حظى الفيلم المصرى «بعد الموقعة» باقبال جماهيرى كبير من أهالى محافظة الأقصر الذين حرصوا على مشاهدة العمل فى أول عرض له داخل مصر وقبل عرضه تجاريا بليلة واحدة ،حيث يشارك الفيلم بالمسابقة الرسمية للفيلم الروائى الطويل فى مهرجان الاقصر للسينما المصرية والأوروبية والذى أختتم أعماله مساء أمس، كما حرص عدد كبير من ضيوف المهرجان على مشاهدة العمل الذى شارك فى مهرجان كان السينمائى مؤخرا. وعقب عرض الفيلم اقيمت ندوة أدارها الناقد طارق الشناوى وشارك فيها باسم سمرة وناهد السباعى فيما غاب مخرجه يسرى نصر الله وبطلته منه شلبى، وبرر الشناوى هذا الغياب لسفرهما للاحتفال بعرض الفيلم تجاريا بفرنسا بالتزامن مع مصر.
فى البداية حرص الفنان باسم سمرة ان يقدم اعتذارا للحضور على سوء الصوت وقد ألقى باللوم على إدارة المهرجان عدم استخدامها ماكينة صوت جيدة، الأمر الذى اضر بالفيلم وقال معاتبا: نعلم ان هذه هى الدورة الأولى للمهرجان وأنه تعرض لازمات مالية كبيرة وهو ما أدى إلى وقوعه فى كثير من الأخطاء نتمنى تفاديها فى الدورات القادمة خاصة أنه مهرجان كبير يشارك فيه دول أوروبية عديدة وتحتضنه محافظة عريقة هى محافظة الاقصر عاصمة الآثار فى العالم وأتمنى أن يهتم المهرجان بتقديم الاعمال الفنية بتقنية جيدة.
وأضاف: أدهشنى أن يفهم الأجانب حوار الفيلم أكثر من المصريين فالأجانب اعتمدوا على الترجمة أما المصريون فلم تصل لهم رسائل عديدة من الفيلم بسبب رداءة الصوت ولن أغضب من ردود أفعالهم إذا لم تكن فى صالح العمل.
وكشف سمرة أن مشروع الفيلم بدأ حينما دار نقاش بينه وبين المخرج يسرى نصرالله الذى كان يصف أهالى نزلة السمان بالبلطجية فدافع باسم عنهم باعتباره واحدا منهم وعرض على نصرالله ان يستضيفه بنزلة السمان ليرى بنفسه انهم ليسوا كذلك وهنا بدأت بذور الفيلم الأولى التى تم وضعها فى 5 صفحات كفكرة وبعدها استمر كتابة السيناريو اكثر من 6 أشهر نتج عنه تصوير 3 ساعات.
حدث انقسام كبير على مستوى السيناريو والهدف من ورائه بين اشادة من البعض رأى أن العمل اقترب لبيئة جديدة على المشاهد المصرى والتعرض لحياة احد الخيالة فى نزلة السمان وعلاقته بأسرته المكونة من زوجة وولدين والناشطة السياسية التى تقترب من هذه الاسرة وتسعى لايجاد حل لمشاكلهم رغم انها فى البداية كانت غاضبة كغيرها من أهالى نزلة السمان.
فى حين رأى البعض ان الفيلم بمثابة محاولة لدفع الجمهور للتعاطف مع هذا البلطجى الذى اعترف بجرمه ضد الثوار، كما انه اساء للنشطاء السياسيين بأن اقتصر دورهم على الثرثرة مع الاشارة إلى العلاقة الحميمية التى جمعت بين الخيال محمود والناشطة ريم دون أى مبرر درامى والتى لم تثر غضب زوجته بل سعت لتوطيد علاقتها بالناشطة السياسية رغم علمها بعلاقتها بزوجها وأسئلة كثيرة عجز ابطال الفيلم عن الإجابة عنها، مؤكدين ان الوحيد القادر على تقديم إجابات وافية هو المخرج يسرى نصرالله وبطلة العمل منة شلبى لتدافع عن شخصية ريم.
وقالت ناهد السباعى إنها شعرت بأحاسيس فاطمة زوجة محمود الخيال واقتنعت بموقفها من ريم التى سعت لإنقاذ أسرتها من أكثر من مشكلة فلم تجد أى عائق فى وجود علاقة مع زوجها.
وقالت إن هذا أمر عادى فى هذا البيئة فالزوجة تسمح لزوجها بالزوج من أجنبية باعتباره عملا استثماريا سيعود عليها وأسرتها بالمال الكثير.
وقالت إن هذا الأمر مرفوض من جانبها على المستوى الشخصى ولا تقبله على الإطلاق ولكن شخصية الفيلم كان لها أسبابها الخاصة.
وعلق باسم سمرة: هناك علاقات تنشأ بدون سبب أو مبررات إضافة إلى أن الفيلم أوضح أن ريم ليست على وفاق مع زوجها وطلبت منه الطلاق وقال إنه ليس هناك أى دفاع عن البلطجية أو محاولة التعاطف معه بل تقديم نموذج لرجل جاهل ساقته أفكاره ليفعل ما فعل ولكن حينما تم وضعه فى موقف حقيقى بمظاهرة الأقباط أمام ماسبيرو شارك بقوة ونال رصاصة اخترقت جسدة وطهرت روحه.
أما بخصوص اتهام العمل بأنه أساء للناشطات فقال: هذا الأمر نتيجة سوء مستوى الصوت وبدا للجمهور أن الناشطات لا دور لهم إلا الثرثرة مع العلم أنهن ناشطات بالفعل والحوارات التى كانت تدور بينهم حقيقية وبناءة.
من جانبه اشاد المخرج عمر عبدالعزيز بمستوى الإخراج وقال ل«الشروق» إنه استمتع كثيرا بالعمل ولمس مجهودا كبيرا بذله نصر الله فى تقديم صورة جديدة ورؤية إخراجية متميزة. بينما أشار الناقد طارق الشناوى إلى أنه فوجئ بمستوى راق من الأسئلة التى وجهها أبناء الأقصر.