أشاد الكاتبان يوسف القعيد وجمال الغيطاني بأديب نوبل نجيب محفوظ اللذان أكدا تنبؤه بثورة المصريين الذي حلم بها في رواياته، وتنبؤه بحكم التيار الإسلامي بعدها، ونفى الكاتبان أن يكون محفوظ قد قبل التطبيع مع الإسرائيليين رغم موقفه المسبق من قبول السلام مع الدولة العبرية . وقال القعيد، خلال ندوة "كاتب العربية الأكبر نجيب محفوظ" التي عقدت أمس الاثنين بالهيئة المصرية العامة للكتاب، وأدارها الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة: إن محفوظ تغنى بثورة المصريين على الظلم منذ الخمسينيات، وأن رواياته والثلاثية و"السمان والخريف" جسدت موقفه من الثورات وانحيازه للديمقراطية، مشيرا إلى أن أديب نوبل أقرب الكتاب إلى الثورة رغم أنه كان محافظا في حياته.
وأضاف، أن حياة محفوظ كانت مثلا للدقة واحترام الزمن واستثماره، موضحا أنه في يوم حصوله على جائزة نوبل للآداب في العام 1988 مارس يومه بشكل طبيعي وحتى مرضه الذي أصاب عينه ومنعه من القراءة والكتابة 6 أشهر، تغلب عليه بتكثيف القراءة والكتابة بعد تعافيه.
وكشف القعيد عن أن محفوظ انصرف عن كتابة الروايات التاريخية بسبب قيام جورجي زيدان بتأريخ التاريخ المصري روائيا، وبالتالي انتهج محفوظ كتابة الرواية الواقعية التي برع فيها ولم يتوقف أبدا عن إنتاجها إلا بين عام 52 وحتى 1959 وكتب سيناريوهات لأفلام سينمائية لا تقل أهمية عن كتاباته الأدبية.
وأضاف أن محفوظ كان يحترم الوظيفة لأقصى حد لدرجة أنه رفض عرضا من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل للكتابة في "الأهرام "مقابل تفرغه من الوظيفة، وقال إنه عندما تولى مؤسسة دعم السينما والرقابة لم يقم بإنتاج أي عمل سينمائي من تأليفه ولم يحرك أي نص أوقفته له الرقابة .