفة: "إن «أبو أحمد» طلب من زعيم القاعدة، السماح له بإنشاء فرع للتنظيم بليبيا، وبالفعل أنشأ المعسكر بدعم مالي من فرع القاعدة باليمن".
وبذلك، أصبح أبو أحمد من العناصر التي تثير قلق المسؤولين الغربيين، وقالت الصحيفة، نقلا عن أحد الخبراء من مؤسسة «أمريكا الجديدة» بواشنطن، باراك بارفي، بعد عقد لقاء مع مقربين ل«أبو أحمد» في مصر، أن «أبو أحمد»، الذي يُعتقد أنه يناهز 45 سنة، هو مصري الجنسية ومن أبناء حي شبرا بالقاهرة، كان جامعيًّا، ويحتمل أنه كان يدرس إما الأدب أو التجارة، ولكنه ذهب في أواخر الثمانينيات إلى أفغانستان وتدرب على كيفية صنع القنابل وبعد عودته من مصر في التسعينيات، وفقًا لمسؤول أمريكي سابق آخر، أصبح «أبو أحمد» رئيس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامية المصرية".
ولكن الصحيفة نقلت عن شخصيات مقربة من «أبو أحمد» في مصر قولها: "إنه كان بالفعل من حركة الجهاد الإسلامية، ولكن لم يكن من ضمن قادتها". ووصفت بعض العناصر المسلحة السابقة، التي كانت على صلة ب«أبو أحمد» داخل السجن في 2000، بأنه رفيق سجن متشدد يظهر عداءه ضد حراس السجن. وقال أحد رفاقه السابقين: "في الوقت الذي خضع فيه معظم السجناء للتفتيش العشوائي للزنزانات، رفض أبو أحمد السماح للحراس بتحريك أي شيء من زنزانته". وقالت المصادر الغربية: "إن «أبو أحمد» المفرج عنه، العام الماضي، أنشأ جماعة إرهابية تعرف باسم شبكة جمال، ويحاول استغلال خبرته عن طريق رفاقه السابقين". ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن الشيخ محمد الظواهري، ساعد «أبو أحمد» في الاتصال بتنظيم القاعدة، الأمر الذي نفاه محمد الظواهري قائلا: "على الرغم من أنه كان سجينًا مع «أبو أحمد»، لم يقدم له أي مساعدة قائلا: هذه كلها افتراءات ليس لها أساس من الصحة". كما نفى محمد الظواهري مواصلته للأنشطة المسلحة، قائلا: "دائمًا يستخدمون هذه الطريقة لإبعادنا من ممارسة حقنا السياسي. وقال مقربون من «أبو أحمد»: "إنه يعيش الآن في ليبيا، وبجانب تلقيه الدعم المالي من فرع القاعدة باليمن، إلا أنه يستخدم نظام الفرع لتهريب المقاتلين، وداخل معسكراته".
يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن المسلحين يتدربون على القيام بعمليات انتحارية، مضيفين أنه أنشأ اتصالات محدودة مع عناصر جهادية في أوروبا. وأضافت الصحيفة أن: "الولاياتالمتحدة وحلفاؤها أعربوا عن أملهم في أن تؤدي ثورات الربيع العربي التي اندلعت العام الماضي إلى المزيد من الاستقرار والديمقراطية، والعلاقات الحميمة مع الولاياتالمتحدة، ولكن على المدى القريب، واجهوا عددًا متزايدًا من التهديدات الأمنية بسبب استغلال التنظيمات الجهادية المتطرفة لضعف أجهزة الأمن في هذه الدول لتعميق وجودها".