أعلن محمد إبراهيم، وزير الدولة لشؤون الآثار، اليوم الاثنين، استعداد الوزارة لإرسال خبراء مصريين؛ لتقييم حجم الأضرار التي تعرضت لها مدينة حلب، أكبر المدن السورية، والتي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي عام 1986، واختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006.
وقد اندلعت النيران، يوم السبت الماضي، في مئات المتاجر في السوق المسقوفة بمدينة حلب القديمة، حيث يدور قتال بين مقاتلي المعارضة وقوات الحكومة، بشكل يهدد بتدمير موقع تاريخي مسجل في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وقال إبراهيم في اجتماع طارئ دعت إليه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)؛ لبحث سبل حماية التراث الحضاري السوري: "إن ما يحدث في سوريا من نهب مستمر للممتلكات الثقافية وسلبها، يعيد تكرار المشهد المأساوي في العراق". في إشارة إلى نهب كثير من القطع الأثرية العراقية عقب الاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003.
وأضاف في الاجتماع الذي شارك فيه أثريون عرب، وتنظمه كلية الآثار بجامعة القاهرة لمدة يومين، أن: "المواجهات العنيفة في كثير من المدن التاريخية السورية تعرض التراث الإنساني للتدمير". واصفًا ما يحدث بأنه "عبث" يدعو المجتمع الدولي، وخصوصًا المنظمات العلمية الأثرية، وعلى رأسها اليونسكو للتدخل لحماية المنشآت والتراث الحضاري من التدمير.
وقال عبد العزيز صلاح، ممثل الإيسيسكو، إن: "التراث السوري الفريد أصبح مهددًا بالتدمير والنهب والسرقة". مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل للضغط من أجل وقف القصف الدائم للمدن السورية ولمعالمها الأثرية، والذي "يعد انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية"، وحمل اليونسكو المسؤولية عن الحفاظ على سلامة هذا التراث.
وقالت (إيسيسكو) في موقعها الإلكتروني: "إن الاجتماع يتناول دراسة سبل حماية التراث الحضاري في مدينة حلب، العاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2006، وصياغة برنامج عملي للتدخل السريع لإنقاذ التراث الحضاري المعرض للأخطار، سواء بالترميم والصيانة أو بالتوثيق والجرد للمعالم الأثرية، التي تعرضت للتدمير والتخريب والسلب والنهب."